هل انتهى عصر الهيمنة الأميركية في الذكاء الاصطناعي؟

21 ابريل 2025

(Getty)

+ الخط -

لم يكن صباح يوم الاثنين (27 يناير/ كانون الثاني 2025) عادياً في وول ستريت (نيويورك)؛ فالأرقام تهوي على نحوٍ غير مألوف، ومؤشّرات شركة إنفيديا الأميركية في الشاشات الضخمة حمراء فاقعٌ لونها، تتّجه بعنف شديد نحو الأسفل. خسرت عملاقة صناعة رقائق الذكاء الاصطناعي حينها نحو ستمئة مليار دولار من قيمتها السوقية في ساعات، في تزامن مع كشف شركة صينية ناشئة تُدعى DeepSeek، عن نموذج ذكاء اصطناعي بمواصفات عاليةٍ وتكلفة أقلّ. وامتدّت الهزات الارتدادية للزلزال المفاجئ إلى أسهم عمالقة التكنولوجيا مثل "مايكروسوفت" و"ألفابت"، لتطرح تساؤلاتٍ مشروعةً عن مستقبل الهيمنة الأميركية في مجال الذكاء الاصطناعي بعد ما سمّي بـ"لحظة ديبسيك".
لا يمكن قراءة ما حصل على أنّه طفرة مفاجئة أو مفاجأة صادمة. يعرف مَن يتابع المشهد جيّداً أن الصين لم تقف مكتوفة الأيدي أمام فكرة احتكار الشركات الأميركية السوق، لذلك عملت لفترة طويلة من دون ضجيج في بناء نماذجها الخاصة، التي نقلتها من مجرّد مستهلك للتكنولوجيا، أو مقلّد للتقنيات، إلى منتجٍ ومنافسٍ حقيقي.

يواجه النموذج الصيني "ديبسيك" رفضاً رسمياً أميركياً صريحاً بسبب مخاوف تتعلّق بالأمن القومي

