"قص الجناحين"...

"قص الجناحين"... هل فاقت أحلام المرأة العربية معتقدات الرجل العربي؟

26 يونيو 2022
+ الخط -

لم تعد المرأة العربية تعبأ بحديث الحاقدين عليها من الذكوريين، في معادلة سوية دون تطرف أو تحيز للحركة النسوية، أصبح بإمكانها صم أذنيها عن عوالق الحديث واللغو منه، فباتت تشغل مناصب لم يعد للرجال نصيب منها، وتشغل كذلك وظائف كانت محرمة في زمن مضى لعدم تناسبها مع "طبيعة المرأة الفطرية"..

في هذا الجدل الاستثنائي من نوعه والجذري كذلك، يبقى السؤال المطروح في ظل هذه التغيرات التي لم يرحب بها البعض.. هل فاقت أحلام المرأة العربية معتقدات الرجل العربي حول صلاحيتها المحدودة في المجتمع؟

أصبح بإمكان المرأة العربية اليوم أن تتخطى أحلامها أحلام الرجل بسنين ضوئية..

لكل منا تجاربه الشخصية حول أمور ومعتقدات كبرنا عليها في نظرة المجتمع الضيقة للمرأة العاملة، والمناصب التي تشغلها، والأماكن التي تذهب إليها والتجارب التي يحق لها الخوض فيها، بين متفتح ومنغلق، كان لفكرة قص الجناحين صدى عظيم في عقول العائلات العربية قبل سنين خلت، كنت أسمع دائما "قصلها جناحها" كي لا تحلق بعيدا عنا، كم كنت أعتقد وقتها، وما زلت أؤمن، بأن "قصلها جناحها" تعني اقطع لها وسيلتها في التمرد عن تفكيرنا الضيق، لا أكثر، لكن الآن وبالنسبة لي ليست لي تجربة في قص الجناحين، لكن حسب اعتقادي لم يعد هذا المصطلح يستعمل في العائلات الشرقية، حيث أصبح بإمكان المرأة العربية اليوم أن تتخطى أحلامها أحلام الرجل بسنين ضوئية..

لقد بات بريق المرأة العربية وتميزها في مجالات شتى من الصحافة والإعلام إلى الأمن وصولا إلى السياسة والحكم ومهن أخرى لم يكن يسمح لها بممارستها قبل سنوات، لأن الفكر لم يسمح وقتها، لم يسمح لأنه كان يهدد فكرة نفوذ الرجل الذي كبر عليه هو وكبرنا عليه نحن في تفوقه علينا منذ خليقته كرجل، الآن وبعد أن أصبح خرق القوانين المجتمعية تمرداً مسموحاً، أصبحت المرأة العربية هي التي تتوج في الأولمبياد، وفي السلطة، وكذلك في صحافة الحرب وصارت في مرمى الاستهداف كونها باتت لا تخشى شيئا.. وهذا أكثر ما صاروا يخشونه..

دلالات