استمرار الاحتجاجات ضد الغلاء في إيران وسط أنباء عن سقوط ضحايا

استمرار الاحتجاجات ضد الغلاء في إيران وسط أنباء عن سقوط ضحايا

16 مايو 2022
احتجاجات ضد الغلاء وخفض الدعم (Getty)
+ الخط -

تظهر مشاهد مصورة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي في إيران استمرار الاحتجاجات على الغلاء وخفض الدعم الحكومي للسلع الأساسية، ليل الأحد- الإثنين، في مدن إيرانية، وسط أنباء عن سقوط ضحايا، فيما أعلنت الولايات المتحدة الأميركية دعمها للاحتجاجات. 

وتشير هذه المشاهد، التي لم يتسن لـ"العربي الجديد" التحقق من صحتها، إلى أن مدينة شهركرد، مركز محافظة جهار محال وبختياري، جنوب غربي إيران، شهدت احتجاجات، الليلة الماضية، فضلاً عن وجود كثيف لقوات الشرطة والأمن الداخلي في مدن أخرى، وخاصة في مناطق بالعاصمة طهران.  

وحتى اللحظة، لم تورد وسائل الإعلام الإيرانية، الرسمية وغير الرسمية، أي أنباء عن تظاهرات مطلبية، باستثناء تقرير لوكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية، التي أكدت، الجمعة الماضي، وقوع احتجاجات في عدة مدن إيرانية، لكنها قالت إن بعضها حرفت عن مسارها الاحتجاجي ورفعت شعارات "منتهكة للحرمات"، في إشارة إلى هتافات سياسية ضد السلطات.  

وحسب المقاطع المصورة التي انتشرت خلال الساعات الماضية على شبكات التواصل، فإن عدد المدن التي سجلت فيها الاحتجاجات الليلة الماضية شهدت تراجعاً بالمقارنة مع يومي الجمعة والسبت، حيث كانت مدن في محافظات خوزستان ولرستان وخراسان الرضوية قد شهدت اعتراضات على الغلاء المعيشي وخفض الدعم الحكومي عن السلع، اتخذت أحياناً أبعاداً سياسية بعد رفع محتجين هتافات ضد السلطات ودعوات إلى استقالة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وتساؤلات عن مصير وعوده الاقتصادية لحل المشاكل المعيشية. 

كما أن مواطنين إيرانيين يشكون على منصات التواصل من بطء الإنترنت وانقطاعه في حالات محدودة. 

ويظهر مقطع مصور قيام محتجين بمهاجمة مقر لقوات الباسيج في منطقة هفتشجان بمحافظة جهار محال وبختياري، بالإضافة إلى مقتل شخص في هذا الحادث الذي أكده ممثل مدينة شهركرد، مركز المحافظة، أحمد راستينه، أمس الأحد، في كلمة له بالبرلمان الإيراني، متهماً من وصفهم بـ"تيار النفاق والفتنة بركوب موجة الاحتجاجات الشعبية ومهاجمة مكاتب خطباء الجمعة والحوزات الدينية ومقرات الباسيج"، وفق موقع "أفتاب نيوز" الإصلاحي. 

وأشار البرلماني الإيراني إلى مقتل شخص يدعى سعادت هادي بور، مؤكداً أنه من قوات الباسيج، التابعة للحرس الثوري الإيراني، فيما قال البعض على شبكات التواصل إنه من المحتجين. واتهم راستينه من وصفهم بـ"مثيري الفتنة" بالسعي إلى حرف الاحتجاجات إلى أعمال عنف عبر "اصطناع قتلى"، حسب قوله. 

إلى ذلك، تحدث النائب البرلماني عن مدينة دزفول في محافظة خوزستان، جنوب غربي إيران، في مقابلة مع وكالة "إيلنا" العمالية، عن مقتل محتج من مدينة أنديمشك بالمحافظة، لكنه نفى صحة تصريحه هذا بعد نشره على "إيلنا" التي عادت ونشرت التسجيل الصوتي للنائب. 

واشنطن تعلّق 

في الأثناء، علقت الولايات المتحدة الأميركية لأول مرة على الاحتجاجات الجديدة على الغلاء في إيران، معلنة عن دعمها للمحتجين، واصفة إياهم بأنهم "شجعان يدافعون عن حقوقهم". 

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، في تغريدة على "تويتر"، إن "المحتجين الإيرانيين الشجعان يدافعون عن حقوقهم. للشعب الإيراني الحق في محاسبة حكومته. نحن ندعم حقوقهم في التجمع السلمي وحرية التعبير عبر الإنترنت وخارجه - دون خوف من العنف والانتقام".

وتشهد إيران موجة غلاء غير مسبوقة هذه الأيام، من جراء ارتفاع التضخم وأسعار السلع والخدمات وسط نقص بعض البضائع، مثل الزيوت الغذائية. وتأتي الموجة الجديدة في ظل توجه الحكومة لتحرير الأسعار ورفع الدعم عن سلع أساسية، منها القمح والطحين والدجاج والبيض والزيوت والألبان، في إطار سياسة ترشيد وتحرير الأسعار، ما يزيد أعباء المعيشة على المواطن الإيراني الذي يعيش منذ أربع سنوات تقريباً تحت وطأة أزمة اقتصادية متفاقمة على خلفية العقوبات الأميركية. 

وأمام الوضع المعيشي المتفاقم للمواطن الإيراني ومخاوفه، خاطب الرئيس الإيراني، مساء الإثنين، الشعب الإيراني، محاولاً طمأنته حول السياسات الاقتصادية لحكومته وشرح توجهها نحو تحرير الأسعار من خلال إلغاء اعتماد سعر الصرف الرسمي 42000 ريال لكل دولار أميركي، فيما يبلغ سعر الصرف في السوق الحرة أكثر من 280 ألف ريال. 

وأعلن الرئيس الإيراني عن رفع الدعم النقدي الشهري لشهرين مقبلين للمواطن الإيراني من 3.5 إلى 4.5 أضعاف، مشيراً إلى أن هذا الدعم سيتحول إلى بطاقات تموين إلكترونية، حيث بإمكان المواطنين شراء سلع أساسية مثل الخبز بأسعار مدعومة من خلال هذه البطاقات وبسقف محدد.

المساهمون