تركيا ترفع أسعار الفائدة دفاعاً عن الليرة

24 سبتمبر 2020
+ الخط -

انعكس قرار المصرف المركزي التركي برفع سعر الفائدة، على سعر الليرة التركية التي تحسنت قليلا أمام العملات الرئيسية، مسجلة تحسنا بنحو 0.028% أمام الدولار و0.063% أمام اليورو، لتسجل 7.630 ليرة مقابل الدولار و8.886 أمام اليورو.

ورفع المركزي التركي عقب اجتماع لجنة السياسة النقدية اليوم الخميس، أسعار الفائدة من 8.25 إلى 10.25% على عمليات إعادة الشراء “الريبو” لأجل أسبوع، موضحاً خلال بيان أن قرار رفع سعر الفائدة بمقدار 200 نقطة أساس، جاء لإعادة تأسيس عملية خفض التضخم ودعم استقرار الليرة، مشيراً أن استمرار عملية خفض التضخم أمر في غاية الأهمية لانخفاض علاوة المخاطر المحلية، وانخفاض أسعار الفائدة طويلة الأجل، وتعزيز انتعاش الاقتصاد.

وفي حين أكد المصرف المركزي التركي على مواصلة استخدام جميع الأدوات المتوفرة لديه، بما يتناسب مع استقرار الأسعار، توقع بالوقت نفسه أن تختفي عوامل العرض المؤثرة على التضخم خلال فترة وباء كورونا، مع العودة التدريجية للحياة الطبيعية، لأن التعافي السريع للاقتصاد والزخم الائتماني القوي والتطورات في الأسواق المالية، أعطت التضخم مسارا أعلى من المتوقع.

ويقول أستاذ النقد بجامعة ماردين التركية، مسلم طالاس: تأخر المصرف المركزي كثيراً باستخدام أداة سعر الفائدة، لأن طرح سندات خزينة بواقع تراجع سعر الصرف، قلما يجدي بالسوق الحذرة ويسحب فائض السيولة من السوق، معتبراً أن رفع السعر 2% دفعة واحدة سيكون له أثر على تثبيت سعر الليرة إن لم نقل تحسنها.

ويضيف طالاس لـ"العربي الجديد" رفع سعر الفائدة سيشجع على الإيداع داخلياً ما يعني امتصاص بعض فائض السيولة بالليرة ويشجع بعض الودائع الأجنبية أيضاً، ما يعني فائدة مزدوجة ستصب في صالح استقرار وتحسن سعر الليرة.

وفي حين يتوقع طالاس أن لا ينخفض سعر العملة التركية دون ثماني ليرات مقابل الدولار، رغم التوترات السياسية والتمويل بالعجز الذي اعتمدته تركيا لتمويل المشروعات الكبيرة، يرى أن المصرف المركزي يمكن أن يستخدم أدوات أخرى بعد دراسته أثر رفع سعر الفائدة، سواء ما يتعلق بالاحتياطي القانوني للمصارف أو سندات الخزينة أو حتى رفع سعر الفائدة مرة أخرى، لأنه خفضها وخلال عام من 24 إلى 8.25%.

وتعاني الليرة التركية تراجعات مستمرة منذ مطلع العام الجاري ما أفقدها أكثر من 25% من قيمتها إثر تراجعها من 5,9486 ليرة مقابل الدولار إلى 7.6368 اليوم.

ويرجع مراقبون أسباب تدني سعر صرف الليرة إلى تراجع الصادرات وعائدات السياحة لهذا العام متأثرة بتراجع الإنتاج والإغلاق إثر تفشي وباء كورونا، فضلاً على استحقاقات الديون التركية الخارجية وتسديد نحو 164 مليار دولار حتى فبراير/شباط العام المقبل.

ومرت الليرة التركية خلال الأعوام الأخيرة بهزات عدة، تراجعت إثرها من أقل من 2 ليرة مقابل الدولار عام 2013 إلى أكثر من 3 ليرة بعد الانقلاب الفاشل في تموز 2016، لتبدأ منذ ذاك بالتراجع الذي بلغ أقصاه في أبريل/نيسان 2019 وقت هوت إلى ما دون 7 ليرات للدولار الواحد، لتتعافى وتستقر عند عتبة 6.8 ليرة مقابل العملة الأميركية، قبل أن تهتز خلال الشهر ين الماضيين وتبلغ أول من أول أمس 7.698، أدنى سعر لها على الاطلاق.