Skip to main content
عودة‮ داعش ..‬ دورة جهادية جديدة في‮ ‬صناعة الجيوستراتيجيا
عبد الحميد اجماهيري

لم‮ ‬يعد العالم، وعموم أوروبا خصوصا،‮ ‬ولا العواصم ذات الصلة بالعالم الإسلامي،‮ ‬من قبيل واشنطن و‬باريس وبروكسل‮‬،‮ ‬تغفل الطموحات الاستراتيجية الجديدة لتنظيم‮ داعش‮‬،‮ ‬بل تأخذها بجدّية أكبر كلما اتسعت دوائر التنظيم والعمل الميداني‮ ‬عند جماعات عديدة تعلن بيعتها للتنظيم ـ الأم الذي‮ ‬أسسه‮ ‬أبو بكر البغدادي‮. ‬من ليبيا ومصر، ‬إلى الكونغو الديمقراطية وموزمبيق،‮ ‬مرورا بالنيجر ونيجيريا ومالي‮ ‬وتشاد والجزائر،‮ ‬يتنظم‮ "داعش‮"‬،‮ ‬منذ اندحاره‮ ‬المعلن في‮ ‬سورية والعراق،‮ ‬تحت رايات سوداء‮ ‬واحدة بأسماء عديدة‮. ‬‬‬‬‬
وعلى الرغم من تلقي‮ ‬هذه التنظيمات‮ ‬ضربات قوية،‮ ‬تمثلت في‮ ‬اغتيال قادتها المعروفين،‮ ‬كما النيجيري أبو مصعب البرناوي،‮ ‬في‮ ‬أكتوبر/ تشرين الأول الماضي،‮ ‬وعدنان أبو وليد الصحراوي،‮ ‬زعيم جماعة‮ "داعش في‮ ‬الصحراء الكبرى‮"‬،‮ ‬قبله بشهر،‮ ا‬للذين قتلتهما القوات الفرنسية،‮ ‬فإن العالم‮ ‬يتحد من أجل القضاء المبرم عليها‮.‬‬‬‬ ولا سيما وقد أدركت أجهزة تلك العواصم، وقادتها العسكريون، أن تصفية زعماء تنظيمات‮ ‬داعش‮ ‬قد‮ ‬تضعفها، ولكنها لا‮ ‬تقضي‮ ‬عليها،‮ ‬ما ‬يفتح مجالا لدورة‮ ‬جهادية جديدة‮‬،‮ ‬لا شيء‮ ‬يضمن أنها أقل قسوة ووحشية‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
وكل مراكز البحث والدراسات،‮ ‬في‮ ‬القارة السمراء وفي‮ أوروبا وداخل مجلس الأمن، تراقب الوضع بقلق متزايد،‮ ‬مع محاولة تنظيمات‮ ‬داعش إعادة تنظيم نفسها،‮ ‬والتحاق مقاتلين عديدين من ليبيا وسورية والعراق بمناطق‮ ‬غرب افريقيا‮. ‬وتقول دراسة حديثة لمعهد الدراسات الأمنية في‮ ‬غرب أفريقيا إن "داعش" يعيد تقسيم المجال إلى أربعة أقاليم جهادية تحت سيطرتها،‮ ‬بالاستفادة من‮ ‬آلاف المقاتلين الذين جاؤوا من كل الآفاق. ويزكّي هذا المنحى‮ تقرير صادر عن‮ ‬الأمم المتحدة‮ ‬في عام 9102، ‬عن‮ "‬سيطرة ترابية لداعش في‮ ‬مناطق أفريقية عديدة،‮ ‬تهم ليبيا،‮ ‬وتنظيمه الذي‮ ‬يتولى منطقة شاسعة من طرابلس إلى الجنوب‮،‮ ‬وتهم مصر‮ ‬في‮ ‮"أنصار بيت المقدس‮" ‬الناشطين‮ في‮ ‬صحراء سيناء،‮ والدولة الإسلامية في‮ ‬بحيرة تشاد‮ التي‮ ‬يصل عديدها إلى‮ ‬‮ثلاثة آلاف مسلح".

