"منازل الأمس" لـ سومر شحادة: مصير الحبّ ونهاياته الحادّة

"منازل الأمس" لـ سومر شحادة: مصير الحبّ ونهاياته الحادّة

24 يناير 2023
(سومر شحادة، تصوير: خليل سرحيل)
+ الخط -

بعد روايتتين قاربتا أحوال سورية خلال العشرية الماضية، صدرت حديثاً رواية "منازل الأمس" للزميل والروائي السوري سومر شحادة (1989)، عن "دار الكرمة" في العاصمة المصرية، بالتزامن مع الدورة الرابعة والخمسين من "معرض القاهرة للكتاب" التي انطلقت اليوم الثلاثاء.

وإذا كانت الرواية الأولى، "حقول الذرة" (دار "ممدوح عدوان"، 2016)، قد توقّفت عند بدايات الحراك السوري سنة 2011، الذي تحوّل لاحقاً إلى صراع دمويّ استغلّته أطراف عديدة وقاد إلى خراب عميم، فإن الرواية الثانية، "الهجران" (دار "التنوير"،2019)، ترصد أحداثاً وقعت بعد سنة 2017، عقب خفوت صوت القتال، لتؤكّد أن الحرب لم تنته رغم مقاومة الشخصيات ومحاولاتهم للنجاة من تداعياتها.

حكاية أولئك الذين شتَّتتهم أوطانهم بين الرحيل والبقاء، وبين الخلاص الفردي والولاء للعائلة

أمّا رواية "منازل الأمس"، فتدور أحداثها بين اللاذقية ودبي، وتعرض مصير البشر وفقاً لمصير بلدانهم، في تداخل بين الشخصي والعام وبين السياسي والاجتماعي. وبأسلوبٍ تعرّف إليه القارئ في "الهجران" (التي حازت عام 2021 "جائزة نجيب محفوظ للرواية العربية" التي يمنحها "المجلس الأعلى للثقافة" في مصر)، يروي شحادة، في "منازل الأمس"، حكايةً معاصرة جذورها في الماضي، في ريف اللاذقية إبّان محاولة انقلاب شقيق الرئيس.

لكنّ الرواية تتحدَّث عن شِقاقٍ آخر، وهي تروي حكايةَ انفصال وتفكّك عائلة سوريّة، وفيها نقرأ مصير الحبّ، نهاياته الحادّة ومآلاته تحت ضغط الزمن أو بفعله، كما يضع الكاتب فكرة العائلة برمّتها على المحّك في حضور آباء أنانيّين، أو من جرّاء طبيعةِ العصر نجدهم في سعي حثيث لتحقيق ذواتهم. إذ بدأ الشقاق بين الزوجين مع انتقالهما إلى الإمارات، واستمرَّ طوال حياتهما معاً لقرابة عشرين عاماً. الرواية، إذاً، عن شخصيات لا تستطيع أن تغادر مكانها، وليس بمقدورها البقاء رغم ذلك. نراها حائرةً بين أوطان الماضي وبين العالم الجديد.

الصورة
غلاف الكتاب

إنها "حكاية انفصال المحبّين عن بعضهم وعن الأوطان... وحكاية النهايات الحادّة للحب في حياة عائلة سورية تنمو وتنهدم بين اللاذقية ودبي، حيث يلتصق مصير البشر بمصير بلدانهم"، بحسب تقديم الناشر.

ويوضّح التقديم أنها "حكاية أولئك الذين شتَّتتهم أوطانهم بين الرحيل والبقاء، وبين الخلاص الفردي والولاء للعائلة. حكايةٌ عن انعكاسات السياسة والحرب، وكيف تتشكّل مصائر الذين يكتشفون قسوة الحب وعنفه ومقاومته للنسيان وعدم اعترافه بالخسارة".

يذكر أنَّ سومر شحادة يكتب مقالات نقدية في الصحافة الثقافية العربية، وحازت روايته الأولى، "حقول الذرة"، على "جائزة الطيب صالح" عام 2016، وهي من الروايات التي قرأت الواقع بكلِّ تعقيداته وإحباطاته مع بدايات الربيع العربي.

المساهمون