مقترح أميركي لحل خلافات لبنان وإسرائيل بشأن ترسيم الحدود البحرية

مقترح أميركي جديد لحل خلافات لبنان وإسرائيل بشأن ترسيم الحدود البحرية

19 سبتمبر 2020
واشنطن تهدف إلى إقناع الطرفين بالشروع في مفاوضات مباشرة(فرانس برس)
+ الخط -

ذكر موقع "وللا" الإسرائيلي، اليوم السبت، أن مساعد وزير الخارجية الأميركي، ديفيد شنكر، عرض على كبار المسؤولين الإسرائيليين، خلال زيارته لتل أبيب هذا الأسبوع "مسودة وثيقة مبادئ" بشأن حل الخلاف مع لبنان بشأن ترسيم الحدود البحرية، وذلك في إطار جهود واشنطن الهادفة إلى إقناع الطرفين بالشروع في مفاوضات مباشرة.

 وحسب الموقع، فإنه بالاستناد إلى الانطباعات التي نقلها شنكر للمسؤولين الإسرائيليين، فإن الجانب اللبناني يبدي مرونة استعدادا للشروع في مباحثات حول هذا الخلاف.

وقال أحد المسؤولين الإسرائيليين "هناك تقدم، نحن نلاحظ رغبة لبنانية لمواصلة التقدم في هذا المسار، فقد بات لديهم إدراك بأن وقت التوصل إلى تسوية بشأن هذه القضية قد آن. ونحن مستعدون للشروع في مفاوضات جديدة، ونأمل أن يحدث قبل نهاية 2020".

واستدرك المسؤول نفسه، حسب الموقع الإسرائيلي، أن إحدى القضايا التي ما زالت محل خلاف تتمثل في تحديد هوية الوسطاء؛ على اعتبار أن اللبنانيين، كما يدعي، حاولوا التراجع عن اتفاق مسبق بأن يحتكر الأميركيون وحدهم جهود الوساطة، على أن تتولى الأمم المتحدة استضافة اللقاءات، حيث تطالب بيروت حاليا بأن تكون الأمم المتحدة وسيطا إلى جانب الولايات المتحدة.

وأبرز الموقع حقيقة أن إسرائيل ترفض تماما أن تلعب الأمم المتحدة دور الوسيط، حيث تم إبلاغ شنكر بهذا الموقف، موضحاً أن التحركات التي يقوم بها شنكر تهدف إلى إقناع الطرفين اللبناني والإسرائيلي بالموافقة على البدء في مفاوضات مباشرة قبل موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة، على اعتبار أنها ستكون أول مفاوضات مباشرة يمكن أن يجريها الجانبان منذ 30 عاما.

ولفت باراك رفيد، المعلق السياسي للموقع، إلى أن كلا من إسرائيل والولايات المتحدة تنطلقان من افتراض مفاده أن تداعيات انفجار مرفأ بيروت وتدهور الأوضاع الاقتصادية والانتقادات الموجهة لـ"حزب الله" ستدفع لبنان إلى إبداء مرونة.

ونقل رفيد عن مسؤولين كبار في تل أبيب وواشنطن قولهم إن التحرك الأميركي يهدف إلى توفير بيئة سياسية تسمح بالتنقيب عن احتياطات الغاز في المنطقة.

ولفت إلى أن الاعتبارات الداخلية الأميركية تلعب دورا مهما في دفع واشنطن إلى بذل كل هذه الجهود لتحقيق هذا الهدف، على اعتبار أنه في حال أجريت هذه المفاوضات فإنها ستكون المرة الأولى التي يتم إجراء مفاوضات مباشرة بين لبنان وإسرائيل منذ 30 عاما، مما يجعل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ترى في ذلك إنجازا سياسيا لها، لا سيما قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة.

ويذكر أن هناك خلافا بين لبنان وإسرائيل حول تحديد منطقة "بلوك 9"، وهي المنطقة التي ترجح التقديرات بأنها تضم احتياطات غاز كبيرة؛ حيث يحول الخلاف دون السماح بالتنقيب عن الغاز فيها.

وحسب ادعاءات المصادر الإسرائيلية، التي يشير إليها رفيد، فقد أحبط "حزب الله" في يونيو 2019 فرص الشروع في مفاوضات مباشرة بين الجانبين، استنادا إلى وثيقة صاغتها الإدارة الأميركية، وتقوم على إجراء هذه المفاوضات في مقر القوات الدولية في "رأس الناقورة".

وأشار "وللا" إلى أن شنكر التقى بكل من وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شطاينتس، المكلف من قبل تل أبيب بالإشراف على هذه المسألة، ووزير الخارجية جابي إشكنازي، مشيرا إلى أن المسؤول الأميركي أعلن عن حدوث تقدم في الجهود التي يبذلها.