الديبلوماسية الأمنية‮ ‬للمغرب ‬وضعته في‮ ‬قلب الهندسة الدولية لمحاربة الجهاديين،‮ ‬بسلاح واحد موثوق به،‮ ‬هو المعلومة الاستخباراتية عن التنظيمات الجهادية

‮‬وليست مصادفةً أن مراكش‮ تحتضن‮ ‬المؤتمر المقبل اليوم الثلاثاء‮، 01 ‬مايو/ أيار الحالي، لما أصبح معروفا‮ بـ"التحالف‮ ‬الدولي‮ ‬لمحاربة داعش‮" ‬الذي‮ ‬تقوده واشنطن. ولعل الديبلوماسية الأمنية‮ ‬للمغرب ‬وضعته في‮ ‬قلب الهندسة الدولية لمحاربة الجهاديين،‮ ‬بسلاح واحد موثوق به،‮ ‬هو المعلومة الاستخباراتية عن التنظيمات الجهادية وبنك المعلومات الذي‮ ‬وضع المغربَ‮ ‬في‮ ‬صميم المجهود الدولي‮ ‬لمحاربة الإرهاب‮. ‬ومن المنتظر أن‮ ‬يحضر‮ ‬92‮ ‬مشاركا ما بين‮ دول ومنظمات عالمية نشطة في‮ ‬المجال‮. ‬والمؤتمر،‮ ‬بحد ذاته، زاوية مهمة للجسر المغربي‮ ‬في‮ ‬الربط بين مخاوف أوروبا وخطط واشنطن ومهام دول‮ الشمال الأفريقي‮ وجنوب الصحراء‮. ولا‮ ‬يخفي‮ ‬المغاربة هذا المكسب، فانعقاد هذا الاجتماع‮ ‬يعكس‮ "‬المكانة الجوهرية التي‮ ‬تحتلها المملكة في‮ ‬الهندسة العامة للأمن العالمي‮"‬،‮ ‬بتعبير السفير المغربي‮ ‬في روما‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬ ‬ولعل‮ الريادة المغربية على الصعيد العالمي،‮ ‬باعتبار المغرب‮ "صانعا للسلم والأمن،‮ ولا ‬سيما في‮ ‬أفريقيا،‮ ‬حيث‮ ‬يتسع نطاق التطرّف،‮ ‬الجريمة المنظمة والانفصالية"‬،‮ ‬تلخيص للدور الذي‮ ‬يلعبه المغرب،‮ ‬ولكن أيضا‮ ‬الدور الذي‮ ‬يريده التحالف الدولي‮ منه في‮ ‬قضية جوهرية‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‮ ‬فقد راكم‮ المغرب خبرة‮ ‬ثلاثية،‮ ‬تتقاطع فيها اهتمامات جيرانه وحلفائه،‮ ‬وهي‮ ‬مجالات‮ مكافحة الإرهاب،‮ وتعزيز الأمن العسكري‮ ‬و‮... ‬ومواجهة الانفصالية التي‮ ‬تحولت‮ إلى حامل شبه إجباري‮ ‬للنزاعات الإرهابية‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
‮‬في‮ ‬الجانب المتعلق بالتعاونين، الثنائي‮ ‬والثلاثي،‮ ‬كان لافتا أن المؤتمر سبقه تنسيق أمني‮ ‬أميركي‮ ‬مغربي‮ ‬في‮ ‬إحباط عمليات إرهابية،‮ ‬مع إقرار ‬أوروبي‮،‮ ‬عن طريق إسبانيا والاتحاد الأوروبي‮، ‬بأن التعاون مع المغرب‮ مكّن من إسقاط‮ ‬عناصر عديدة في‮ ‬جماعات إرهابية‮. ‬ولم تعد‮ كفاءة الأجهزة المغربية،‮ ‬في‮ "‬إحباط عديد من خطط الهجمات،‮ ‬حتى في‮ ‬أوروبا‮" ‬موضوع شك أو استهانة‮. ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
ليس مصادفة أن‮ ‬الوزير الإسباني‮ ‬في‮ ‬الخارجية‮ خوسيه‮ ‬ألباريس‮‬،‮ ‬الذي‮ ‬أعادت بلاده نظرها في‮ ‬العلاقة مع المغرب،‮ ‬بشكل‮ ‬غير مسبوق،‮ ‬قد شهد‮ على الأهمية التي‮ يكتسيها‮ الاجتماع‮، ‬وقال "‬نحن في‮ ‬حاجة إلى تعاون المغرب في‮ ‬محاربة الإرهاب الجهادي"‬،‮ ‬في‮ ‬تزامن مع نشر مضامين تقرير حديث،‮ ‬تقدّم به المغرب إلى جارته الشمالية‮ في هذا الخصوص‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬ ‬وهو عنوان تعاون أوروبي‮ ‬أفريقي،‮ ‬صمد أمام امتحانات الديبلوماسية‮ ‬وأعاصيرها أحيانا كثيرة،‮ منبثق، في‮ ‬عمقه، من وعي‮ ‬دقيق في‮ ‬الأوساط الأمنية والعسكرية الإسبانية‮،‮ ‬عبَّر عنه وزير الدفاع ورئيس المخابرات السابق‮ ‬خوسيه‮ ‬بونو، ‬بالقول إن‮ "‬قطع التعاون مع المغرب‮ ‬انتحار‮".‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

