كورونا يفاقم أزمات سكان إدلب السورية: الخبز أهم من الكمامة

كورونا يفاقم أزمات سكان إدلب السورية: الخبز أهم من الكمامة

28 سبتمبر 2020
على الأهالي أن يختاروا بين شراء الخبز أو الكمامة (محمد الرفاعي/Getty)
+ الخط -

أصبحت المفارقات صعبة في المنطقة المحررة من محافظة إدلب، شمال غربي سورية، في ظلّ تفشي فيروس كورونا وتسجيل إصابات جديدة بشكل يومي في المنطقة.

يتحدّث عامر السيد، وهو أحد أهالي مدينة إدلب، عن واقع صعب ويزداد سوءاً يوماً بعد آخر، خاصة أنّ فصل الشتاء على الأبواب، والظروف الاستثنائية دفعت بالأهالي لإهمال مخاطر فيروس كورونا، "فهناك أولويات أهم من الوقاية من الفيروس".

وأوضح السيد لـ"العربي الجديد"، أن "الواقع المعيشي يختلف من شهر إلى آخر في المنطقة، والضغوطات الحياتية تزداد أيضاً، وهناك حديث سائد بين الأهالي أنّ كورونا أقلّ خطورة بكثير من القذائف والغازات السامة والقنابل، التي قتل فيها النظام وروسيا آلاف الأشخاص في المنطقة.كما أنّ حالة عدم الاستقرار لا تترك للأهالي مجالاً لشراء كمامة أو عبوة معقّم لليدين أو قفازات، فهي مصروف إضافي يصعب تحمّله". 

من جانبه، يتحدّث المدرّس محمد أبو عيسى (45 عاما)، عن الواقع المعيشي وكيفية مواجهة فيروس كورونا، ويقول: "اعتاد الأهالي في المنطقة على نظام حياة معين، وقساوة مشاهد الموت والقصف والدمار، طوال الأعوام الماضية، حدّت من ردة الفعل لدينا جميعاً، وبالتالي هذا الأمر ساهم بالتقليل من أهمية الوقاية من فيروس كورونا في إدلب بين الناس، وهذا شيء حتمي. والقسم الأعظم من الأهالي دخلهم قليل، بالكاد يكفيهم ليعيشوا، ولا يترك لهم خيار شراء لوازم الوقاية من كورونا". 

وتابع محمد: "نرجو التوصّل لحلّ وإيجاد لقاح للفيروس، فهنا لا تحتمل المنطقة المزيد من المآسي والموت، وكافّة مسارات الحياة ستتأثّر بحال تفشّى الفيروس على نطاق أوسع في المنطقة، خاصة في مخيمات النازحين".

صحة
التحديثات الحية

ولا تقتصر إصابات فيروس كورونا على مدن إدلب وبلداتها فقط، إذ سجّلت إصابات بالفيروس في عدد من مخيّمات النازحين في الريف الشمالي لمحافظة إدلب، ما يزيد من خطورة تفشي الفيروس ويشكّل عبئاً إضافياً على النازحين.

ولفت محمد حلاج، مدير فريق "منسّقو استجابة سورية"، أنّ حملات التوعية المركّزة في الوقت الحالي على المخيمات، لا تعطي النتائج المطلوبة، "فالنازح الذي يفهم كيف يقي نفسه من الفيروس، ليست لديه كمامة أو معقم، وحملة التوعية يجب أن تقدّم شيئاً ملموساً له لمواجهة الفيروس، كالكمامات والمعقمات".

وأضاف حلاج أنّ "أزمة المياه أيضاً تحدّ من إمكانية الوقاية من الفيروس بين الأهالي، والسبب أنّ الأهالي في إدلب، سواء أكانوا من النازحين أو حتى المقيمين في المدن، لا ينالون سوى الحدود الدنيا من المياه، حسب المقاييس العالمية. وفي الوقت الحالي ثمن الكمامة يعادل ثمن ربطة خبز، وبالتالي الخبز هو أولوية الأهالي قبل الكمامات". 

وكانت شبكة الإنذار المبكّر التابعة لوحدة تنسيق الدعم المعارضة قد أعلنت، أمس، عن تسجيل 38 إصابة جديدة بالفيروس في المناطق الواقعة شمال غربي سورية. وبذلك يرتفع العدد الإجمالي للمصابين في مناطق سيطرة المعارضة، بحسب آخر إحصاءات للشبكة، إلى 863، تعافى منهم 434، وتوفي ستة.

المساهمون