مقتل قيادي في "قسد" بطائرة تركية مسيَّرة في مدينة القامشلي السورية

مقتل قيادي في "قسد" بطائرة تركية مسيَّرة في مدينة القامشلي السورية

07 اغسطس 2022
دأب الجيش التركي خلال العامين الفائت والجاري على استهداف كوادر قوات "قسد" (Getty)
+ الخط -

قُتل قيادي في "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) بقصف من طائرة تركية مسيَّرة استهدفه في مدينة القامشلي في أقصى الشمال الشرقي من سورية، في سياق "حرب المسيّرات" التي تشنها أنقرة على كوادر في هذه القوات التي يعتبرها الأتراك نسخة سورية من حزب العمال الكردستاني.

واعترف المركز الإعلامي لـ"قسد" بأن "أحد أعضاء مؤسسة الانضباط العسكري"، قُتل باستهداف طائرة مسيرة لسيارة في حيّ الصناعة بمدينة القامشلي مساء السبت، مشيراً إلى أن القصف أدى إلى مقتل 3 أشخاص بينهم طفلان، فضلاً عن الخسائر المادية التي لحقت بالمحال، والسيارات الموجودة في مكان الاستهداف.

من جانبه، أكد موقع "باسنيوز" الأخباري أن القتيل يُدعى شيار، وهو تركي الجنسية وكادر قيادي في حزب العمال الكردستاني والمسؤول عن حفر الخنادق.

وأوضحت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن القصف مساء السبت "حدث لأول مرة ضمن منطقة تضم مدنيين، وهي منطقة الصناعة التي تضم محال وورشات لصيانة السيارات وتصليحها".

وتابع: "السيارة التي استُهدفت من الطائرة التركية كانت بالقرب من محطة القطار الجديدة التي يتخذها قياديون في حزبي العمال الكردستاني والاتحاد الديمقراطي (نسخة سورية من العمال) مقراً لهم، وهو من المقرات الرئيسية، ولم يُستهدف المقر، بل السيارة فقط".

وبيّن أن السيارة "كانت تضم عناصر يعملون في حفر الأنفاق بالمنطقة تحت إشراف قيادي تركي"، مؤكداً أن عدد القتلى "كبير ربما تجاوز الـ15 شخصاً ما بين مدنيين وعسكريين، من بينهم شقيقان لم يتجاوزا الـ 15 عاماً ووالدهما". وأضاف: "لم تُعرف هويات أغلب الضحايا من المدنيين بعد".

تقارير عربية
التحديثات الحية

وأشارت المصادر إلى أن قوى الأمن الداخلي "الأسايش" التابعة للإدارة الذاتية "تعاملت بعنف مع الصحافيين الذين جاؤوا لتغطية الحدث"، مضيفاً: "كان الطيران التركي يستهدف سيارات تقلّ قياديين في قسد على الطرق العامة، أو يقصف مقرات للمجالس العسكرية، أما قصف مساء السبت، فحدث في منطقة مدنية".  

ودأب الجيش التركي خلال العامين، الفائت والجاري، على استهداف كوادر قوات "قسد" التي تشكل الوحدات الكردية ثقلها الرئيسي، من خلال الطيران المسيّر، وهو يعد تعويضا عن العملية العسكرية واسعة النطاق على الأرض، حيث تصطدم الرغبة التركية برفض إقليمي ودولي. 

وكان الجيش التركي قد قتل في مايو/أيار الفائت مسؤول حفر الأنفاق في "قوات سورية الديمقراطية" بقصف من طائرة مسيرة استهدف سيارته بالقرب من بلدة الدرباسية في ريف الحسكة. وأعلنت تركيا في حينه مقتل (محمد آيدن) الكادر في حزب "العمال الكردستاني" خلال استهداف مسيرة تركية لموقع عسكري بمحافظة الحسكة شمال شرقيّ سورية.

وقُتلت في يوليو/تموز الفائت قائدة وحدات مكافحة الإرهاب في قوات "قسد" سلوى يوسف، والقيادية في وحدات حماية الشعب الكردية جوانا حسّو، ومقاتلة أخرى، بقصف من طائرة مسيرة تركية استهدف سيارة كانت تقلهن على الطريق الواصل بين القامشلي والقحطانية في ريف الحسكة.

وتسيطر "قوات سورية الديمقراطية" المدعومة من التحالف الدولي ضد الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة الأميركية على نحو ثلث مساحة سورية منذ عدة أعوام. وسبق للجيش التركي أن شنّ عمليتين عسكريتين ضد "قسد"، الأولى في غرب الفرات في مطلع عام 2018، أجبرها على مغادرة عفرين في ريف حلب الشمالي الغربي، باتجاه تل رفعت وقرى في محيطها شمال حلب. 

أما العملية الثانية، فشنّها في أواخر عام 2019 في شرق الفرات، مُبعداً "قسد" عن شريط حدودي بين تل أبيض في ريف الرقة الشمالي ورأس العين في ريف الحسكة الشمالي الغربي بطول 100 كيلومتر وعمق 33 كيلومتراً.