الجزائر: تزايد الحوادث المرورية و46 ضحية في أسبوع

الجزائر: تزايد الحوادث المرورية و46 ضحية في أسبوع

19 مايو 2022
تطالب السلطات السائقين باحترام قانون المرور تفادياً للحوادث (رياض كرامدي/ فرانس برس)
+ الخط -

تزايدت حوادث المرور بشكل لافت على طرقات الجزائر في الأيام الأخيرة، إذ كشفت بيانات لمصالح الحماية المدنية (الدفاع المدني) أنّ 46 شخصاً لقوا حتفهم وأصيب 1535 آخرون بجروح في 1209 حوادث مرور وقعت في ولايات جزائرية عدّة، في الأسبوع المتراوح ما بين الثامن من مايو/ أيار الجاري والـ14 منه، ومن بين هؤلاء 17 شخصاً لقوا حتفهم في داخل المدن والمناطق الحضرية.

وقد شهد طريق عام يربط بين ولايتَي الوادي وتبسة شرقي الجزائر، قبل يومَين، "مجزرة مرورية" أدّت إلى وفاة سبعة أشخاص وإصابة أربعة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، فيما لقي خمسة مصرعهم في حادث مرور في منطقة خنشلة، وأصيب شخصان بجروح متفاوتة الخطورة.

كذلك، تسبّب حادث مرور في ولاية تيارت غربي الجزائر، يوم الجمعة الماضي، في وفاة ستّة أشخاص وإصابة آخر، وخلّف حادث وقع في اليوم التالي ثلاث وفيات وثلاث إصابات بجروح متفاوتة الخطورة في إليزي جنوبي الجزائر. وتوفي ثمانية أشخاص في حوادث بولاية الوادي جنوبي الجزائر، فيما جُرح في خلالها 33 آخرون.

وفي السياق نفسه، أكّد بيان للمديرية العامة للأمن الوطني، نُشر اليوم الخميس، أنّه مقارنة بالإحصاءات المسجلة في الأسبوع الماضي، فإنّ معدّل الحوادث في داخل المدن والمناطق الحضرية عرف زيادة قدرها 11 وفاة و56 جريحاً و60 حادثاً.

وتشير المعطيات ذات الصلة إلى أنّ أسباب هذه الحوادث تعود بالدرجة الأولى إلى العنصر البشري بنسبة تفوق 98 في المائة، نتيجة عدم احترام قانون المرور وعدم التقيّد بمسافة الأمان والإفراط في السرعة والإرهاق وعدم التركيز في خلال القيادة، بالإضافة إلى أسباب أخرى تقنية تتعلق بالسيارات.

ووسط هذه المعطيات، طالبت السلطات الجزائرية السائقين بتوخّي الحيطة والحذر في أثناء القيادة وباحترام قانون المرور. كذلك، سألت المواطنين الإبلاغ عن أيّ تجاوزات يرتكبها السائقون ومن شأنها أن تسبّب خطراً.

وقال الناشط محمد لمشط، عضو إحدى الجمعيات المدنية التي تُعنى بالسلامة المرورية والتربية المجتمعية، إنّ تحسّن الأحوال الجوية وبداية موسم الصيف يشجّعان سائقين كثيرين على زيادة السرعة والإفراط فيها، الأمر الذي يتسبّب في الغالب في زيادات لافتة في معدّلات حوادث المرور.

وأوضح لمشط لـ"العربي الجديد" أنّ "التدابير الردعية لم تعد وحدها كافية للحدّ من ذلك، وأنّ الحلّ الممكن هو في اعتماد نظام التنقيط (اقتطاع نقاط في مقابل كلّ مخالفة) على رخص القيادة، الأمر الذي يسمح في النهاية بسحب رخص القيادة ممّن يتعمّدون التسبّب في حوادث مرور ولا يحترمون القانون".

وقريباً، سوف يبدأ العمل في الجزائر بنظام التنقيط على رخص السياقة، وبذلك تتمكّن مصالح المرور من اقتطاع نقاط من السائق تدريجياً عند كلّ مخالفة يرتكبها. وفي حال اقتُطع عدد معيّن من النقاط، تُلغى الرخصة ويُفرَض على السائق الخضوع من جديد لامتحانات تأهيل القيادة ثمّ استخراج رخصة قيادة جديدة.

قضايا وناس
التحديثات الحية

وفي سياق البحث عن بدائل عقابية تسهم في ردع السائقين عن ارتكاب مخالفات في إطار قانون المرور، وتخفيض حوادث المرور التي تبلغ مستويات قياسية في الجزائر، كانت السلطات قد عمدت إلى تغيير القانون في عام 2015. لكنّ التقييمات الرسمية لعملية تنفيذ هذه التدابير تبيّن أنّها لم تفضِ إلى تقليص فعلي لحصيلة حوادث المرور أو عدد القتلى والمصابين.

تجدر الإشارة إلى أنّ الجزائر تُعَدّ الدولة العربية الثانية على مستوى حوادث المرور، مع معدّل عام للقتلى يُقدَّر بـ40 قتيلاً في الأسبوع. وقد سُجّل في عام 2021، أكثر من ستة آلاف حادث مرور قُتل فيها نحو 2800 شخص بحسب بيانات رسمية.

المساهمون