مسلسل "العرض" ومغامرة إنتاج فيلم "العرّاب"

مسلسل "العرض" ومغامرة إنتاج فيلم "العرّاب"

18 مايو 2022
خمسون سنة مرّت على صدور الجزء الأول من ثلاثية "العرّاب" (باراماونت بيكتشرز)
+ الخط -

خمسون عاماً تمرّ على صدور الجزء الأول من ثلاثية "العرّاب" (1972). بهذا، شهدنا في حفل توزيع جوائز أوسكار، بعيداً عن تلك الصفعة، تكريماً لكل من المخرج، فرانسيس فورد كوبولا، والممثلين آل باتشينو، وروبرت دي نيرو. كما أنّ منصة +OSN، أخذت حقوق بث الثلاثية في المنطقة العربية.

إلى جانب ذلك، تبث المنصّة، مسلسلاً صدر حديثاً، يحمل عنوان The Offer (العرض)، من إنتاج شركة باراماونت، التي أنتجت الثلاثية أيضاً. نخوض في هذا العمل، مغامرة إنتاج "العرّاب"، مع المُنتج آل رودي (يؤدي دوره مايلز تيلِر).

بدايةً، يتخذ المسلسل مصداقيته من كون أن الشركة المنتجة له، هي نفسها المنتجة للثلاثية. لكن، لعلّ ما خاضه المُنتج في عمله على الجزء الأول من "العرّاب"، لم تخضه "باراماونت" في مسلسلها.

نلاحظ أن معارك شرسة خاضها آل رودي ضدّ الجميع، كي يستطيع إنجاز الفيلم وفق رؤيته هو والمخرج، كوبولا. تورّط رودي مع المافيا الإيطالية في نيويورك، التي لم تُرِد للفيلم أن يرى نوراً، لأنّه "يسيء إلى الإرث الإيطالي"، بحسب ما يرد على لسان زعيم إحدى العائلات الخمس، جون كولومبو. وكما نرى في The Offer، تعرّض رودي إلى تهديدات كثيرة من المافيا، حتى استطاع إقناع كولومبو بأهمية الفيلم، موضحاً له أنه سيُظهر أهمية دور الإيطاليين في تاريخ الولايات المتحدة، ويكرّمهم.

على صعيد آخر، يخوض رودي معارك مع شركة الإنتاج نفسها؛ إذ يجد نفسه متورّطاً في كثير من الإجراءات البيروقراطية المرتبطة بالميزانية، إلى جانب فرض المسؤولين الأعلى منه أسماء وممثلين لا يريدها في الفيلم، في مقابل رفضهم لأسماء أخرى هو يريدها؛ مثل كل من مارلون براندو، وآل باتشينو.


وبينما خاض رودي هذه المعركة كي يستطيع فرض هذين الاسمين على الشركة، يبدو أن الأخيرة قد تعجّلت في اختيار الممثلين من أجل مسلسلها، The Offer. أدّى دور مارلون براندو في العمل الدرامي ممثل مغمور يُدعى جاستن تشامبرز، بينما أدّى دور آل باتشينو، مغمور آخر يُدعى أنتوني إيبوليتّو. كلا الممثلين ضعيفان، تورّطا في فخ التقليد، ولم يكونا مقنعين في أداء دوري براندو وباتشينو، وقد لاقى The Offer انتقادات كثيرة على هذه الاختيارات المتسرّعة.

يدور The Offer في فلك درامي كوميدي وتشويقي؛ ففي النهاية، جميعنا نعرف مصير الفيلم، ومن أبطاله، لكن مع ذلك، تبقى الكواليس التي يُطلعنا عليها مثيرةً للفضول؛ إذ نخوض تجربة الإنتاج والمعارك التي واجهها فريق العمل، كي يخرجوا بواحد من الأعمال السينمائية، بميزانية لم تتجاوز الـ 6 ملايين دولار.

المساهمون