خريطة الجهاد الجديدة‮ ‬التي‮ ‬أقامت لها واشنطن حلفا دوليا موسّعا،‮ صارت نقطة في‮ ‬جدول الأعمال الدولية،‮ ‬رسميا عبر قراءات مجلس الأمن

‮كما أن المؤتمر‮ ‬ينعقد في‮ ‬سياق تراكم‮ ‬يثير القلق،‮ ‬عبّر عنه‮ ‬مجلس الأمن، في‮ ‬اجتماع عقده في‮ أغسطس/ آب الماضي،‮ ‬على‮ ‬مستوى الوزراء‮، ‬وخلص‮ ‬إلى‮ "‬ضرورة بلورة جواب دولي‮ ‬على اتساع الرقعة الجهادية في‮ ‬أفريقيا‮ ‬بشكل‮ ‬يثير القلق". ما‮ ‬يعني‮ ‬أن‮ ‬خريطة الجهاد الجديدة‮ ‬التي‮ ‬أقامت لها واشنطن حلفا دوليا موسّعا،‮ ‬لمواجهة امتدادها الانشطاري العنقودي‮ ‬الجهادي‮ ‬في‮ ‬شرق المتوسط وفي‮ ‬شمال أفريقيا‮‬،‮ ‬وفي‮ ‬القارّة الأفريقية‮، صارت نقطة في‮ ‬جدول الأعمال الدولية،‮ ‬رسميا عبر قراءات مجلس الأمن‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
‮تجدر الإشارة‮ إلى ‬أن عقد ميلاد‮ "داعش‮" ‬من جديد ‬لم‮ ‬يحدُث بطريقة صامتة ولا هادئة،‮ ‬بل جرى في‮ ‬فضاءين ترابيين وزمنين متباعدين بالقوة نفسها،‮ ‬سواء في‮ ‬محيط مدينة‮ سرت‮ ‬الليبية أو في‮ ‬الهجوم على سجن‮ ‬الحسكة،‮ ‬أقصى شمال شرق سورية، في‮ ‬يناير/ كانون الثاني‮ 2202. ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬وامتد بشكل‮ ‬غير متوقع‮،‮ ‬والدليل‮ على‮ ‬طبيعة هذه العودة المترامية الأطراف أن أحدا‮ ‬لم‮ ‬يكن ‬يتصور ربط اسم دولة‮ ‬جنوب أفريقيا‮ ‬بتنظيم الدولة الإسلامية‮‬،‮ ‬لولا بيان ‬وزارة الخارجية الأميركية في‮ ‬مطلع مارس/ آذار ‮‬2022، و‬كشف عن وجود ممولين رئيسيين كبار‮ ‬لتنظيم‮ ‬داعش‮ ‬في‮ ‬العالم وفرعه في‮ .. ‬موزمبيق‮!‮ ‬وتلاه قرار واشنطن بإصدار لائحة بأسماء أربعة من الممولين والمساعدين لـ"داعش‮"‬،‮ ما‮ ‬يعد دليلا إضافيا على توسّع‮ التنظيم المتطرّف المسلح،‮ ‬في‮ ‬امتداداته الأفريقية‮! ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
ترى الولايات المتحدة، في‮ ‬بيان ‬لوزير خارجيتها أنتوني ‬بلينكن، أن‮ "‬من المهام الأساسية‮ ‬للتحالف تمويل المنظمات الإرهابية المرتبطة بتنظيم داعش وعمليات استقطاب المقاتلين من العالم‮".‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬ ‬والحال أن‮ هذا التمويل كشف أن‮ ‬تداول المال‮ ‬يصل إلى أعلى قمة التنظيم،‮ الذي‮ ‬يتولى توزيعه على‮ ‬الامتدادات في‮ ‬القارّة السمراء،‮ ‬بما‮ ‬يشي‮ ‬بأن النواة الصلبة ما زالت قادرةً على تأمين المال الضروري‮ ‬للوجود وللعمليات. وما‮ ‬يكشف عنه الخبر أساسا ورسميا هو السعي‮ ‬الجدّي‮ ‬والفعال لـ"داعش" من أجل‮ ‬توسيع دائرة نفوذه وعملياته ‬ضد من يصنفهم أعداء في‮ ‬القارّة السمراء، عبر عمليات واسعة وذات صدى واسع،‮ ولا ‬سيما في‮ ‬الشريط الساحلي‮ ‬ـ جنوب الصحراء الذي‮ ‬يشكّل مناطق حرّة لاقتصاد التنظيم ولوجوده،‮ ‬باعتبار الضعف الرهيب‮ ‬الذي‮ ‬تعاني‮ ‬منه الدول هناك‮،‮ ‬لا سيما منها تشاد ومالي‮ ‬والنيجر وبوركينا فاسو وجزء مهم من نيجيريا الكبرى، حيث تتغلغل "بوكو حرام" الداعم الأكبر للخلافة الإسلامية‮!‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