من التقليد إلى التفوق
1. "ديبسيك": نموذج أقلّ تكلفةً وأداءٌ قوي
إذا كان انهيار "إنفيديا" قد كشف هشاشة الاحتكار الأميركي، فإن ظهور نموذج "ديبسيك" نفسه، في يناير 2025، كشف أن الصين صارت قوةً صاعدةً تعيد تشكيل قواعد اللعبة في فضاء الذكاء الاصطناعي، الذي ظلّ عقوداً حكراً على الشركات الأميركية، وجعل كبرى شركات التكنولوجيا الغربية تقف على رجل واحدة، ودفع المحلّلين إلى التساؤل: هل نحن أمام لحظة سبوتنيك جديدة تعيد تشكيل موازين القوى التقنية العالمية؟... وتحيل لحظة "سبوتنيك" إلى ذلك اليوم من عام 1957 حين أطلق الاتحاد السوفييتي أول قمر صناعي في العالم إلى الفضاء، وهو الحدث الذي هزّ الولايات المتحدة وأطلق سباق الفضاء.
تمكّن القائمون على نموذج DeepSeek من تحقيق أداء منافس لنموذج GPT-4 من openAI، بربع التكلفة فحسب، عن طريق اختصار ساعات تدريبه، واستخدام تقنية "مزيج الخبراء" (Mixture of experts)، التي تسمح للنموذج بتشغيل 10% فحسب من موارده عند الحاجة، بدلاً من استهلاك طاقته كلّها دفعةً واحدةً كما تفعل النماذج المنافسة. كما تمكنت DeepSeek عبر نموذجها R1 من إعادة تشكيل المشهد خارج حدود الصين، ففتحتْ كوده البرمجي مجّاناً لجميع المطوّرين في العالم، ما يعني أن أيَّ مطوّر، سواء كان فرداً أو شركةً يستطيع الاطلاع على تفاصيل النموذج الداخلية، واستخدامها، وتعديلها بما يتناسب مع احتياجاته، من دون الحاجة إلى إعادة بناء كلّ شيء من الصفر.
ووفق تقرير لصحيفة إيكونوميست (13 مارس/ آذار 2025)، امتد تأثيره إلى الأسواق الأميركية والأوروبية، إذ تبنّت شركات كبرى مثل أمازون ومايكروسوفت النموذج ضمن منصّاتها، واعتمدت عليه في أوروبا مجموعة مصارف مثل HSBC، لكن هذا الاحتفاء لا نجده في الأوساط الرسمية في واشنطن، إذ يواجه النموذج الصيني رفضاً صريحاً إلى درجة أن البيت الأبيض درس فرض قيود على استخدامه في الأجهزة الحكومية ومنصّات الخدمات السحابية، بسبب مخاوف تتعلّق بالأمن القومي، وهو أمر تؤيّده أيضاً اتهامات توجُّه "ديبسيك" إلى فرض قيود على مناقشة بعض المواضيع السياسية التي لا تروق لبكّين، وهو ما دفع مثلاً شركاتٍ مثل Perplexity AI إلى إعادة تدريبه بحسب التقرير.
2. "مانوس" يتربع على عرش وكلاء الذكاء الاصطناعي
إلى جانب نموذج "ديبسيك"، برز Manus AI، النموذج الصيني الآخر الذي شغل مجتمع التكنولوجيا بسبب قدرته على تنفيذ مهام كاملة، واتخاذ القرارات من دون حاجة إلى تدخّل بشري، ما جعله مناسباً للمؤسّسات التي تبحث عن أدوات متخصّصة بدلاً من نماذج ذكاء اصطناعي عامّة. يتشابه كلّ من "ديبسيك" و"مانوس" في ظروف النشأة، إذ جاءا معاً من رحم "شحّ الميزانيات" مقارنةً بالشركات الأميركية "المدللة". أتى الأول نموذجَ ذكاءٍ اصطناعي عامّ، والثاني وكيلَ ذكاء اصطناعي (AI Agent) يمكنه إدارة سلسلة من المهام من دون إشراف بشري مباشر، لا يكتفي بالإجابة أو المساعدة الفورية مثل "تشات جي بي تي" مثلاً.
في حالة "مانوس"، استغلّت الشركة الصينية الناشئة المُطوِّرة له وجودَ نماذج موجودة مسبقاً مثل Claude 3.5 (الأميركي) وQwen (الصيني)، لتعيد تدريبها بطريقتها، وهو ما جنّبها بالتالي دفع تكاليف ضخمة في حال قرّرت بناء المشروع من الصفر.

بينما تميل الشركات الغربية إلى فرض قواعد صارمة على استخدام منتجاتها تتيح فلسفة الصين النماذج الذكية للجميع

