المغرب: الفوسفات يصمد في وجه الجائحة

المغرب: الفوسفات يصمد في وجه الجائحة

30 سبتمبر 2020
الحكومة تضخ استثمارات جديدة في قطاع الفوسفات (فاضل سينا/Getty)
+ الخط -

لم يكن الفوسفات ومشتقاته ضمن الأنشطة التي نالت منها الجائحة بالمغرب، فقد استقر رقم المبيعات، مدعوما بارتفاع صادرات الأسمدة، في وقت يراهن المغرب على ارتفاع الطلب الآتي من الهند والبرازيل قبل نهاية العام.
وكشف المجمع الشريف للفوسفات، أمس الثلاثاء، عن نتائجه للنصف الأول من العام الجاري، حيث تجلى أن مبيعاته استقرت في حدود 2.8 مليار دولار، وهو نفس المستوى الذي بلغه في الفترة نفسها من العام الماضي.
وبدا في الأشهر الأخيرة أن الفوسفات ومشتقاته حافظ على مستوى مبيعاته في السوق الدولية، بينما شهدت صادرات المملكة من السيارات والنسيج والألبسة وقطاع الطائرات والمعادن انخفاضا حادا في ظل الجائحة، وفق بيانات رسمية.
ويتجلى أن الأسمدة، التي يراهن عليها العملاق المغربي في الأعوام الأخيرة بشكل حاسم، ساهمت في استقرار رقم مبيعات المجمع الشريف للفوسفات، حيث ارتفعت إيراداته بنسبة 12 في المائة.
وتعكس تلك الزيادة في مبيعات الأسمدة، ارتفاعا بـ1.5 مليون طن في الصادرات الموجهة لأميركا اللاتينية وأوروبا والهند، ما ساهم بشكل كبير في تعويض انخفاض الأسعار في السوق الدولية، الذي وصل إلى 22 في المائة.

ويعتبر المجمع الشريف للفوسفات أن النتائج التي بلغها في النصف الأول من العام الحالي، تجعل العام الحالي مؤشرا على انتعاش الصادرات، مؤكدا أن برامج استثمارية أطلقت من أجل تعزيز تنافسية الشركة على مستوى الكلفة والمنتجات.

ويتوقع أن يعكس سوق الأسمدة في النصف الثاني من العام الجاري، شروط التوازن بين العرض والطلب، مترقبا ارتفاع الطلب الآتي من الهند والبرازيل، حيث سيساهم ذلك في تعويض تباطؤ الطلب القادم من غرب أوروبا بسبب تضرر الوضعية الاقتصادية لمزارعي تلك الأسواق.

بالموازاة مع ذلك ستنخفض الصادرات الصينية في ظل سعي البلد الآسيوي للاستجابة لحاجيات السوق المحلية.
ووصلت نفقات الاستثمار التي أنجزها المجمع في الستة أشهر الأولى من العام الجاري إلى 500 مليون دولار، علما أنه أطلق خطة ثانية للاستثمار بحوالي 11 مليار دولار للفترة بين 2018 و2028، بعدما كان أنجز خطة أولى بحوالي 8.2 مليارات دولار بين 2008 و2017.
ويتطلع المجمع عبر الخطة الثانية للاستثمار إلى جذب حوالي 50 في المائة من الطلب العالمي الإضافية، بعدما ساهمت الخطة الأولى في رفع قدرات الإنتاج عبر توفير وحدات جديدة للأسمدة وأنبوب لنقل الفوسفات إلى محطات التحويل.

ويرنو المجمع الشريف للفوسفات إلى رفع حصته في سوق الأسمدة في السوق العالمية بأكثر من 40 في المائة، أي نفس المستوى المسجل على مستوى المعدن الخام والحامض الفوسفوري.
وعمل المكتب الشريف للفوسفات منذ أكثر من 12 عاما على تثمين المعدن الخام، حيث توجه أكثر لتوفير الأسمدة، التي انتقلت قيمة الصادرات منها في خمسة أعوام من 1.8 مليار دولار إلى 3 مليارات دولار.
وتختزن أرض المغرب 70 في المائة من المخزون العالمي للفوسفات، ما يجعل منه لاعبا حاسما في السياسة الزراعية في العالم، عبر الأسمدة المتنوعة التي يسعى إلى توفيرها كي توافق نوعية التربة.

المساهمون