صحفيون وشبيحة أيضاً

صحفيون وشبيحة أيضاً

07 يونيو 2015
+ الخط -
دعك من الفضيحة التى صاحبت رحلة عبد الفتاح السيسي إلى ألمانيا، بحثا عن شرعية مفقودة، والتى بدأت قبل أن تبدأ، بإعلان رئيس البرلمان، وهو السلطة التشريعية العليا وإحدى الرئاسات الثلاث في ألمانيا، رفضه مقابلة السيسي، ودعك من إنفاق ملايين الجنيهات على وفد من الفنانين المتوسطي القيمة، وشحن مئات الرؤوس مع الطائرة الرئاسية وبرفقتها، ليتظاهروا تأييدا له في برلين، بينما يحرم هو التظاهر على المصريين، ويقبع عشرات الآلاف فى سجونه، لمجرد التظاهر أو السعي اليه. 
التفت فقط إلى فضيحة مرت مرور الكرام، وسط هذا السيرك الكبير الذي أحال دولة بحجم مصر، ومنصباً بحجم الرئاسة إلى أضحوكة العالم، التفت إلى طبيعة الوفد الصحفي المرافق سيادته، وما هي طبيعة عمله وما هو دوره؟ 
في الطائرة المغدورة والموكب الطائر الذي صاحبها بأموال ملايين الفقراء والبسطاء، كانت هناك شخصيات تمارس الإرهاب ليل نهار على المصريين، إرهاب الكلمة، وشن حملة دعاية سوداء على المصريين، للنيل من عزيمتهم وسحق كرامتهم ودفع قطاع واسع منهم للرضا بالمستنقع الناشئ في 30 يونيو بإشارة العسكر الذين مرت الذكرى 48 لنكستهم يوم الجمعة الماضي.
ضم الوفد أصحاب قنوات وصحف مارسوا التضليل الإعلامي، ومعظمهم متهمون بقضايا فساد مالي، ومتهربون من سداد ضرائب وديون، يأخذونها سحتا من جيوب المصريين، كان أبرز من ضمهم السيرك الانقلابي، محمد أبوالعينين، صاحب مصانع السيراميك وقنوات صدى البلد أيضا، ومحمد الأمين، صاحب قنوات سي بي سي وجريدة الوطن، المتحدثة باسم المخابرات، وأحد المصادر الكبرى لترويج الشائعات، وشن حرب نفسية على المصريين.
في الوفد أيضا مذيع هارب من العدالة، لكن العدالة تحت الحكم العسكري مكنته من أن يخرج في يوم الحكم عليه بعامين حكماً واجب النفاذ، بعد درجة التقاضي الثانية، في أن يظهر على شاشات التلفزة مباشرة، ليتحدث في السياسية وأمورها، وكأنه أحد صانعيها، ويقول للمصريين إنه تم إعدام العدالة، هذا المذيع هو أحمد موسى المحكوم بعامين سجنا لسبه سياسياً مشاركاً فى 30 يونيو.
دعك من أن الطائرة الرئاسية تضم هاربا من القضاء ومطلوباً للسجن، ولم يجرؤ أحد أن يضع اسمه على قوائم الممنوعين من السفر، أو ترقب الوصول، بينما هناك آلاف النشطاء والحقوقيين يتم إدراج أسمائهم بدون أي قضايا، وبدون قرارات قضائية أو توجيه تهم، للتضييق عليهم والعمل على إهانتهم.
فى الوفد أيضاً، كان اللافت للنظر طبيعة هؤلاء الصحفيين المصاحبين قائد الانقلاب، وما هو دورهم الحقيقي؟ إذ بعد الفضيحة على الهواء مباشرة، فى المؤتمر الصحفي المشترك بين السيسي وأنجيلا ميركل، بعد أن كالت صحفية شابة الأوصاف والتهم بالفاشية والعنصرية والإرهاب لشخص قتل آلافاً في وضح النهار يوم رابعة، كان هناك نوع آخر من الصحفيين الشبيحة الذين يتطوعون، أو ربما يكونون مأمورين بهذه الأفعال، حيث حاول أحدهم الاعتداء على الصحفية الحرة، فجر العادلي، التي فضحت النظام العسكري.
الصحفي الشبيح الذي يقال إنه مندوب جريدة المصري اليوم المملوكة لرجل الأعمال نجيب ساويرس وأخرين، اعتقد أنه في القاهرة، وبإمكانه التطوع والاعتداء البدني وممارسة دور المخبر وأمين الشرطة فى برلين، ولو كانت هذه الصحفية في القاهرة، لكان مصيرها الآن المقابر التي تعلن عنها وزارة الإسكان في عهد الانقلاب سكناً للشباب، بعد أن فشلت فى بناء وحدة واحدة من مشروع المليون وحدة سكنية.
فضيحة الصحفي الشبيح الذي حاول أن يعتدي على فتاة مرت في مصر وكأنها أمر عادي، فلم يثر الإعلام على هذا السلوك الهمجي العدواني، ولم يتحدث أحد عن عدوان شبيح على فتاة، بينما زعقت الأصوات للدفاع عن بلطجية كانت تعتدي على مقر جماعة الإخوان المسلمين بالمقطم وتم منعها من ذلك. لم تتحدث منظمات المرأة، ولا منظمات حقوق الإنسان، ولم تتدخل نقابة الصحفيين لمعاقبة هذا المنتسب زورا للصحافة، ومهنته الأساسية هي التشبيح، تماما كما يفعل شبيحة بشار الأسد.
D0014942-4C8E-4480-8BCE-3609F1487805
D0014942-4C8E-4480-8BCE-3609F1487805
أحمد القاعود (مصر)
أحمد القاعود (مصر)