لقاء بايدن مع قادة السويد وفنلندا: أوكرانيا والانضمام إلى الناتو

لقاء بايدن مع قادة السويد وفنلندا: مستجدات أوكرانيا والانضمام إلى الناتو

19 مايو 2022
بايدن سيستقبل اليوم في واشنطن رئيسة الوزراء السويدية والرئيس الفنلندي (Getty)
+ الخط -

سيكون النزاع في أوكرانيا، حيث لا يزال الغموض يلف مصير آخر الجنود المتحصنين في مصنع آزوفستال في ماريوبول، حاضرا بقوة خلال لقاء الخميس بين الرئيس الأميركي وقادة السويد وفنلندا اللتين تسعيان إلى الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) للاتقاء من موسكو.

ويجري الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أيضا محادثات مع رئيسة الوزراء الدنماركية ميتيه فريدريكسن التي انضمت بلادها إلى الحلف العام 1949.

في المقابل، باشرت السويد وفنلندا للتو إجراءات الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي مع تقدمهما بترشيحهما الرسمي الأربعاء. ورحب الرئيس الأميركي جو بايدن "بقوة بالترشيحين التاريخيين لفنلندا والسويد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي".

وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار، إن بايدن سيستقبل الخميس في واشنطن رئيسة الوزراء السويدية ماغدالينا أندرسون والرئيس الفنلندي سولي نينيستو.

والبلدان من دول عدم الانحياز تاريخيا، إلا أنهما بدلا موقفهما جذريا منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط، ما أدى إلى تغير جذري في الرأي العام فيهما الذي كان مترددا في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. وتتشارك فنلندا حدودا تمتد على أكثر من 1300 كيلومتر مع روسيا.

وفي انتظار إتمام عملية الانضمام التي قد تستغرق أشهرا وتتطلب إجماع أعضاء الحلف، أكد البيت الأبيض في بيان: "فيما يتم النظر في طلبهما للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) ستعمل الولايات المتحدة مع فنلندا والسويد من أجل التأهب لأي تهديد لأمننا المشترك ومواجهة أي اعتداء أو تهديد بالعدوان".

وفيما تعمل الدول الغربية على رص الصفوف في محاولة لاحتواء مطامع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في دول أخرى، تتواصل المعارك في أوكرانيا خصوصا في مصنع آزوفستال للصلب في مدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية في جنوب شرق البلاد. وأكدت وزارة الدفاع الروسية الأربعاء أن "959 مقاتلا (أوكرانيا) بينهم 80 جريحا استسلموا وأسروا" منذ الاثنين. وامتنعت أوكرانيا عن التعليق على هذه المعلومات.

 "رجال خارقون" في آزوفستال

وقال دينيس بوشيلين، وهو زعيم انفصالي موال لروسيا إن "قادة ومقاتلي (كتيبة) آزوف لم يخرجوا بعد" من هذا المجمع، مؤكدا أن نحو ألف عنصر في هذه الوحدة شبه العسكرية المنخرطة في الجيش الأوكراني، ما زالوا في المصنع.

وكانت أوكرانيا أكدت الأسبوع الماضي أن أكثر من ألف جندي أوكراني من بينهم 600 جريح، موجودون في هذا المجمع الضخم الذي يعتبر آخر معقل لمقاومة القوات الروسية في المدينة التي دمرتها المعارك. وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية صباح الأربعاء إن الجيش الروسي يركز جهوده "على محاصرة وحداتنا قرب آزوفستال" بقصف مدفعي وضربات جوية. وفي شوارع كييف، حيا السكان "الرجال الخارقين" الذين يقاتلون في هذا المصنع. وقال أندريه (37 عاما) لقد "حققوا المستحيل".

ومن شأن السيطرة الكاملة على ماريوبول الواقعة على بحر آزوف أن يشكل تقدما كبيرا لروسيا، فتسمح لها بالربط برا بين شبه جزيرة القرم في الجنوب التي ضمتها موسكو العام 2014 وبين أجزاء من منطقة دونباس في الشرق يسيطر عليها موالون لروسيا. لكن رئيس بلدة ماريوبول فاديم بويتشينكو أكد مطلع إبريل/نيسان أن المدينة مدمرة بنسبة "90 %" فيما 40 % من منشآتها غير قابلة للتصليح".

وقالت بلدية المدينة مساء الأربعاء عبر تلغرام "الروس يسرقون في ماريوبول. يحاول المحتلون الآن وضع المرفأ في الخدمة مجددا لتصدير كميات من الحبوب ومنتجات الصلب بملايين الدولارات".

وقال مسؤول أميركي طلب عدم كشف اسمه الأربعاء إن "مسؤولين روسا يقرون بأن قوات روسية ترتكب ممارسات خطرة في المدينة بما يشمل ضرب مسؤولين في المدينة وصعقهم بالتيار الكهربائي وهم ينهبون مساكن" مع تأكديهم أنهم حرروا ماريوبول الناطقة بالروسية". وأضاف: "المسؤولون الروس يقلقون من أن هذه الممارسات قد تحض سكان ماريوبول على مقاومة الاحتلال الروسي أكثر بعد".

وتجري السلطات الأوكرانية وهيئات أجنبية تحقيقات بشأن اتهامات عدة بقيام القوات الروسية بممارسات وجرائم حرب. وأرسلت المحكمة الجنائية الدولية 42 محققا وخبيرا إلى أوكرانيا في أكبر مهمة ميدانية لها.

(فرانس برس، العربي الجديد)