هل تسبب الفقر في انتحار الفتى السوري كرم حافظ في ريف حماة؟

هل تسبب الفقر في انتحار الفتى السوري كرم حافظ في ريف حماة؟

23 سبتمبر 2020
انتحر الفتى السوري كرم حافظ (فيسبوك)
+ الخط -

لم يكمل الفتى كرم حافظ عامه السابع عشر، لكنه قرر أمس الثلاثاء، أن ينهي حياته شنقاً في منزل عائلته ببلدة تلدرة التابعة لمدينة السلمية بريف محافظة حماة السورية، إذ فوجئت أمه وشقيقتاه وشقيقه الصغير، بجسده يتدلى من حبل معلق في سقف المطبخ.

كان وقع المفاجأة صادما على العائلة وأهالي البلدة، كونه فتى مرحا واجتماعيا وصاحب سمعة حسنة، وليس سبب انتحاره محسوما، لكن الأهالي يتداولون أحاديث عن فقر عائلته، في حين أنه لم يترك وراءه ما يبين سبب انتحاره، في حين أن هاتفه المحمول لا يزال لدى الشرطة لحين انتهاء التحقيقات.

وقال أحد أصدقاء كرم، والذي طلب عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد": "قد يكون الفقر هو سبب انتحار كرم. لم يكن يذكر الكثير عن وضعهم المادي، بل كان يمضي جلساته مع الأصدقاء ضاحكا ومازحا، لكنه  انقطع عن المدرسة قبل ثلاث سنوات، وكان حينها معنا في الصف الثامن، وأصبح يعمل مياوما، حسب ما يتوفر من أعمال، لكن لا يوجد في البلدة كثير من الفرص، حتى أنه استخرج جواز سفر، وكان يريد السفر ليشتغل على باخرة، لكن لم يسمح له بسبب صغر سنه". 
كان كرم يعيش مع والدته وأشقائه، أما والده المتحدّر من إحدى مناطق دمشق، فقد انفصل عن والدته قبل سنوات، وهو يعمل حاليا في لبنان، وكان يتواصل مع والده بين الحين والآخر، ونفى صديقه ما أشيع عن وفاة والده في انفجار ميناء بيروت.

وتابع الصديق: "المنغص الوحيد في منزل كرم هو المشادات بسبب ضيق العيش. لطالما كان اجتماعيا ومحبوبا، لكنه كان كتوما، ولا يشكو لأحد عن حاله، كما كانت تجمعه علاقة حب بإحدى فتيات القرية التي تصغره بعام، ولم يحدث بينهما أي خلاف".

قضايا وناس
التحديثات الحية

وأضاف أن آخر لقاء جمعه بكرم كان قبل يومين من انتحاره، ولم يشعر حينها بأن حالته النفسية سيئة، بل كان كعادته بشوشا. "كان نادما على ترك الدراسة، ويتمنى لو كان يستطيع العودة إلى المدرسة لولا صعوبة العودة بين طلاب أصغر منه".

وقال مدير الطب الشرعي في سورية، زاهر حجو، في تصريح صحافي سابق، إن البلاد تشهد كل يومين واقعة انتحار، مبيناً أنه رغم ارتفاع معدل الانتحار، إلا أن سورية لا تزال من أقل الدول في عدد حالات الانتحار عالمياً. 
وسُجلت خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2020، في مناطق سيطرة النظام، 51 حالة انتحار، بينها 36 ذكراً، و15 من الإناث. وخلال شهر يونيو/حزيران الماضي، ارتفع العدد إلى 86 حالة، كما سُجلت في شهر يوليو/تموز، 6 حالات انتحار جديدة، وفقاً لهيئة الطب الشرعي.

المساهمون