دير الزور حين لا تشملها الهدنة

دير الزور حين لا تشملها الهدنة

05 مارس 2016
+ الخط -
في ظل ترقّب متابعي الشأن السوري مشروع الهدنة الذي قدمه وزيرا خارجية روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، وزعم كل من الثوار والنظام الإستجابة لذلك، بغية إفساح المجال أمام بدء العملية السياسية وتطبيق قرار مجلس الأمن 2254، إلا أن ذلك، وللأسف، لم يشمل عدة محافظات في سورية، بحجّة وقوعها تحت سيطرة داعش، منها دير الزور، المحافظة المليئة بالمدنيين العزّل، الشيء الذي يهدد حياتهم بالخطر، كأن تشهد المدينة وقوع مجزرة ما هناك، ضحيتها عدد من الآمنين، و تخرج وزارة الدفاع الروسية، وربما لا تفعل، بتصريح ينفي قتلهم الأبرياء هناك، وذلك محض افتراء، كما حصل سابقاً، و كأن أحداً لم تُزهق روحه.
عاشت مدينة دير الزور، يوم (1/3/2016)، يوماً غير عادي بتفاصيله المرعبة، كمحافظة بشكل عام، وحي الحميدية الواقع داخل المدينة خصوصاً، بحيث شهد الحي أكثر من أربع غارات جويّة من الطيران الحربي، آخرها حصلت حوالي الساعة الحادية عشر ظهراً (لم يتسنَّ لأحد معرفة هويّة الطيران)، استهدف بها تجمعات المدنيّين بشكل متعمّد، كما تُظهر البيوت التي تعرّضت للقصف، ويقطنها أناس عزّل، بالإضافة إلى هويّة الضحايا المدنيين الذين وقعوا قتلى وجرحى، بحيث تم توثيق سقوط ثلاثة شهداء، قضوا بالغارات، وهم: المهندس عمر إسماعيل الكبيسي، وأمير إسماعيل الهربك، ومحمد المدّاد، لا سيما وقد وقع جرحى، غالبيتهم في حالة حرجة، أحدها بتر في الساق، وتم نقل معظمهم إلى مدينة الميادين في ريف المحافظة بغية العلاج هناك، علما أن سماء محافظة دير الزور، مدينةً وريفاً لم تفارقها طائرات الروس والنظام السوري عن التحليق منذ الإعلان عن الهدنة، كما وشهدت قرى المحافظة وأحياؤها وقوع عدة مجازر بحق المدنيين، ليس آخرها في قرية الحصان في ريف دير الزور.
محافظة دير الزور، من أوائل المحافظات المشاركة في الثورة السورية في إبريل/ نيسان 2011، بمظاهرات سلميّة، ومن ثمَّ تحولت إلى مسلّحة، بعدما قُصفت أحياء المدينة بالهاون والمدفعية وراجمات الصواريخ منتصف الشهر السادس 2012 من نظام الأسد، وقد سيطر عليها مسلحو داعش في مطلع الشهر السابع من 2014.
avata
avata
أحمد أبو الجود (سورية)
أحمد أبو الجود (سورية)