تشهير الإعلام الصهيوني يدفع جامعة لتعليق أعمال شهد أبو سلامة

تشهير الإعلام الصهيوني يدفع جامعة بريطانية لتعليق أعمال شهد أبو سلامة

24 يناير 2022
تشدد شهد على ضرورة مقاومة الحملة التي تطاولها (فيسبوك)
+ الخط -

تتعرض شهد أبو سلامة، الفتاة الفلسطينية المقيمة في بريطانيا، لهجوم متجدّد من قبل الإعلام الصهيوني احتجاجاً على تعيينها أخيراً محاضرة مشاركة في جامعة شيفيلد هالام (SHU).

ويبدو أنّ نضال شهد الفكري اللاعنفي يثير غضب الإعلام الصهيوني. وهي التي قدمت حديثاً أطروحة دكتوراه حول التمثيل التاريخي للاجئين الفلسطينيين في الأفلام الوثائقية والاستعمارية والإنسانية والفلسطينية من عام 1917 إلى 1993.

وتقول شهد في حديثها لـ"العربي الجديد": إن "حملة التشهير الصهيوني تنضم إلى نمط تاريخي، حيث تسيطر الرواية الصهيونية الاستعمارية، وتحظى دائماً بامتياز على روايات المظلومين"، وتلفت إلى أنها لم تتعامل على الإطلاق مع الصحافة الصهيونية، التي شنّت حملة ضدها سابقاً أيضاً، تجاوزت كل معايير مهنة الصحافة".

وتضيف: "حاولت صحيفة "ذا جويش كرونيكل (The Jewish Chronicle)" هذه المرّة التواصل معي، ومنحتني مهلة 24 ساعة للرد على اتّهاماتها. إلا أنني فضّلت عدم الرد لأنهم يتناولون القضية من زاوية اتّهام وليس للاستفسار".

وتؤكد شهد أن: "هذه الحملة لا تهاجمني شخصياً، بل تحاول تقويض جميع القضايا التي أمثلها. لذلك من الضروري مقاومتها"، موضحة أنّ ما يصدمها ليس الهجمة الصهيونية، بل قرار الجامعة إيقافها عن التدريس من دون أن تتحدّث معها بتاتاً عن السبب. وأنها عرفت سبب قرار الجامعة من الإعلام الصهيوني، مع أنّها عضو في هذه الجامعة منذ أربع سنين، وكانت تدرّس فيها طوال هذه الفترة.

لا تنكر شهد أنّها تكافح لصالح القضية الفلسطينية، بل هي تعتز بإنجازاتها التي أدّت إلى هذا الهجوم عليها. وأحدث انتصاراتها هو مشاركتها بشكل فعّال في حملة ضد إحدى أكبر شركات الأسلحة الإسرائيلية "إيلبت سيستمز" (Elbit Systems)، التي بالفعل تم إغلاق أحد فروعها في منطقة أولدهام، بريطانيا، في أوائل يناير/كانون الثاني من هذا العام.

وتروي شهد ما حصل: "كنت في الميدان مع المتظاهرين، وطالبنا بإغلاق شركات الأسلحة التي تجني بلايين الدولارات من خلال قتلنا في فلسطين... هم بالتأكيد غاضبون من هذه النجاحات التي نحققها كحركة عالمية تناصر قضية فلسطين، ويجرون خلفي لعرقلة هذه الإنجازات، وللتغطية على جرائم الاحتلال المستمرة في الشيخ جراح، والنقب، وبيتا، وغزة. أنا عشت هذه الجرائم، عشت مليون حرب في غزة، وُلدت خلال الانتفاضة الأولى وكبرت خلال الانتفاضة الثانية".

ووجّهت شهد رسالة تطلب فيها دعمها ضدّ قرار الجامعة، ومما جاء فيها: "تبعني بعضكم منذ ولادتي بمدافع إسرائيلية صُوّبت إلى بطن أمي حليمة وجدتها التي ساعدتها وهي تحمل فانوساً في إحدى يديها، وراية بيضاء في الأخرى، خوفاً من العواقب المميتة لخرق حظر التجول العسكري الذي كان مفروضاً آنذاك في مخيم جباليا. تبعني آخرون منذ نشاطي في غزة الذي عبّرت عنه في كتابات المقاومة، واللوحات، ورقص الدبكة، على أمل تقريب الفلسطينيين من تحقيق الحرية والعدالة والمساواة والعودة... كلاجئة من الجيل الثالث، وابنة لسجين سياسي سابق تحمّل 15 عاماً من المقاومة أسيراً في السجون الإسرائيلية".

وتتابع: "استثمرت سنوات دراستي الجامعية في كفاح الأسرى الفلسطينيين، وفضح الجرائم الإسرائيلية بأي وسيلة كانت، في وجه الفشل الدولي في محاسبة إسرائيل. منذ أن غادرت غزة لمتابعة تعليمي العالي في أكتوبر/تشرين الأول 2013، كنت إحدى أعلى الأصوات المدافعة عن فلسطين وغيرها من القضايا المناهضة للعنصرية أينما وجدت. أحصل على دعم قانوني من مركز الدعم القانوني الأوروبي (ELSC)، ومن مجموعة من الأشخاص اللامعين والأكاديميين والناشطين المناهضين للعنصرية، ومنهم أندرو فينشتاين، ابن أحد الناجين من المحرقة وعضو سابق في البرلمان في عهد نيلسون مانديلا، الذي وجّه رسالة دعم إلى إدارتي".

شهادة من ابن ناجٍ من الهولوكوست

وأشار فينشتاين في خطابه إلى أنّه أيضاً ابن أحد الناجين من المحرقة، وأنّه فقد 39 فرداً من عائلته في أوشفيتز وتيريزينشتات. وكان أول شخص يقدم اقتراحاً في البرلمان حول إحياء ذكرى المحرقة في جنوب أفريقيا. كذلك، أكّد أنّه لطالما تأثر بشدة بفكر وشغف والتزام وإنسانية شهد ومناهضتها للعنصرية، من منطلق معرفته بها لأربع سنوات.

ووصف فينشتاين شهد بأنها صوت مهم في القضايا العالمية لمكافحة العنصرية، وبشكل أكثر تحديداً في الحقوق الفلسطينية. كما شدّد على أنه، خلال السنوات التي عرفها بها، لم يسمع في الخطابات التي ألقتها، أو في منشوراتها على وسائل التواصل الاجتماعي، أو في أي محادثات، ما يمكن أن تفسيره بأنه معادٍ للسامية أو عنصري.

وكتب أن اتهام شهد بمعاداة السامية هو محض نفاق وأنّ لا أساس لهذا الادعاء، بل هو يعكس عدم تسامح هذه الصحافة مع أي انتقاد لإسرائيل ومعاملتها للشعب الفلسطيني؛ هذه الأنواع من الاتهامات، التي تحاول مساواة النقد المشروع لإسرائيل بمعاداة السامية، خطيرة، لأنها، برأيه، تخنق الحوار المفتوح وحرية التعبير عن انتهاكات حقوق الإنسان التي تُرتكب، وتهدف إسرائيل إلى إسكات الأصوات الفلسطينية المشروعة، وتقويض ما هو حقيقي وضروري للغاية.