العرب منهمكون بالماضي

العرب منهمكون بالماضي

10 ديسمبر 2016
+ الخط -
لم تشفع لنا الحضارات الإسلامية القديمة وما شهدته من حالة تطوّر في شتى مجالات الحياة آنذاك، لأن نتقدم قليلًا ونواكب عصر التطور التكنولوجي والحضاري والثقافي، وغيرها من التطورات الذي يشهدها العالم اليوم.
ما زلنا نحاول الخروج من عنق زجاجة الماضي، والتفاخر بما صنعه الأجداد، وما قدموه من إسهامات للحياة والإنسانية، أو نفكر بلغة متزنة وناضجة، تستطيع الإسهام في إزاحة معطيات هذه المعادلة الخاطئة التي أبقتنا على ما نحن عليه الآن من حالة تشظّ وقتل ودمار .
كثيرون من العرب اليوم، من لا يزال يعيش على نغم الماضي، متأثر بشكل كبير به، بحدودٍ عقليةٍ لا تسمح له التفكير عن إطار الماضي والإنشغال بالحاضر الذي يعيش تفاصيله، وأكبر دليل على أنّ كثيرين من قادة الرأي والسياسيين والمثقفين، ومن يشغلون مناصب عديدة ذات تأثير كبير في الدول العربية، يعتقدون أنّ العالم العربي أصبح ينافس، بشكل كبير، دول العالم المتقدمة.
من يتابع الوسائل الإعلامية، ويشاهد ما تعرضه من أحداث مستمرة ويومية يشهدها الواقع العربي والإسلامي، وأصبح مثخناً به، يجعلنا نخجل كثيرًا عن مدى المأساة التي أصبح يعيشها العرب، وكيف باتت بلدانهم ورقةً سهلة التمزيق من الغرب، بأياد عربية في رجوع كبير إلى الخلف، وتدهور بشكل مرعب نتاج لحماقات بسيطة، ظلّ العربي يصفّق لها، وهو يتنفس لون الحياة على الأرض، لم تثره أوروبا وما تشهده من حالة تطوّر، غير أنّه ظلّ منهمكًا كيف يشعل نار الحرب، ويفخّخ أراضيه بتفاهات جعلت منه يظهر أكثر تقزّمًا في عالم متقدّم.
كلّ ما يحتاجه العرب للخروج من هذه الصورة القديمة البالية العرض، أن يفهم هؤلاء أنّ العالم اليوم ليس نسخة الماضي التي تشغل عقولهم وتذيب خلايا التفكير لديهم، لكي يفكروا بالحاضر ويخرجوا من عقلية الاستبداد والتعنّت وممارسة الديكتاتورية على من يخالفونهم الرأي، فالعالم اليوم يختلف لينتج، والعرب يختلف فيزهق الحرث والنسل.
83CA8F36-948E-4EA4-8B59-8FE6B49C1AC4
83CA8F36-948E-4EA4-8B59-8FE6B49C1AC4
علي محي الدين منصر (اليمن)
علي محي الدين منصر (اليمن)