مبايعة السيسي.. جهل أم تآمر؟

مبايعة السيسي.. جهل أم تآمر؟

04 مارس 2015
+ الخط -
أقترح على المطبلين والرقاصين الذين يعملون لصالح السيسي أن يقوموا بحملة لتقليده جائزة نوبل للسلام، خصوصاً أن تعريف السلام فقط هو أمن الكيان الصهيوني؛ فكثيرون ممن حصلوا على الجائزة قدموا الأمن والأمان للاحتلال الصهيوني، بل حاربوا شعوبهم عقوداً، من أجل إرضاء الاحتلال، وها هو السيسي يمارس بشاعة الإجرام داخليّاً وخارجيّاً.
لكن، وبعد الاعتداء على ليبيا، وصمت القريب والبعيد، بحجة عدم التدخل في الشؤون الخارجية وكأنه أداتهم، الآن، لتنفيذ المخططات، بقي الحديث عن قطاع غزة؛ فالتساؤل الموجه إلى السلطة وحركة فتح التي شيطنت أهالي قطاع غزة، وها هي الشيطنة تقترب من الواقع بسيل الدماء هناك، لتمرير مخططات كبيرة تخدم الاحتلال؛ فهل جهل وحقد قادهم للتحريض على حماس وأهالي غزة، أم أنه بالفعل تآمر ينتهي بمباركة المجازر المقبلة؟
وعليه، المطلوب، الآن، من حركة فتح، إن كان ما فعلته جهلاً أن تسارع فوراً إلى التوحد مع الشعب، ووقف إجرام مصري مرتقب. وإن كان تآمراً فهذا يعني أن المعادلة تغيرت كثيراً، وأن الأبواب فتحت على خياراتٍ، لا أعتقد أن اللاعبين درسوها جيداً، لأن عبارة التدخل في الشؤون المصرية استهلكت، وما يحدث هو تعد على السيادة الفلسطينية المزعومة، وتدخل في شؤونها الداخلية.
لعلنا نرى هرولة كبيرة نحو السيسي من السلطة وحركة فتح، وكأنه المخلص لهم من غزة والمقاومة، وهذا كان عشم كثيرين في الكيان الصهيوني في ثلاث حروب سبقت، نشعر بالحزن على مسار تلك الحركة، غير أن التاريخ لا يفهمه من أغمض عينه، وملّك غيره مصيره وقراره، فهل سيقول الناعقون، أيضاً، إن أطفال غزة ونساءها إرهاب أيضاً، حينما تسيل دماؤهم؟
لم يتبق وقت كثير أمام شباب حركة فتح، والواعين فيها، لوقف مهزلة تقودها قيادتهم نحو غزة وفلسطين، فالتاريخ لا يرحم، ومباركة الإعلام الرسمي وقيادتهم ما يقوم به السيسي، من خنق لغزة وتفعيل قرارات قضائية بحق المقاومة، إنما هو سحر مدرك كل فلسطيني وعربي ومسلم أنه سينقلب على الساحر، لكنني أخاطب أبناء فتح، ليكونوا في ركب شعبهم الجبار الذي تحطمت على صخرة صموده مؤامرات أكبر بكثير من السيسي، والمطبلين من حوله. لذا، أدعو شباب حركة فتح والقادة المؤثرين والثوريين الغيورين على القضية أن يكون لهم موقف واضح ومهم، في المرحلة المقبلة، حتى لا يكون مصيرهم مرتبطاً بمصير السيسي.
محمد القيق
محمد القيق
محمد القيق
كاتب ومحلل سياسي، رئيس مجلس طلبة جامعة بيرزيت سابقا، حاصل على البكالوريوس في الإذاعة والتلفزة من جامعة بيرزيت وعلى الماجستير في الدراسات العربية المعاصرة من جامعة بيرزيت، أسير محرّر من سجون الاحتلال الإسرائيلي وعضو في لجنة أهالي الشهداء "كرامة" لاسترداد جثامين الشهداء المحتجزة في ثلاجات الاحتلال الإسرائيلي.
محمد القيق