المنهج الصيني
تُختصر فلسفة الصين في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، بإتاحة النماذج الذكية للجميع من دون قيود، مقابل ميل الشركات الغربية إلى فرض قواعد صارمة على استخدام منتجاتها. يظهر هذا التوجّه واضحاً في نموذج Qwen 2.5، الذي طوّرته مجموعة علي بابا، والذي حقّق انتشاراً كبيراً خلال عام واحد فحسب، إذ اشتقّ المطورون منه أكثر من 75 ألف نسخة مخصّصة، وتصدَّر قائمة النماذج الأكثر تحميلاً عالمياً في 2024، بفضل سهولة تطويعه وتكلفته التنافسية مقارنةً بالبدائل المتاحة.
كما أطلقت شركة "تنسنت" نموذج Hunyuan-Large مفتوح المصدر بالكامل، ما أتاح للمطوّرين في مختلف أنحاء العالم الاطلاع على الكود البرمجي والقدرة على تعديله من دون قيود.
1. التعليم: مفتاح تفوّق الصين
منذ عام 2017 تبنّت بكّين خطّة تطوير سباق الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030، ورصدت لتحقيق هذا الهدف أكثر من عشرة تريليونات يوان (أكثر من 1 تريليون دولار أميركي)، كما شيّدت بنيةً تحتيةً قويةً لدعم أبحاث الذكاء الاصطناعي، من دون أن تغفل سنّ قوانين صارمة لتنظيم استخدامه.
لم يكن ظهور شركة ديبسيك من قلب عاصمة مقاطعة جيجيانغ الصينية هانغتشو (أو الخنساء كما سمّاها ابن بطوطة) مفاجئاً، خصوصاً عندما نعلم أن المدينة جزء من منطقة تحوّلت مركزاً رئيساً للتكنولوجيا والجامعات الجديدة. ويشير هنا موقع فوربس إلى ملاحظة لافتة حول تضاعف عدد الجامعات في الصين من 1020 جامعة في عام 1997 إلى 2822 في 2023، وهو ما ساهم في تخريج 12 مليون طالب سنوياً، معظمهم في مجالات العلوم والهندسة والذكاء الاصطناعي. وفي عام 2024 وحده، منحت الصين، بحسب الموقع، 77 ألف درجة دكتوراه في العلوم والهندسة، أي ضعف ما تمنحه الولايات المتحدة (40 ألف دكتوراه فحسب).
2. الولايات المتحدة: استراتيجية القطاع الخاص وهواجس الكونغرس
تترك الولايات المتحدة مهمّة تطوير الذكاء الاصطناعي للقطاع الخاصّ، ويقتصر دور الحكومة على تشريع القوانين وتقديم الدعم فحسب، وتمكّنت بفضل هذه السياسة من ضخّ أكثر من 47 مليار دولار عام 2022 في القطاع، وهو رقم أكبر بثلاثة أضعاف من استثمارات الصين، كما تحرص أميركا على تعميق الفجوة مع الصين أكثر في مجال البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، وهو ما يؤكّده مشروع مثل Stargate، الذي تقوده شركات كبرى مثل OpenAI، لبناء شبكة من مراكز البيانات المتطوّرة، وتوفير قدرات حاسوبية غير مسبوقة.
لكن هناك أمر يزعج المشرّعين الأميركيين، وهو عدم حسم مَن بإمكانه كتابة القواعد التنظيمية التي ستحكم الذكاء الاصطناعي مستقبلاً، فداخل الكونغرس تتزايد القناعة بأن التفوّق لا يقتصر على امتلاك العتاد القوي فحسب. السيناتور مارك وارنر مثلاً، لا يُخفي انزعاجه من أن الصين بدأت بالفعل في فرض معاييرها الخاصّة، ويحذّر في تصريحات سابقة له عام 2023 من أنّ بكّين تستخدم نفوذها التقني لإعادة تشكيل مشهد التكنولوجيا العالمي، أمّا زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، فيرى أن على الولايات المتحدة التحرّك سريعاً لوضع قواعدها الخاصّة، قبل أن تجد نفسها مضطرّة لاتّباع معايير الآخرين.
أمّا السيناتور جوش هاولي، فيذهب إلى تقديم مشروع قانون يفرض حظراً كاملاً على نقل التكنولوجيا والأبحاث إلى الشركات الصينية، في الوقت الذي تحذّر فيه السيناتور إليزابيث وارن من أن نموذج "ديبسيك" قد يشكّل تهديداً مباشراً للهيمنة الأميركية، وتطالب الحكومة باتخاذ إجراءات أكثر صرامة لمنع تهريب الشرائح المتطوّرة.

يتجاوز سباق الذكاء الاصطناعي بين بكّين وواشنطن المنافسة التقنية ليتحول صراعاً حضارياً حول من يكتب قواعد الاستخدام

