إلغاء المحادثات العسكرية بين أميركا والصين يهدّد بتصعيد غير مقصود

إلغاء المحادثات العسكرية بين أميركا والصين يهدّد بتصعيد غير مقصود

06 اغسطس 2022
أوستن عمل جاهداً على تحسين قنوات الاتصال مع الجيش الصيني (Getty)
+ الخط -

قال محللون أمنيون ودبلوماسيون ومسؤولون أميركيون إن قطع الصين لبعض خطوط الاتصال مع الجيش الأميركي يزيد من خطر حدوث تصعيد غير مقصود للتوتر بشأن تايوان في خضم أوقات حرجة.

وألغت الصين محادثات رسمية مزمعة بين قيادات على المستوى الميداني تهدف إلى تنسيق سياسة الدفاع وإجراء مشاورات بحرية عسكرية أمس الجمعة، في إطار ردها على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي لتايوان هذا الأسبوع.

وفي مقالها الافتتاحي اليوم السبت، وصفت صحيفة الشعب التابعة للحزب الشيوعي هذا الإجراء، إلى جانب العقوبات المفروضة على بيلوسي وعائلتها، بأنه جزء من "إجراءات فعالة تظهر على نحو تام أن الصين مصممة وقادرة تماماً على حماية وحدتها الوطنية والحفاظ على... سلامة أراضيها".

وقال كريستوفر تومي، الباحث الأمني ​​في الكلية البحرية للدراسات العليا في كاليفورنيا، لرويترز إن قطع خطوط الاتصال أمر يبعث على القلق، ويأتي في ما يعتقد أنها بداية أزمة جديدة في تايوان.

وأطلقت الصين صواريخ باليستية فوق تايبه، في إطار تدريبات عسكرية غير مسبوقة تستمر أربعة أيام حول الجزيرة التي تقول إنها جزء من أراضيها. ومن المقرر أن تنتهي التدريبات ظهر الأحد.

وقال تومي متحدثاً بصفته الشخصية: "هذا التكثيف المتزايد لعدد القوات في سياق أزمة متصاعدة يثير احتمالية حدوث تصعيد غير مقصود لا يريده أي من الجانبين".

وأضاف: "هذا بالضبط الوقت الذي ترغب فيه أن يتسنى لك مزيد من الفرص للتحدث إلى الجانب الآخر... فقدان هذه القنوات يقلل بشكل كبير من قدرة الجانبين على تخفيف حدة التوتر بين القوات العسكرية مع استمرار التدريبات والعمليات المختلفة".

وقال مسؤول أميركي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، إن المسؤولين الصينيين لم يردوا على مكالمات من مسؤولين كبار في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) هذا الأسبوع، لكن يُنظر إلى ذلك على أنه تعبير عن استياء الصين تجاه رحلة بيلوسي وليس رغبة في قطع القنوات بين كبار مسؤولي الدفاع، ومن بينها تلك الممتدة بين وزيري الدفاع في البلدين.

وعمل وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن جاهداً على تحسين قنوات الاتصال بين الجيشين المتنافسين عندما التقى نظيره الصيني الجنرال وي فنغ خه على هامش القمة الأمنية لحوار شانغريلا في سنغافورة​​ في يونيو/ حزيران.

وقال دبلوماسيون آسيويون وغربيون إن قادة الجيش الأميركي كانوا يضغطون منذ فترة من أجل إجراء محادثات أكثر تواتراً بين القيادات على المستوى الميداني، بالنظر إلى توجه الصين لزيادة وجودها العسكري في أنحاء آسيا، حيث كانت البحرية الأميركية هي القوة المهيمنة تقليدياً.

وأعلنت الصين الجمعة أنها أوقفت التعاون مع الولايات المتحدة في عدد من المجالات، بما في ذلك الحوار بين كبار القادة العسكريين ومحادثات المناخ، رداً على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي لتايوان.

وقالت وزارة الخارجية الصينية إنها علقت التعاون مع واشنطن في منع الجريمة عبر الحدود وتهريب المخدرات، وكلها تحركات وصفتها واشنطن بأنها "غير مسؤولة".

وقامت الصين بتدريبات عسكرية بحرية وجوية حول تايوان أمس الخميس. واستشاطت الصين غضباً بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي للجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي وتعتبرها بكين جزءاً من أراضيها. وأصبحت بيلوسي أكبر مسؤول أميركي يزور تايوان في 25 عاماً.

ومن المقرر أن تستمر التدريبات بالذخيرة الحية، وهي أكبر تدريبات تجريها الصين على الإطلاق في مضيق تايوان، حتى ظهر يوم الأحد.

وقالت وزارة الدفاع التايوانية الجمعة إنها دفعت بطائرات مقاتلة لتحذير طائرات صينية قالت إنها دخلت منطقة دفاعها الجوي، وعبر بعضها الخط الفاصل الذي يقسم مضيق تايوان.

وأضافت الوزارة أن 68 طائرة عسكرية صينية و13 سفينة بحرية في المجمل قامت بمهام التدريب في المضيق.

وفي بيان صدر بعد وقت قصير من مغادرة بيلوسي اليابان- التي كانت المحطة الأخيرة من جولتها الآسيوية- أعلنت الصين أيضاً إلغاء اجتماع ثنائي مزمع حول آلية للأمن العسكري البحري.

وأعلنت الصين أنها ستفرض عقوبات على بيلوسي شخصياً وأفراد أسرتها من الدرجة الأولى، رداً على أفعالها "الخبيثة" و"الاستفزازية".

وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن الصين تبالغ في رد فعلها، وإن واشنطن لا تزال منفتحة على بناء آليات للتواصل في ظل الأزمة.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون