الإفلاس يلاحق شركات طيران عالمية... خطوط جنوب أفريقيا تتوقف

الإفلاس يلاحق شركات طيران عالمية... خطوط جنوب أفريقيا تتوقف وحزمة إنقاذ للأميركية

30 سبتمبر 2020
خطوط جنوب أفريقيا تعاني من ديون كبيرة (Getty)
+ الخط -

عادت شركات الطيران العالمية لدائرة الضوء من جديد، بعد أن تسببت الأزمة المالية التي تواجهها في توقف خدمات بعضها لأجل غير مسمى، فضلاً عن طلب شركات الأخرى حزم إنقاذ جديدة، على الرغم من العودة التدريجية للرحلات في الأسابيع الماضية، بعد إغلاق استمر لأشهر بسبب جائحة فيروس كورونا.

واضطرت شركة الخطوط الجوية في دولة جنوب أفريقيا، إلى تعليق كافة رحلاتها، بحسب ما ذكرته العديد من وسائل الإعلام المحلية، نقلاً عن مسؤولي الشركة الذين قالوا إنّ الطائرات ستظل في طور الصيانة لحين الحصول على تمويل لخطة إعادة الهيكلة.

ولم تحقق الشركة التي يعمل بها آلاف الموظفين أرباحاً منذ عام 2011، وفق وكالة "الأناضول"، اليوم الأربعاء، إذ تعاني من ديون كبيرة، لتأتي جائحة فيروس كورونا وتعمق الأزمة المالية للشركة.

ودشنت جائحة كورونا قائمة مفتوحة من الشركات المفلسة والمعرّضة أيضاً للإفلاس، حيث انضمت أول شركة إلى القائمة، في مايو/ أيار الماضي، بعد أن قدمت "أفيانكا" القابضة؛ ثاني أكبر شركة طيران في أميركا اللاتينية، طلباً لإشهار إفلاسها، مع اقتراب الموعد النهائي لسداد سندات مستحقة، وبعد سعيها دون جدوى للحصول على مساعدة عاجلة من حكومة كولومبيا من أجل النجاة من آثار أزمة فيروس كورونا.

وقدرت "أفيانكا" قيمة التزاماتها المالية بين مليار وعشرة مليارات دولار، في طلبها الذي أودعته آنذاك، لدى محكمة الإفلاس الأميركية للمنطقة الجنوبية في نيويورك.

و"أفيانكا" واحدة من أقدم شركات الطيران في العالم، وهي مصدر فخر للكولومبيين. ومرت الشركة بالإفلاس من قبل في أوائل العقد الأول من القرن الحالي، وأنقذها جيرمان إفروموفيتش، وهو رجل أعمال بوليفي المولد، وأحد رواد الأعمال في مجال النفط.

وفي منتصف إبريل/ نيسان الماضي، توقّع الاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا" أن تتراجع عائدات شركات طيران الركاب في 2020 بنسبة 55%، أي ما يعادل 314 مليار دولار، بسبب جائحة كورونا.

وفي الولايات المتحدة الأميركية، أكبر اقتصاد في العالم، تواجه شركات الطيران صعوبات بالغة، وقد أعلنت وزارة الخزانة في منتصف إبريل/نيسان الماضي، أنها توصلت إلى اتّفاق مبدئي مع شركات الطيران، حول خطة إنقاذ تجنّبها الإفلاس أو تسريح موظفين في قطاع يعمل فيه مباشرة أكثر من 750 ألف شخص.

ووافق الكونغرس، في مارس/ آذار الماضي على خطة ماليّة ضخمة بقيمة 2.2 تريليون دولار لإنقاذ الاقتصاد، تتضمن 25 مليار دولار لإعانة شركات الطيران على الاستمرار في دفع رواتب موظفيها لغاية 30 سبتمبر/ أيلول المقبل.

ويبدو أنّ حزمة المساعدات المقدمة لم تكن كافية لإنقاذ شركات الطيران الأميركي، إذ أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، أمس الثلاثاء، أنّها توصّلت إلى اتّفاق مع سبع شركات طيران أميركية كبرى، بينها "أميركان إيرلاينز" و"يونايتد إيرلاينز"، ينصّ على منح هذه الشركات قروضاً فدرالية بهدف الحيلولة دون اضطرارها إلى إلغاء وظائف بسبب الأزمة الناجمة عن كورونا.

ونقلت وكالة "فرانس برس"، اليوم الأربعاء، عن بيان لوزير الخزانة ستيفن منوتشين قوله: "نحن سعداء لإبرام قروض من شأنها أن تدعم هذه الصناعة الحيوية وفي الوقت نفس تضمن التعويض المناسب لدافعي الضرائب".

لكنّ البيان لم يوضح ما إذا كان هذا الاتفاق ينصّ على تراجع "أميركان إيرلاينز" "ويونايتد إيرلاينز" عن خططهما السابقة لإلغاء وظائف.

وشركات الطيران الخمس الأخرى الشريكة في الاتفاق هي "ألاسكا إيرلاينز" و"فرونتير إيرلاينز" و"جت بلو" و"هاواي إيرلاينز" و"سكاي ويست إيرلاينز". أما شركتا "دلتا" و"ساوث ويست" فليستا جزءاً من هذا الاتفاق إذ سبق لهما وأن قالتا إنّهما غير مهتمتّين به.

ولم تمنع الخطوات الحكومية لمساعدة شركات الطيران في الولايات المتحدة، المستثمرين من التخلص من حصصهم في العديد من الشركات، فقد قال الملياردير الأميركي وارن بافيت، في مايو/ أيار الماضي، إنّ مؤسسة "بيركشاير هاثاواي" التي يرأسها، باعت حصصها بالكامل في أكبر أربع شركات طيران أميركية، بعد أن تضررت أسهم هذه الشركات بشدة؛ بسبب انهيار الطلب على السفر في الولايات المتحدة وسط جائحة كورونا.

وحتى نهاية 2019 كانت مؤسسة "بيركشاير هاثاواي" تملك حصصاً كبيرة في شركات الطيران، بما في ذلك حصة 11% في "دلتا إيرلاينز" و10% في "أميركان إيرلاينز" ونحو 10% في "ساوث ويست إيرلاينز" و9% في "يونايتد إيرلاينز"، وذلك حسبما جاء في تقريرها السنوي وتقارير الإفصاح الخاصة بها.

وتتسع الأجواء لأزمة شركات الطيران العالمية، وأضحت الكثير من الناقلات في مختلف أنحاء العالم تعلن عن خسائر فادحة، منذ بداية العام الحالي، منها شركات خليجية كبرى ظلت لسنوات ماضية تؤرق ناقلات عملاقة أوروبية وأميركية؛ بسبب توسعها في أسواق السفر.