أصدقاء مائير كاهانا وتلاميذه

أصدقاء مائير كاهانا وتلاميذه

25 مارس 2015

الصحافة تتعامل باحترام مع فاشية باروخ مارزل (14 فبراير/2015/الأناضول)

+ الخط -
بعد الانتهاء من فرز صناديق الاقتراع الإسرائيلية، والإعلان عن الفوز الكبير لمعسكر اليمين المتطرف، بقيادة رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، والذي سيؤهله ليكون رئيس الحكومة المقبلة، فيصير رئيساً لأربع حكومات، فيتجاوز كل سابقيه، ابتداءً من دافيد بن غوريون. ما يعني أن نتنياهو أصبح أحد أكبر ملوك إسرائيل، وأن النزعة اليمينية الإسرائيلية تتصاعد، وهي التي مكّنت نتنياهو من الفوز الكبير أخيراً، في الانتخابات التي حصل فيها اليمين القومي والديني اليهودي على أكثر من ثلثي الأصوات، لأسباب ديمغرافية وسياسية واجتماعية وإثنية، خصوصاً أن معظم تلك الأصوات جاءت من المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس، ومن ما تسمى المدن والبلدات الهامشية، كما أن النتائج أفادت بأن معظم اليهود الشرقيين والروس انتخبوا تلك القوائم اليمينية، الدينية والقومية، لكن الأخطر ما كشفته النتائج عن حصول القائمة اليمينية الدينية المتطرفة المسماة (ياحد) على 125 ألف صوت، والتي ضمت تحالفاً بين إيلي يشاي الذي انشقّ عن حركة شاس والمستوطن الإرهابي، باروخ مارزل، الذي يعتبر أحد قادة حركة كاخ الإرهابية التي أسسها اليهودي المتطرف، مائير كاهانا، الذي اغتيل في الولايات المتحدة الأميركية، في بداية التسعينات. وتطالب تلك الحركة علناً بطرد العرب الفلسطينيين من الداخل الفلسطيني، بل قام عديدون من أعضائها بعمليات قتل بحق فلسطينيين كثيرين، في الضفة الغربية وفي الداخل، ومنها ارتكاب صديق المرشح الحالي، باروخ مارزل، المجرم باروخ غولدشتاين، مجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل في أثناء صلاة الفجر، يوم الجمعة الثالثة من شهر رمضان من العام 1994، واستشهد فيها 29 فلسطينياً، في أثناء سجودهم، وأصيب عشرات بجراح. وارتكب أعضاء في تلك الحركة الإرهابية عمليات أخرى، منها اقتحام المسجد الأقصى في العام 1982، وإطلاق النار، ما أدى إلى إصابة واستشهاد عشرات، واقتحام حرم جامعة الخليل في العام 1983، وإطلاق النار على الطلبة، ما أدى، في حينه، إلى استشهاد وإصابة العشرات أيضاً، بالإضافة إلى اقترافهم جرائم عديدة، تسمى عمليات تدفيع الثمن من إحراق للمساجد والكنائس والاعتداء على ممتلكات المواطنين الفلسطينيين، وإحراق للمنازل والسيارات وتقطيع للأشجار، ومنها إحراق الطفل محمد أبو خضير من مخيم شعفاط في الصيف الماضي.
السياسات العنصرية والتحريضية التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية الحالية هي التي أدّت إلى تصاعد قوة هذه الحركة الإرهابية، حيث تتلقى كل الحماية الأمنية من المؤسسات الأمنية الإسرائيلية، فقد شاهدنا، في الحملة الانتخابية، أخيراً، أن المرشح باروخ مارزل ومؤيدين له قاموا بالاعتداء بالضرب على النائبة الفلسطينية، حنين زعبي، في أثناء مشاركتها في اجتماع انتخابي، من دون أن تتابعهم نهائياً الأجهزة الأمنية والقضائية في إسرائيل، الأمر الذي يشكل غطاء داعماً لهذه العصابة، للاستمرار في عملياتها الإرهابية، مع التهديد العلني من رئيس الحكومة وكل أقطاب اليمين، ضد الوجود العربي عموماً، وضد أعضاء الكنيست العرب تحديداً، وفي مقدمتهم حنين زعبي.
ويشير ما كشفته نتائج الانتخابات الإسرائيلية، أخيراً، بوضوح إلى أن هنالك على الأقل عشرات آلاف القتلة المجرمين اليهود المنتمين إلى تيار حركة كهانا، بقيادة المرشح باروخ مارزل، ويتجولون بحرية تامة، سواء في مستوطنات الضفة الغربية والقدس أو في الداخل. ومن شأن هذا الأمر أن يضع المنطقة أمام سيناريوهات مرعبة ومخيفة جداً، في ظل خسارتهم الانتخابات، لعدم قدرتهم على اجتياز نسبة الحسم، والتي كانوا بحاجة إلى حوالي عشرة آلاف صوت لاجتيازها، ودخولهم الكنيست. ولذلك، بات مؤكداً أننا أمام سيناريوهات مرعبة ومخيفة جداً، سواء باستهداف أعضاء الكنيست العرب، أو بارتكاب مجازر جديدة بحق الفلسطينيين أو استهداف للمسجد الأقصى المبارك، والتي ستؤدي، في حال حدوثها، إلى إشعال حريق كبير في المنطقة، لا يعلم نهايته إلا الله.