لماذا اعترض جزائريون على زيارة تبون قبر السادات؟

لماذا اعترض جزائريون على زيارة تبون قبر السادات؟

27 يناير 2022
وصف معلقون خطوة زيارة تبون قبر السادات بـ"الخطأ السياسي" (فيسبوك)
+ الخط -

أثير الجدل في الجزائر بشأن زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الثلاثاء الماضي، قبر الرئيس المصري الراحل أنور السادات.

وسبب الجدل التناقض بين اعتبار السادات لدى جزائريين "قائد خط التطبيع وأول من بدأ هذا المسار مع الاحتلال الإسرائيلي"، وموقف الرئيس تبون "الرافض للتطبيع".

واحتج كتاب ومثقفون في الجزائر على زيارة تبون قبر السادات ووضع إكليل من الورود عليه، خلال زيارته الأخيرة إلى القاهرة التي دامت يومين. واعتبر الرافضون أنه لم يكن لائقاً أن يزور الرئيس الرافض للتطبيع "قبر مؤسس خيار التطبيع".

وذهبت هذه المواقف إلى أن "قبر الرئيس المصري الراحل، جمال عبد الناصر، كان في هذه الحالة أحق بأن تتم زيارته، ليس لخطه القومي ومناهضته لإسرائيل فحسب، ولكن أيضاً لكونه دعم الثورة الجزائرية بقوة".

وفيما رأى البعض في الخطوة بأنها "خطأ ارتكبه البروتوكول الرئاسي الذي لم ينتبه إلى البعد الرمزي لهذه الخطوة"، قدرت مواقف وتفسيرات أخرى في الجزائر أن يكون الأمر "فخاً" متعمداً من الجانب المصري، لم ينتبه إليه الجانب الجزائري الذي رتب أجندة الزيارة.

وذهب هؤلاء إلى أن الرئيس تبون تعرّض لـ"إحراج سياسي" عندما تمت برمجة زيارته إلى قبر الجندي المجهول لوضع إكليل من الورود، لأنه يتواجد بالقرب من قبر السادات، بحيث لم يكن ممكناً للرئيس تبون رفض وضع إكليل على قبره.

وعبّر معمر حبار عن رفضه للزيارة بقوله: "لا يمكنني بحال أن أبرّر زيارة رئيس الجمهورية الجزائرية، عبد المجيد تبون، لقبر السادات، ومهما كانت الأسباب، لأنّي أرفض بشدّة كلّ أشكال التطبيع ولو كانت مثقال ذرة. وزيارة قبر السادات من مظاهر التطبيع التي ترفضها الجزائر، ويرفضها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون".

ونشر الناشط عبد السلام بوديسة تغريدة يتساءل فيها عن سبب "زيارة تبون قبر السادات دون قبر جمال عبد الناصر، علماً أن الرئيس الراحل هواري بومدين مات ولم يغفر للسادات فعلته في كامب ديفد؟"، بحسب تعبيره.

واعتبر محمد ميساوي أن "الزيارة قد تكون ناتجة عن خطأ بروتوكولي"، وعلق على موجة الرفض لزيارة الرئيس تبون قبر الرئيس السادات، عوض الوقوف على ضريح عبد الناصر، بقوله: "أليس متعارفا عليه أن البرنامج البروتوكولي يتم تخطيطه من طرف البلد المضيف باستشارة للبلد الضيف؟ هل كان مستساغا ومقبولا للذين برمجوا الزيارة أن يرفضها الجانب البروتوكولي الجزائري؟".

وعاد ميساوي ليتساءل: "ما المانع من الزيارة؟ وما مقدار الضرر فيها بالنظر لما افتك من توافقات وتفاهمات؟".

وبالنسبة لعامر محمد، فـ"أنور السادات هو أول المطبعين مع إسرائيل". وتابع أن "رمزية زيارة رئيس دولة إلى قبر أحد رؤساء ذلك البلد لها دلالة خاصة، وهي تعبر عن التوجه السياسي للرئيس الضيف، اللهم إذا كان ذلك من "دسائس البروتوكول المصري" الذي يكون وراء تنظيم تلك الزيارة نظراً لوجود قبر أنور السادات بجانب قبر الجندي المجهول، أو هو رسالة من الجزائر مفادها لسنا ضد الدول المطبعة، ولكن لا تطلبوا منا التطبيع الآن"، وفق قوله.

المساهمون