بغداد تؤكد وساطتها بين إيران وكل من مصر والأردن

بغداد تؤكد وساطتها بين إيران وكل من مصر والأردن

30 يونيو 2022
وزراء خارجية الأردن ومصر والعراق خلال مؤتمر صحافي ببغداد في 6 حزيران الحالي (الأناضول)
+ الخط -

بعد أيام من معلومات متضاربة، تسربت في بغداد، حيال حراك جديد لرئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، تنظيما للقاءات بين مسؤولين إيرانيين ونظرائهم من الأردن ومصر، في بغداد وعلى مستوى منخفض، على غرار جولات الحوار السعودي الإيراني المتواصلة منذ نحو عام، أكد وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، اليوم الخميس، المعلومة.

وبين حسين في مقابلة متلفزة أن "هناك حوارات منفصلة بدأت في بغداد بين الأردن وإيران – ومصر وإيران، دون كشف مزيد من التفاصيل بشأنها".

تقارير عربية
التحديثات الحية

وبين حسين أن "زيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي للسعودية بحثت الرعاية العراقية لحوار سعودي إيراني، وطرحت الخلاف السعودي الإيراني حول اليمن، كما أن الزيارة تناولت الحوار بين الرياض وطهران والعلاقات التجارية وتحويل الحوار بين الرياض وطهران إلى حوار معلن".

وأكد وزير الخارجية العراقي أن "سياستنا الخارجية نجحت وهناك دعم كبير للعراق من دول كثيرة، والعراق يلعب دورا محوريا في العلاقات بين طهران وواشنطن، كما أن العراق سيشارك في القمة الخليجية مع واشنطن، والأميركيون أكدوا أن القمة الخليجية لصالح المنطقة".

وتواصل "العربي الجديد"، مع دبلوماسي رفيع في وزارة الخارجية للحصول على معلومات حيال الحراك الجديد، وقد وضّح بقوله، إن المبادرة جاءت من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي "ويبذل جهدا في تشجيع الأطراف العربية (الأردن ومصر) على الحوار مع الإيرانيين".

وأضاف المصدر نفسه، أن "أي معلومات حول تفاصيل اللقاءات وطبيعة الملفات التي تم بحثها غير معروفة وحتى مستوى تمثيل الأردن ومصر وإيران فيها، كون القضية محصورة بمكتب رئيس الوزراء وبعدة أشخاص محدودين، بينهم وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، وأي معلومات غير ذلك هي مجرد تكهنات أو توقعات يطلقها بعض السياسيين والمسؤولين خارج هذه الدائرة الضيقة".   

وأشار المصدر إلى أن التقدم بوساطة العراق، بين السعودية وإيران، شجع العراق على تكرارها مع الأردن ومصر.

 من جهته، رأى عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، مثنى أمين، في حديث مع "العربي الجديد"، أن تهدئة الأوضاع في المنطقة "تصب في صالح العراق وتنعكس على أوضاعه بشكل إيجابي أكثر من أي طرف آخر"، مضيفا أن "السياسة الخارجية العراقية تؤمن بمساعي تقريب وجهات النظر بين الأطراف الإقليمية وعمل وساطات أمر مهم ونحن ندعمه في البرلمان".

وبين أمين أن "التصعيد المستمر في المنطقة يخلق الكثير من الأزمات والمشاكل، خصوصاً أنه غالبا ما تجري تلك المناوشات والاشتباكات عبر الوكلاء داخل العراق، ولهذا من مصلحة العراق تهدئة الأوضاع من خلال قيادة الوساطات بين القوى الإقليمية والدولية".
 
في المقابل قال المحلل السياسي علي البيدر، لـ"العربي الجديد"، إن بإمكان العراق "أخذ دور الوساطة كأرض ومحرك للحوارات بين الإيرانيين وباقي الأطراف في المنطقة، كما حصل في تجربة الحوارات السعودية الإيرانية".

لكنه أكد أن "الوساطات التي يقوم بها العراق من خلال رئيس الوزراء يأتي بعضها بطلب من أحد الأطراف، لما يملكه العراق من علاقات مع كافة القوى الإقليمية والدولية"، وفق تعبيره.

وتابع بقوله، إن الحكومة مطالبة بأن تستغل الظرف الحالي باستثمار تلك الوساطات لصالح العراق أيضا على المستوى الداخلي العراقي من خلال دعم الاقتصاد والاستثمار وغيرها من القضايا.
 
وتستضيف العاصمة العراقية بغداد، منذ العام الماضي، مباحثات بين إيران والسعودية، جرت آخرها في إبريل/نيسان الماضي، لإنهاء القطيعة الممتدة منذ عام 2016، والتوصل إلى تفاهمات بشأن الخلافات القائمة بينهما في عدة ملفات.

المساهمون