"معرض الكتاب الكردي": نسخة أولى في القامشلي

"معرض الكتاب الكردي": نسخة أولى في القامشلي

17 مايو 2022
جانب من المعرض (العربي الجديد)
+ الخط -

ضمن الفعاليات الاحتفالية بيوم اللغة الكردية، تحتضن مدينة القامشلي السورية (شمال شرق البلاد)، لأوّل مرة، "معرض الكتاب الكرديّ"، الذي يستمرّ حتى يوم غد الأربعاء، بتنظيم من "مجلس الثقافة" الكردي في منطقة الجزيرة السورية.

وبدأت احتفالات الكرد السوريين بيوم اللغة الكردية أوّل من أمس الأحد، حيث شملت العديد من الفعاليات والنشاطات الثقافية والعروض الفنية، إضافة إلى إطلاق النسخة الأولى من المعرض. ويُحتفَل في الخامس عشر من أيار/ مايو من كلّ عام باللغة الكردية، وهو اليوم الذي صدرت فيه، عام 1932، أوّل مجلّة أدبية كردية سورية، بعنوان "هاوار".

في حديثٍ إلى "العربي الجديد"، يقول عبد الله شيخو مدير دار "نقش" ومسؤول مكتبة "بنداروك" المشاركتيْن في المعرض، إن "المكتبة والدار تضعان أمام الزوّار أكثر من ثلاثمئة عنوان"، مشيراً إلى أن "نقش" تهتمّ بالترجمة بشكل أساسي، بين الكردية والعربية وبين الكردية ولغات أُخرى، "لأن اللغة الكردية بحاجة إلى الترجمة، كونها كانت محظورةً"، ما يدفعها إلى "الانفتاح على آفاق جديدة"، بحسب وصفه. ويضيف: "بالنسبة إلي كمترجم، أساس أيّ لغة للنهوض هو حركة الترجمة من اللغات الأخرى وفي كلّ المجالات".

ويلفت شيخو إلى أن "فكرة الترجمة إلى الكردية لم تنضج، للأسف، حتى اليوم عند المثقفين الكرد، الأمر الذي يؤدّي إلى أن حركة الترجمة إلى الكردية أضعف من حركة الترجمة عن الكردية". لكنّه ينوّه، في الوقت ذاته، إلى توسّع رقعة الترجمة بين الكردية والعربية، بفضل الكرد السوريين.

ويحيل شيخو تراجع حضور اللغة الكردية في عالم الكتاب، خلال العقود الماضية، إلى كونها لم تكن تُدرَّس بشكل رسمي، لكنّ هذا يبقى بعيداً كلّ البعد عن اعتبارها "لغة ميتة"، فالناس يتكلّمونها، والأجيال القادمة، التي تتعلّمها اليوم في طفولتها، ستحمل على عاتقها مهمّة النهوض بلغتها، كما يقول.

أمّا العناوين التي تلقى إقبالاً في المعرض، فتتعلّق، وفق شيخو، بالتاريخ والتراث الكردييْن، كما أن هنالك إقبالاً على الرواية والشعر أكثر من الكتب الفكرية والنقدية. ملاحظةٌ يشير إليها آزاد داوود، مسؤول مكتبة "مانيسا"، المشاركة أيضاً في المعرض بقوله: "تأتي الرواية في صدار الكتب الأكثر قراءة هنا، وتنافسها كتب التراث الكردي، وفي حدّ أدنى الدراسات وكتب الشعر، ثم الترجمات التي تحظى بإقبال قليل".

ويذكّر داوود بأن نسخة المعرض هذه تشمل، تقديرياً، نحو ألفين وخمسمئة عنوان، متمنّياً استمرار المعرض في السنوات المقبلة وازدياد إقبال القرّاء على اقتناء الكتب بالكردية. وتنضمّ إليه في هذه الرغبة رونا علي، مسؤولة مكتبة "رونا" المتخصّصة في كتب الأطفال، والتي تشارك بخمسة وتسعين عنواناً في المعرض مبيّنة أن "الإقبال كان ضعيفاً في اليوم الأول من المعرض، لكنّه تحسّن في اليوم التالي"، متمنّيةً "مشاركةً أكبر، وتشجيعاً أكبر من الأهالي لأطفالهم".

المساهمون