المنطقة تخترقها تيارات انفصالية‮، سواء في‮ ‬الكونغو الديمقراطية‮ ‬أو في‮ ‬أوغندا‮‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬، وهو ما يسلط الضوء على الانفصال،‮ ‬باعتباره مجالا حيويا لـ"داعش‮" ‬تنتعش به وينتعش بها

ومن عناصر‮ ‬الجِدَّة‮ ‬أن‮ جنوب أفريقيا ليست هي‮ ‬المفاجأة الأولى أو الأخيرة للتنظيم،‮ ‬بل كانت الكونغو‮ ‬مسرحا لعملية مسلحة شرق البلاد‮ ‬على الحدود مع أوغندا‮، كان أصحابها قد أعلنوا انتسابهم إلى "داعش". وقد قرأ محللون،‮ ‬مختصون في‮ ‬قضايا المنطقة،‮ ‬ومنهم‮ ‬تييري‮ ‬فيركولون‮‬، من المعهد الفرنسي‮ ‬للعلاقات الدولية،‮ في‮ ذلك الهجوم‮‮ ‬نوعا من‮ ‬الرد السياسي‮ ‬على تصريحات رئيس‮ ‬موزمبيق الذي‮ ‬أعلن دعمه‮ لواشنطن في‮ ‬مواجهة‮ "‬داعش‮".‬ وكان الرد‮ ‬غير المتوقع قد أعطى صورة عن قدرة التنظيم على الفعل الميداني‮ ‬ذي‮ ‬الصبغة السياسية‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬ وفي‮ ‬الوقت نفسه،‮ كان الهجوم الغطاء الفعلي‮ ‬لنزعات أبعد عن التطرّف الديني،‮ ‬بحيث أن المنطقة تخترقها تيارات انفصالية‮، سواء في‮ ‬الكونغو الديمقراطية‮ ‬أو في‮ ‬أوغندا‮‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬، وهو ما يسلط الضوء على الانفصال،‮ ‬باعتباره مجالا حيويا لـ"داعش‮" ‬تنتعش به وينتعش بها،‮ ‬في‮ ‬تبادل أدوار لم‮ ‬يعد‮ ‬يخفى على العواصم الكبرى‮. ‬وذلك يمنح المغرب منصّة إضافية في‮ ‬المرافعات الجيوستراتيجية لخدمة قضيته الأولى‮،‮ ‬في‮ ‬مواجهة الانفصال‮ الذي‮ ‬صار معينا في‮ ‬الدعم بمنطقة الساحل والصحراء الكبرى،‮ مثاله في‮ ‬ذلك أبو وحيد الصحراوي‮.
سيحلّ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في المغرب، بمناسبة مؤتمر التحالف الدولي‮،‮ ‬وكان قد ‬كتب، في‮ ‬تدوينة له في ‮‬2021، أن‮ "‬الهجمات أخيرا بينت أن‮ داعش‮ ‬ما زال يمثل تهديدا، ‬وما زال في مقدوره استقطاب مجموعات قتالية"، ‬ودعا إلى‮ "‬ضرورة إدماج مبادرات مدنية لمعالجة التطرّف وتأمين الاستقرار في‮ ‬المناطق المعنية‮". وهو نفسه وضع شعارا لزياراته، أخيرا، إلى المنطقة، والرباط بالأساس، هو‮ "التزام بالاستقرار والرفاه"، ‬مقرّا، في‮ ‬الوقت ذاته، بأن‮ "التعاون العسكري‮ ‬بين المغرب والولايات المتحدة‮ ‬يعد من أهم مجالات التعاون بين البلدين، وأن لهما نظرة مشتركة موحّدة‮".‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
المغرب شريك،‮ ‬ولكنه أيضا "مانح للأمن‮" بفعل ريادته المنتدى الدولي‮ ‬لمحاربة الإرهاب،‮ ‬ثلاث دورات متتالية، وبفعل دوره الداعم في‮ ‬التحالف الدولي‮ ‬ضد "داعش‮"‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬، ويملك ما‮ ‬يكفي‮ ‬من أوراق رابحة في‮ ‬تقديم سردية أمنية وجيوستراتيجية،‮ ‬لخدمة السلم وتقديم عرض مقنع لعواصم العالم عن قدرته على إيجاد بنود‮ ‬استقرار ـ جيوستراتيجي،‮ ‬لعل أحد عناصره قدرته على تحقيق الانفراج مع الدول التي‮ ‬توترت علاقته معها،‮ ‬وهو، ‬في‮ ‬الوقت ذاته، مستهدف،‮ ‬كما حدث مع إسبانيا وألمانيا،‮ ‬وهو ما شكل رسالة‮ "‬طمأنة" ‬واطمئنان للعالم كله‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