العراق يلاحق شبكات ومكاتب الهجرة غير القانونية

العراق يلاحق شبكات ومكاتب الهجرة غير القانونية

27 يناير 2022
وصول مهاجرين عراقيين إلى مطار مينسك لإعادتهم إلى العراق (Getty)
+ الخط -

قال مسؤول عراقي رفيع في بغداد، لـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس، إنّ فريقاً أمنياً مشتركاً من جهازي المخابرات والأمن الوطني، بالتعاون مع وزارة الخارجية وحكومة إقليم كردستان، يتولّى ملاحقة شبكات ومكاتب سفر أوهمت عراقيين وغرّرت بهم للسفر بدواعي الهجرة، مقابل مبالغ مالية، ليجدوا أنفسهم عالقين على الحدود مع دول أوروبية رفضت دخولهم.

وتواصل الحكومة العراقية، منذ نحو شهرين، جهود إعادة مواطنيها العالقين على الحدود البيلاروسية مع دول بولندا وليتوانيا، وأعلنت أخيراً إجلاء أكثر من 4 آلاف منهم وإعادتهم إلى البلاد، مُتّهمة السلطات البيلاروسية بإساءة معاملة العراقيين واستغلالهم في الصراع الحالي بينها وبين دول الاتحاد الأوروبي، في وقت أكدت فيه تعليق الرحلات بين بغداد ومينسك بشكل كامل.

موجة الهجرة الأخيرة التي ترتبت عنها أزمة إنسانية على الحدود مع بيلاروسيا لم تكن منطلقة من العراق، إنما عبر دول أخرى وبشركات طيران غير عراقية

واليوم الخميس، قال مسؤول حكومي عراقي، لـ"العربي الجديد"، طالباً عدم الكشف عن هويته، إنّ فريق تحقيق أمنياً مشتركاً من جهازي المخابرات والأمن الوطني، بالتعاون مع وزارة الخارجية وحكومة إقليم كردستان، يواصل منذ أيام تحقيقات واسعة في ملف تورط شبكات تهريب ومكاتب سفر غير قانونية في أربيل وبغداد، وبالتنسيق مع آخرين في دمشق، في عمليات نقل عراقيين إلى بيلاروسيا وإيهامهم بالهجرة إلى أوروبا مقابل مبالغ مالية متفاوتة، مبيناً أن ذلك سبّب أزمة إنسانية كبيرة ووفاة مواطنين جرّاء عمليات النصب والخداع، ويدخل ضمناً بجرائم الاتجار بالبشر.

وكشف المسؤول ذاته عن إيقاف 5 عراقيين في إقليم كردستان وآخر في بغداد، وغلق مكتبين، مع استمرار التحقيقات، مؤكداً أن المعلومات المتوافرة تشير إلى تورط مكاتب سفر في دمشق مباشرةً بعمليات نقل العراقيين عبر عدة خطوط جوية منخفضة الكلفة بطريقة الترانزيت، بسبب إيقاف العراق الرحلات المباشرة إلى بيلاروسيا، مع توفير أوراق مزيفة تتعلق بشهادات مرتب وحساب بنكي وشهادة استمرارية في العمل، للحصول على تأشيرات سفر إلى دول أخرى.

وبين أنّ العراق قدّم معلومات للمسؤولين في الاتحاد الأوروبي حيال سلامة إجراءاته المتعلقة بالسفر الرسمي عبر مطاراته الدولية لمواطنيه إلى الخارج، وأن موجة الهجرة الأخيرة التي ترتبت عنها أزمة إنسانية على الحدود مع بيلاروسيا لم تكن منطلقة من العراق، بل عبر دول أخرى، وبشركات طيران غير عراقية.

والأسبوع الماضي، قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، إنّ بلاده أعادت 4 آلاف لاجئ عالق على حدود الاتحاد الأوروبي.

وذكر بيان للوزارة عقب لقاء وزير الخارجية فؤاد حسين، في العاصمة البلجيكيّة بروكسل، مع نائب رئيس المُفوضية الأوروبيّة، مارغريتيس شيناس، أنه "جرت مناقشة ملف هجرة الآلاف من العراقيين إلى الدول الأوروبية خلال العام الماضي، وجُهُود الحكومة العراقيّة في التعامل مع مسألة الهجرة، وجهود إعادة العراقيين العالقين على حدود عدد من الدول الأوروبية، منها بيلاروسيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا"، مؤكداً "تمكن العراق من إعادة حوالى 4000 مواطن بواسطة 10 رحلات خاصة نظمتها الخطوط الجويّة العراقيّة، بالتعاون مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

والشهر الماضي، أكد وكيل وزارة الهجرة العراقية كريم النوري، تعرض العراقيين العالقين على حدود بيلاروسيا وبولندا لانتهاكات من قبل السلطات الأمنية هناك.

وأضاف النوري، في تصريحات للصحافيين ببغداد، أن "الصراع السياسي بين بيلاروسيا والاتحاد الأوروبي يجب ألا ينعكس على العراقيين، ونطالب بتطبيق المعايير الدولية ومعايير حقوق الإنسان مع العراقيين العالقين بين البلدين".

وأضاف أن "هناك عصابات بمساعدة الحكومة البيلاروسية تدفع العراقيين نحو المجهول للضغط على الاتحاد الأوروبي"، وتابع: "هناك تصرفات خارجة عمّا نسمعه من المعايير الدولية وحقوق الإنسان، وقد استُخدِمَت الكلاب البوليسية والرصاص الحي ضدّ المهاجرين العراقيين"، متهماً السلطات البيلاروسية بأنها "تمارس أساليب بوليسية ضد العراقيين، وتمنحهم تأشيرة دخول ويُضغَط عليهم بعدم العودة، وهم بين الضغط البولندي ومنع الرجوع من الجانب البيلاروسي".

وطالب النوري الصليب الأحمر بمنع "أن يكون العراقيون ورقة ضغط بيلاروسية على الاتحاد الأوروبي".

وقبل أيام، استعاد العراق جثامين عدد من مواطنيه غرقوا عندما كانوا على متن مركب، قرب جزيرة يونانية في بحر إيجه قبل أسبوعين.

واعتبر الناشط الحقوقي وعضو منظمة "دعم" في إقليم كردستان شمالي العراق، كاميران أحمد، أنّ الإجراءات العراقية التي تتخذها بغداد وأربيل "لا يمكن أن توقف الهجرة".

وأضاف أحمد لـ"العربي الجديد" أن ملاحقة شبكات ومكاتب السمسرة "أمر جيّد، لكن الحقيقة أن على الحكومة أن توفر للشبان حياة ومستقبلاً يليق بهم"، وتسأل: "لماذا يخاطرون ويركبون البحر أو يمضون أشهراً بالخيام على حدود أوروبا ويتركون بلادهم؟"، معتبراً أن "الحكومة لا معالجات لديها، سوى أنها تعيد من ذهب منهم وفشل بتحقيق طموحه، وتشدد إجراءات السفر إلى الدول الأوروبية والقريبة من أوروبا".

المساهمون