إنها انتفاضة ثالثة

إنها انتفاضة ثالثة

16 أكتوبر 2015
+ الخط -
بينما ينشغل كتاب ومحللون في الاختلاف على تسمية الثورة التي تجتاح القدس والأراضي المحتلة، يقوم أبطال رضعوا حليب العزة والتحدي من مشاهد القتال التي سطرها المجاهدون في حرب الـ 51 يوماً في قطاع غزة، بإعادة كتابة التاريخ الذي لوثته اتفاقات أوسلو.
مشاهد الطعن والدهس من نقطة الصفر التي شفى بها أبطال بيت المقدس بالأمس صدور الشعب الفلسطيني وأحرار الأمة، تقول، بما لا يدع مجالا للشك، إنه تم تدشين جيل جديد لا يعرف الخوف إلى قلبه طريقا.
ولا يخفى عليكم كيف ساعدت عمليات التفجير والقتل الجماعي التي نفذها قادة الصهاينة في أوروبا على إقناع اليهود في المنافي والشتات على الهجرة إلى فلسطين، أرض العسل واللبن، وواحة الأمن والأمان، فيما يقلب أبطال القدس اليوم الصورة، ليحولوها إلى جهنم تحت أقدام الصهاينة، طريقة وحيدة لإقناعهم بالعودة من حيث أتوا، إذا أرادوا البقاء على قيد الحياة.
منطق الصراع الذي جاءت به منظمة التحرير يجب أن تعمل قوى المقاومة على تغييره، ونسفه بشكل مطلق، بحيث لم يعد منطق التعايش، ووهم السلام وحل الدولتين، أو حتى الدولة الواحدة، قابلاً للحياة، ولا حتى للاستماع إليه، مقابل منطق أن هذه الأرض لا تتسع إلا لشعب واحد، هو صاحب هذه الأرض، وأن الصراع هو صراع وجود وبقاء، وليس صراعاً على حدود هنا أو هناك، داخل الوطن الواحد.
نشهد اليوم انطلاقة انتفاضة القدس، أو الإنتفاضة الثالثة، بعد 15 عاما على انتهاء انتفاضة الأقصى، الانتفاضة الثانية. والعمود الفقري للانتفاضة الجديدة هو الجيل الذي ولد على أعتاب وإبّان اتفاقات أسلو، نحن أمام جيل جديد لم تكبله أثقال السلطة بفئويتها وفسادها، ولم تكبله الاتفاقات، ولا الالتزامات الدولية والأمنية، ولم تشله أصفاد حالة الانقسام التي يحتفظ عباس بمفاتيحها في مقاطعة رام الله.
الانتفاضة الأولى 1987 انطلقت بعد نحو 20 سنة على احتلال 1967، والثانية انطلقت بعد 13 عاما على الانتفاضة الأولى، وها هي الثالثة تنطلق بعد 15 على الثانية، وبعد 10 سنوات على اندحار العدو من غزة، وبعد ثلاثة حروب أعادت رسم وتشكيل جيل جديد كفر بمنطق الحركات والفصائل الكرتونية، ذات الأرقام الصفرية، ودشن معادلته الصفرية الخاصة به، وأعاد استخدام الصفر ليكون فقط مسافة المواجهة.
7 قتلى و99 إصابة في صفوف الصهاينة في أقل من أسبوعين على انطلاقة ثورة القدس، لكن الثمن الأهم الذي يدفعه الصهاينة هو الخوف والرعب الذي يجتاح الكيان العبري، بحيث لا يستطيع أكثر من 80% من الصهاينة الخروج من منازلهم خوفا من القتل طعنا أو دهسا.
مشهد الشبان الذين نجحوا، اخيراً، مراتٍ، في اجتياح الحدود شرق البريج، وطافوا بالبوابة الحدودية شوارع المخيم، يحيي في نفوسنا الأمل والقدرة على الاجتياح الجماعي للحدود، سواء من غزة أو الضفة أو الأردن أو سورية أو لبنان، وهو أمر على المقاومة أن تفكر به، وتعمل عليه جدياً، كبوابة للتحرير.
7B62544C-2905-4EC5-9BF3-8CE568ADF7B0
7B62544C-2905-4EC5-9BF3-8CE568ADF7B0
عماد توفيق (فلسطين)
عماد توفيق (فلسطين)