النظام السوري يُعاقب أحياء في حلب بإغراقها بالقمامة

النظام السوري يُعاقب أحياء في حلب بإغراقها بالقمامة

11 مارس 2022
الناس يمشون بجوار القمامة المتراكمة في أحد شوارع سورية (ستيفن جيه بواتانو/Getty)
+ الخط -

يُعاني السكان في حلب السورية من أزمات خدمية، بسبب الفساد والإهمال من الجهات المسؤولة في النظام، وفي مقدمتها أزمة النفايات، التي يتم ترحيلها من أحياء أخرى وتنضاف إلى الأكوام الموجودة، ما يتسبب في إغراق المدينة بالنفايات. 

حيّ الفردوس، الذي يقطن فيه ما يقارب 300 ألف نسمة، وحيث يقيم الأربعيني خالد سقول مع عائلته، واحد من الأحياء التي تئن تحت وطأة النفايات.

يقول سقول لـ"العربي الجديد": "هناك تجاهل واضح من قبل المسؤولين في المدينة لحي الفردوس، كما أنّ الكثير من الأحياء محرومة من الخدمات بسبب التمييز بينها"، مؤكدا أنّ "هناك ورشات نظافة وآليات وعمالا تابعين لـ"مجلس مدينة حلب" يعملون يومياً على إزالة القمامة والأتربة والركام في حي "السريان" وأحياء أخرى"، متسائلا: "رغم كثافة السكان في حي الفردوس، لا نجد هذه الخدمات هنا، إضافة إلى انعدام الخدمات الأخرى، مثل الكهرباء في كثير من الشوارع بسبب السرقات والفساد".

من جانبه، يقول محمد حياني من أهالي حي الهلك، لــ"العربي الجديد"، إنّ "سكان الحيّ مُهدّدون بالأمراض نتيجة القمامة والمياه الآسنة، ورغم كل النداءات الموجهة لـ"مجلس المدينة" لا توجد إجابات". ويوضح  أن النظام يعاقب أهالي أحياء كثيرة، منها الهلك والفردوس، اللذان كانا خاضعين في السابق لسيطرة فصائل المعارضة.

ويؤكد حياني أن النظام ومليشياته يتعمدون حرمان أحياء حلب التي كانت خاضعة للمعارضة من الخدمات، إضافة لسرقتهم جلّ المساعدات التي تأتي لسكان هذه الأحياء، مشيرا أيضا إلى تسلط المليشيات على السكان من خلال تجارة الكهرباء والوقود.

قضايا وناس
التحديثات الحية

ويلفت إلى أن "حي الهلك وبقية الأحياء تعاني من انتشار القمامة والحفر وعدم توفر الخدمات، ناهيك عن المباني المهددة بالسقوط جراء عمليات قصف سابقة". ويوضح: "حتى الأحياء التي دخلتها خدمات النظام عن طريق ورشات النظافة أو الصيانة التابعة لـ"مجلس مدينة حلب" لم تنج من فساد المسؤولين، حيث ترى طريقا معبدة لكنها امتلأت بالحفر والمياه الآسنة بعد أيام من تعبيدها نتيجة السرقة والغش".

أما رامز طراب، الذي يقيم في حي الميسر في شمال شرق حلب، فقال لـ"العربي الجديد": "أصبح تراكم القمامة وانعدام الخدمات جزءا من المنظر العام للحيّ، إلا أنّ أكوام الأزبال التي تتكدس يوميا في الشوارع أصبحت مسببا رئيسيا للأمراض، وخاصة لدى الأطفال".

من جانبها، نشرت صفحة "مجلس مدينة حلب" العديد من المنشورات التي تتحدث فيها عن ورشات النظافة التي تعمل في أحياء من المدينة.

وكان النظام قد سيطر على كافة الأحياء التي كانت خاضعة للمعارضة قبيل نهاية عام 2016، بعد حملة عسكرية عنيفة مدعومة من القوات الروسية والمليشيات الإيرانية.

المساهمون