معركة البيانات
كما نعلم، لا يمكن للخوارزميات أن تعمل من دون تدريب على البيانات، والصين هنا تلعب مرتاحةً بسبب امتلاكها بيانات هائلة يولّدها مواطِنُها الذي يعتمد على الأجهزة الذكية خلال أنشطته اليومية، تاركاً خلفه آثاراً رقمية تمنح الشركات القدرة على تطوير ذكائها الاصطناعي.
فحجم البيانات الهائل الذي يمكن جمعه من منصّاتٍ عملاقة مثل منصّة وي تشات، التي يتجاوز عدد مستخدميها النشطين شهرياً ملياراً ونصف المليار، أو منصة Douyin (النسخة الصينية من "تيك توك") التي تقترب من المليار مستخدم، مع وجود "تسامح" قانوني في جمع المعطيات الشخصية، يتيح لهذه الشركات حريةً واسعةً في جمع البيانات واستثمارها، وهذا ترفٌ لا تحظى به (نظرياً) شركات واشنطن وبروكسل، لكن يجب أن نقف هنا أمام حقيقة أخرى، وهي أن هذا التفوّق في كمّية البيانات المحلّية، لا يعني بالضرورة تفوقاً عالمياً، فالنماذج الصينية قادرة على فهم مواطنيها، لكنّها تجد صعوبةً في التكيّف مع أسواق عالمية ذات طباع مختلفة. في المقابل، تتمتّع الولايات المتحدة بوصول أوسع إلى بيانات عالمية متنوّعة (عبر "غوغل" و"ميتا"...)، ممّا يمنحها فهماً أكبر لمختلف الثقافات.
السباق نحو الاكتفاء الذاتي في الرقائق الإلكترونية
منذ عام 2022، فرضت الولايات المتحدة قيوداً صارمةً منعت بموجبها الشركات الأميركية من بيع معالجات إنفيديا H100 إلى الصين، ولمواجهة ذلك تسعى بكين إلى تطوير بدائل محلّية، كقيام شركة هواوي بتطوير معالجات Ascend، وتصنيع شركة SMIC لأشباه الموصلات، كما قرّرت الصين ضخّ استثماراتٍ مالية ضخمة لدعم استقلالها التكنولوجي. في 15 مارس 2025، أعلن البنك الصناعي والتجاري الصيني (ICBC) صندوقاً استثمارياً بقيمة 11 مليار دولار لدعم الابتكار التكنولوجي، وتمويل مشاريع الذكاء الاصطناعي، ردّاً مباشراً على القيود الأميركية التي حدّت من وصولها إلى معالجات "إنفيديا".
وفي لقاء انعقد في فبراير/شباط 2025، جمع الرئيس الصيني شي جين بينغ وعدد من كبار روّاد القطاع الخاصّ، تحدّث مؤسّس شركة هواوي بنبرة يملؤها اليقين، بأن "المخاوف بشأن نقص الرقائق وأنظمة التشغيل المحلّية لم تعد تثقل كاهل بكّين كما كانت"، لكن الواقع يؤكّد أن البدائل الصينية تبقى متأخّرةً عن الرقائق التي تنتجها "إنفيديا" الأميركية.

يحذّر توماس فريدمان من أنه من دون تنسيق واتفاق واضح بين بكّين وواشنطن قد يتحوّل السباق فوضىً تكنولوجيةً واقتصاديةً وسياسيةً

