"الانتقالي" يعرقل تنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض

"الانتقالي" يعرقل تنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض... والسعودية تصحح خطأ علم الانفصال

26 سبتمبر 2020
يراوغ المجلس الانتقالي في تنفيذ الشق الأمني والعسكري (Getty)
+ الخط -

دخل اتفاق الرياض الذي ترعاه السعودية بين الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، مرحلة جديدة من التعقيدات، في حين صححت السعودية الخطأ الذي وقعت به الأسبوعين الماضيين، حين رفع علم التشطير الذي يرفعه الانفصاليون كشعار لدولتهم المفترضة، في فعالية أقيمت بالرياض.

وقالت مصادر حكومية، لـ"العربي الجديد"، إن المجلس الانتقالي الجنوبي يراوغ في تنفيذ الشق الأمني والعسكري بشكل تام، ويمنع مدير شرطة عدن، اللواء أحمد الحامدي، من ممارسة مهامه في العاصمة المؤقتة، بعد أيام من وصوله إليها قادما من الرياض.

وذكرت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن المجلس الانتقالي أعلن أنه لن يسلم مقر إدارة شرطة عدن للمدير الجديد إلا بعد سماح التحالف بقيادة السعودية بعودة مدير الأمن السابق، شلال شايع، والذي ترفض السعودية عودته باعتباره من الأصوات المؤججة للصراع، ضمن مجموعة شخصيات انفصالية وحكومية.

وأكدت المصادر أن تشكيل الحكومة المرتقبة، والتي لم تستكمل بعد مشاوراتها، لن يتم إلا بعد سحب المجلس الانتقالي معسكراته والأسلحة الثقيلة من عدن إلى خارجها وتسليم كافة مؤسسات الدولة، وكذلك فصل القوات بمحافظة أبين، وعودة الأوضاع إلى طبيعتها في جزيرة سقطرى قبل الاجتياح المسلح الذي تم مطلع يونيو/حزيران الماضي.

وعادت المهاترات الإعلامية مجددا لتطفو على السطح بعد أسابيع من الهدوء النسبي، إذ اتهم المجلس الانتقالي، السبت، الحكومة الشرعية بإطلاق ما سماها بـ"التصريحات غير المسؤولة"، واعتبر أن الهدف من وراء ذلك هو خلط الأوراق وإفشال جهود التحالف السعودي الرامية لتوحيد الصف السياسي والعسكري في وجه المليشيا الحوثية، في إشارة للتصريحات التي أطلقها وزير الخارجية اليمني، محمد الحضرمي، ودعا فيها حلفاء الإمارات لتطبيق بنود الاتفاق دون عراقيل.

وزعم المجلس الانتقالي، في بيان صحافي، أنه استوفى تسليم كافة الخطط اللازمة لتنفيذ آلية تسريع اتفاق الرياض المعلنة في 29 يوليو/ تموز 2020، بما فيها خطط فصل ونقل القوات من أبين إلى الجبهات، ونقل القوات العسكرية إلى خارج العاصمة عدن، وهو ما تنفيه الحكومة الشرعية.

وفيما اعتبر أن عرقلة تشكيل الحكومة المرتقبة وآلية التسريع المعلنة لاتفاق الرياض تشكل "سياسة عقاب جماعي بحق المحافظات الجنوبية فقط"، دعا المجلس الانتقالي، السعودية، باعتبارها راعية الاتفاق، إلى اتخاذ موقف حازم تجاه الأطراف المعرقلة لباقي بنود اتفاق الرياض، في مسعى منه لتبرئة نفسه من تهم العرقلة.

 

علم الانفصال يغيب عن فعالية للانتقالي بالرياض

وفي سياق آخر، صححت السعودية الخطأ الذي وقعت فيه قبل أسبوعين عندما سمحت برفع علم التشطير الذي يقدمه المجلس الانتقالي الجنوبي كشعار لدولته المفترضة في حال الانفصال عن شمال اليمن، وذلك في فعالية رسمية بالرياض.

وظهر رئيس المجلس الانتقالي، عيدروس الزبيدي، اليوم السبت، بفعالية أخرى مع أبناء جالية المحافظات الجنوبية بالسعودية، ولكن بغياب علم التشطير.

 

وكانت الفعالية الجديدة التي أقامها المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً في الرياض، للاحتفاء بالذكرى الـ90 لليوم الوطني السعودي، وفقا لبيان رسمي نشره على الموقع الرسمي للمجلس.

وبحسب البيان، فقد أكد رئيس المجلس الانتقالي، في تصريح مقتضب، "على واحدية الهدف والمصير المشترك والروابط الاجتماعية بين أبناء الجنوب السعودية والخليج، كما أشاد بدور الجالية الجنوبية وفي مقدمتهم أبناء حضرموت".

وأثار سماح السعودية للمجلس الانتقالي برفع علم الانفصال على أراضيها بموازاة العلم السعودي، أزمة واسعة في الشارع اليمني، حيث تنص البروتوكولات السعودية بعدم رفع "أعلام أجنبية" بموازاة العلم السعودي سوى في الزيارات الرئاسية، وهو ما اعتبره مراقبون طعنة للشرعية، واعترافا سعوديا ضمنيا بأنّ الرياض تتعامل مع الزُبيدي باعتباره رئيساً لدولة، وليس زعيماً لمكون سياسي يسعى جاهداً للحصول على عدة مقاعد في الحكومة المرتقبة ضمن عدة مكونات سياسية يمنية.