قانون الفيفا الجديد... حل سحري أم إهانة كبرى؟

الفيفا يسمح للاعبين باللعب لثلاثة أندية في موسم واحد
19 سبتمبر 2020
+ الخط -

أصدر الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" قراراً يسمح به للاعبين تغيير جنسيتهم الرياضية،  وتغيير هوية المنتخب الذي يدافعون عن ألوانه، شريطة عدم اللعب لأكثر من 3 مباريات مع منتخب محدد، وعدم المشاركة في مسابقة دولية مع نفس ذلك المنتخب قبل بلوغ سن الـ21.

وجاء هذا القانون متمماً لقانون تغيير الجنسية الرياضية، أو ما يعرف لدى الوسط الرياضي بقانون "البهاماس"، الذي كان قد أحدث طفرة كروية لدى عديد المنتخبات، خاصة الأفريقية منها، وعلى رأسها منتخبا الجزائر والمغرب، حيث تمكن العديد من النجوم من حمل ألوان منتخبات بلدانهم الأصلية، على غرار فوزي غلام، وسفير تايدر، وحكيم زياش.

القانون الجديد، قد يكون النجم الاسباني ذو الأصول المغربية منير الحدادي أول المستفيدين منه، حيث تنطبق حالته تماما مع التغييرات الجديدة، كما سبق أن رفض ملفه في وقت سابق ورفضت الفيفا منحه الضوء الأخضر لحمل قميص أسود الأطلس.

وبعيدا عن حيثيات القانون والأسماء المستفيدة منه، فالسؤال الذي يطرح نفسه، هل سيكون هذا القانون حلاً سحرياً لبعض اللاعبين الذي أساؤوا الاختيار في فترة الشباب ولم يحسبوا الأمر جيدا؟ أم يمكن اعتبار القانون إهانة كبيرة لكل الاتحادات التي ستستعمل القانون من أجل الحصول على خدمات لاعبين سبق لهم وأن أداروا لهم ظهورهم في فترة ما؟

الغريب في الأمر أن البعض يهلل للقانون على أنه انتصار، رغم أنه في الحقيقة بعيد كل البعد عن ذلك، بل إن الدور المنوط باتحادات الكرة، الذي يتمثل في تطوير كرة القدم المحلية، وتطوير المواهب الشابة في بلدانها، وخلق أجواء تكوين وتطوير من أجل انتقاء اللاعبين أصحاب الإمكانيات الفنية والبدنية، والعمل على صقل مواهبهم، فالجينيات التي يمتلكها الحدادي لا أظن أبدا أنه قد تم تطعيمه بها في إسبانيا، بل هي نفس الجينات المتناثرة عبر أقطار المغرب، ونفس الأمر لذات المواهب في تونس أو الجزائر.

لا أحد يمكن أن يلعب على وتر الوطنية، إلا أن العطاء في كرة القدم أمر لا مفر منه، والمجموعة أهم من الأسماء مهما كانت، وطريقة قبول أي لاعب لحمل قميص منتخبه الوطني ستحدد مشواره معه، فمن يأتي وهو يرى أنه أكبر من هذا المنتخب، وينتظر التفاوض وتغيير القوانين، فإنه لن يقاتل من أجل مكانة أساسية، ولن يكترث لمستوياته وسيعتبر الأمر تأدية واجب لا أكثر ولا أقل، وخير دليل على هذا الكلام الثورة الكبيرة التي أقدم عليها مدرب منتخب الجزائر جمال بلماضي بإبعاد بعض النجوم ومنح الفرصة لمواهب أخرى متعطشة للبروز، الأمر الذي ساهم وبقسط كبير في فوز الخضر بكأس أمم أفريقيا.

آلة صناعة الانسان في أوروبا تجاوزت مرحلة الإنتاج، حيث بات هذا الأخير وفيرا، وتطور الأمر إلى مرحلة التسويق، فالمنتوج المتكامل يتم استعماله لمنتخبات البلدان المكونة التي تعبت وخططت ونفذت من أجل ذلك، في حين لا تزال بعض المنتخبات تنتظر السمك بدل أن تتعلم الصيد.

المساهمون