معركة الهيمنة الرقمية
رغم أن المنافسة بين الصين وأميركا تهيمن على المشهد العالمي للذكاء الاصطناعي، إلّا أن دولاً أخرى بدأت تلعب أدواراً متزايدة في هذا السباق، فرنسا تسعى إلى تعزيز حضورها في هذا المجال من خلال خطط طموحة، فأعلن الرئيس إيمانويل ماكرون أخيراً استثماراً بقيمة 109 مليارات يورو لدعم صناعة الذكاء الاصطناعي في أوروبا، ومواجهة الهيمنة الأميركية والصينية. من جهتها، تواصل الهند ترسيخ مكانتها مركزاً رئيساً لابتكارات الذكاء الاصطناعي، مستفيدةً من سوقها الضخمة وإمكاناتها التكنولوجية.
نقف اليوم على مفترق طرق تاريخي، يتجاوز فيه سباق الذكاء الاصطناعي بين الصين وأميركا المنافسة التقنية ليتحوّل صراعاً حضارياً حول مَن يتصدّر، ويكتب قواعد الاستخدام. ولا يبدو أن النتيجة ستخرج من ثلاثة اتجاهات متوقّعة؛ إمّا انقسام رقمي إلى تكتّلات متباعدة، ومعايير مختلفة، تُذكي نار "حرب باردة رقمية" طويلة الأمد، أو تفوّق صيني بنموذج مفتوح، أو أميركي باحتكار مغلق، يُفضي إلى رؤية منغلقة تُقيّد التكنولوجيا التي وُلدت لتكون مشاعاً إنسانياً، أو قد يحصل تعاون جزئي في بعض المجالات مع استمرار المنافسة، لكنّ هذا السيناريو مستبعد حالياً في ظلّ تصاعد التوتّر التجاري بين واشنطن وبكّين.
في مقاله في صحيفة نيويورك تايمز، وجّه الكاتب الصحافي توماس فريدمان، رسالةً عاجلةً إلى الرئيسَين الأميركي دونالد ترامب والصيني شي جين بينغ، داعياً إياهما إلى التركيز على القضية الحقيقية التي تهمّ مستقبل البشرية، وهي التطوّر السريع في مجال الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، وليس المسائل التقليدية فحسب، كالتعرِفات التجارية أو النزاعات حول تايوان.
يمثّل الذكاء الاصطناعي العام، بحسب فريدمان، نقطةَ تحوّل غير مسبوقة في التاريخ البشري، إذ تتنافس أميركا والصين مباشرةً لامتلاك أنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على التفكير باستقلاليّة، وربّما تتفوّق على الذكاء البشري. ويحذّر من أنه من دون تنسيق واتفاق واضح بين القوَّتَين، قد يتحوّل هذا السباق فوضى تكنولوجيةً واقتصاديةً وسياسيةً، مشبّهاً أهمية هذا التعاون باتفاقيات الحدّ من الأسلحة النووية بين أميركا والاتحاد السوفييتي.

                                                                          *****
هوامش

1. China Internet Watch – China’s AI Industry Reaches New Heights with $521 Billion in Total Funding. على: chinainternetwatch.com

2. The Guardian – Tuesday briefing: How an unknown Chinese startup wiped $593bn from the value of an AI giant. 28/1/2025: theguardian.com
3. The Wall Street Journal – How DeepSeek’s Lower-Power, Less-Data Model Stacks Up: wsj.com
4. Royal United Services Institute (RUSI)- What Would a ‘Sputnik Moment’ for US–China AI Competition Look Like?: rusi.org
5. Stanford DigiChina Project – Full Translation: China’s New Generation Artificial Intelligence Development Plan (2017): digichina.stanford.edu
6. Xinhua News Agency (وكالة شينخوا) – صناعة البيانات في الصين على مسار سريع نحو مستقبل رقمي. 21 أغسطس 2024: news.cn
7.    PYMNTS – Study: China To Generate More Data Than U.S. By 2025. 2019: pymnts.com
8. CNBC – As information increasingly drives economies, China is set to overtake the US in race for data. 14/2/ 2019: cnbc.com
9. Reuters Investigates In U.S.-China AI contest, the race is on to deploy killer robots: reuters.com
10. Mintz – Senate Passes AI Deepfake Bill, as Congress Considers AI Legislation — AI: The Washington Report. 26/2/2025: mintz.com
11. Reuters – Democratic Senator Urges Trump’s Commerce Nominee to Take a Hard Line on China. 27/2/2025: reuters.com
12. Broadband Breakfast – Senator Calls for Global Cooperation on AI Regulation to Compete with China: broadbandbreakfast.com
13. Reuters – US Senate leader Schumer calls for AI rules as ChatGPT surges in popularity. 13/4/2023: reuters.com
14. South China Morning Post (SCMP) – Chinese netizens spending more time online as short video app usage surges 8.3 per cent in a year: scmp.com
15. cnbc.com – China’s artificial intelligence boom might help mitigate some tariff pain cnbc.com 
16. nytimes.com – What I’m Hearing in China This Week About Our Shared Future: nytimes.com