وصايا سبع تجنّباً لفتنة إسرائيل

Photographer:Xavier Arnau
ليس هنالك عقار طبي له، حتى الآن، متوفر في الصيدليات. لكن، هناك طرق عدة للوقوع في حب الفاتنة من غير معلّم، فإذا تابعت قنوات العرب "المعتدلين"، وأنت في البيت على سريرك، وتشرب الشاي، أو حتى صائماً، فستقع في حبها من غير دروس خصوصية، أو بعثات إيفاد، فهي فضائيات معلّمة، كما وقعت من قبل في حب الطاغية العربي الضرورة. وإذا شاهدت فضائيات المقاومة والممانعة، فستواصل بغضك لإسرائيل، ولن تكفّ عن الولاء للمقاومة، كما ينبغي للشرف والحق، لكنك ستقع في حب الرئيس المقاوم، بدلاً من الشعب الفلسطيني المقاوم، الذي سيصبح كومبارساً، فالرئيس الملهم الذي يصنع الصواريخ للمقاومة، ويصدّرها لهم، هو الذي يعطيهم الإحداثيات، وهو الذي يضيء لهم الظلام. وستجد الشعب الفلسطيني زاهداً في حمل علمه الوطني، مفضّلاً حمل العلم السوري، أو الإيراني.
غزة (فلسطين الصغيرة)، في استغلال سياسي ووطني دائم، استجلاباً للشرعية الداخلية. دماء شعبها أحمر شفاه، أخبار شهدائها عطر. عموماً، يظهر أنّ اتجاهاً عربياً قوياً يجري:
- بالتركيز على البلد أولاً، لأن البلاد العربية جريحة بالديمقراطية والربيع العربي، وحبّ الذات والنفس غريزة، بينما حب الأخت، فضيلة انقرضت: مصر أولاً، سورية أولاً، و"يتقتلو! واحنا مالنا"، و"الحب كده"، لم يستشيروا حكمتنا وخبرتنا، نحن الحكماء الذين نضع خرائط الطرق، والمبادرات العظيمة التي يرفضونها فيموتون.
- الفضائيات لا تكف عن الإشارة الدائمة على التزام العرب بالمواثيق والعهود الخارجية، ويمكن التبرير، أحياناً، بأنها عقود دولية موروثة، إنّا وجدنا أباءنا على أمّة، فالعهد الداخلي، الذي يسمى العقد الاجتماعي، يمكن نقضه، وخيانته، بتظاهرة فوتوشوب أو صناديق استفتاء، أو بقرار حكومي.
- البكاء بدموع البصل على الضحايا الأبرياء الفلسطينيين الذين لا شأن لهم بالسياسة، والذين تستهين حماس بأرواحهم من أجل السلطة، وحب الظهور والشهرة، ويفضّل الإشارة إلى الأبرياء في إسرائيل أيضاً. يجب تكرار شبهة "الدروع البشرية" التي تطعنهم الحربة الفلسطينية. الزعماء "آلهة بشرية" حلال!
- الإكثار من صور "جيش دفاع" إسرائيل وقوته وجبروته، وإن كان لا بد من صور للضحايا الفلسطينيين، فصور ضحايا أنيقة في مشافي القاهرة، أو عمان، تزورهم شخصيات مثل حفتر فلسطين، محمد دحلان، مع باقات ورد وأتوغرافات.
- إظهار المقاومة، حماس خصوصاً، في صورة الرافض لحقن الدماء، والإكثار من صور أفراح العيد، أو إيراد الأخبار الغريبة، للتشتيت عن الخبر الأول، لحماية ظهر إسرائيل وصدرها.
- الدفاع عن المبادرة المصرية التي نزلت كاملة من السماء، وباتت محط إجماع دولي، فهي متكاملة، توازن بين "الطرف ده والطرف ده". المهم حقن الدماء أولاً، يمكن أن تنزف لاحقاً، فهي تنزف كل سنتين، إنه فصد دم بالحجامة الإسرائيلية، المبادرة هي بنت خريطة الطريق، و"طبّ الطنجرة على بقها تطلع البنت لجارها وجوز أمها". الشعب الفلسطيني سيصبح الشعب المحظور، كما "الجماعة المحظورة" الإرهابية.
- يمكن أن يخرج أحد الفقهاء ليذكّر بآيات السلام في القرآن الكريم: "وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ، فَاجْنَحْ لَهَا، وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ، إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ"، وآية: "وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ، وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ".. من غير الإشارة إلى التهلكة من النوع الثاني: حياة أطول قليلاً، وذلّ أصفى.
- عند عرض المؤتمرات الصحافية لـ"الطرف ده "، طرف النملة، يمكن تقسيم الشاشة بين خالد مشعل والحياة في المستعمرات الصهيونية. الجزيرة تفعل العكس، فتقسم الشاشة، أيضاً، عند الطرف ده (طرف الفيل الإسرائيلي)، فتظهر صور ثلاثة زعماء إسرائيليين، وصور الأنقاض والشهداء. لمناسبة الثلاثة، فقد خرجوا تباعاً ليرفعوا "كورسك" الروح المعنوية الغارقة في بحر غزة.

