زيد مصطفى.. مواويل وحكايات من الجنّة
في عام 2015، تأسّست فرقة "مسرح عالخشب" من مجموعة من المسرحيين الأردنيين بهدف نشر الوعي بأهمية المسرح في حياة مجتمعاتنا المحلية عبر وضع الدراسات والآبحاث الفنية، وإصدار نشرات مسرحية وفنية وإنتاج الأعمال الفنية المسرحية والموسيقية والسينمائية.
بدأ أعضاء الفرقة عملهم قبل إنشاء الفرقة بعدّة سنوات، حيث قدّموا مسرحيات مثل "طقوس الإشارات والتحولات" عن نص لسعد الله ونوس، و"بروفة جنرال لأكبر القروش الثلاثة" عن نص لبرتولد بريخت، و"هاملت بعد حين" التي تستند إلى نصين، أولهما لشكسبير والآخر لممدوح عدوان.
"حدث في الجنة"، عنوان العمل الذي تعرضه الفرقة عند السابعة من مساء السبت المقبل على خشبة "مسرح الشمس" في عمّان، من تأليف وإخراج زيد خليل مصطفى، والذي عُرض لأوّل مرة ضمن فعاليات الدورة الثامنة والعشرين من "مهرجان الأردن المسرحي" في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
يشارك في التمثيل كلّ من خليل مصطفى، مرام أبو الهيجاء، مروان حمارنة، نهى سمارة، هند حامد، سنابل ضمرة وباسم الحمصي، وقام بتصميم الإضاءة ماهر جريان، وتأليف موسيقي باسم الحمصي، وهندسة صوت سيف الخلايلة، وتصميم وتنفيذ الأزياء والإكسسوار محمد السوالقة.
يفتتح العرض بمشهد لامرأة تطحن وأمامها جاروشتها المفترضة، وأخرى تقطع الملوخية، وثالثة تمسك مبخرتها، وبالقرب منهن طفلة تلعب الحجلة قبيل وقوع الحرب، على إيقاع مواويل شعبية من التراث الفلسطيني، مثل "يا ظريف الطول"، و"عالأوف مشعل"، لتتتالى الحكايات المستلة من واقع المجتمع قبل النكبة عام 1948، وصولاً إلى اليوم.
يشير تقديم المسرحية إلى أن السياق الدرامي يعالج خطاباً يتوازى السياسي فيه مع الاجتماعي بأسلوب درامي يبتعد عن طرح الشعارات، فيحاكي ذاكرة المتفرج من خلال حكاية شعبية لأربع نساء يعانين من فقد ابن وزوج وأخ وأب كل منهن، ويحتفلن بذكرياتهن مع ذلك الذي لم يقف لحظة واحدة عن تكوين شخصيته المثقفة والمتسلحة بكل إمكانات الوعي التي تؤهله، وبالتالي تؤهلهن للاستمرار والمضي قدما في مسيرة المقاومة والتحرير بعد استشهاده لهذه الغاية.
ويشتبك الحياتي اليومي الذي نعيشه في ظل ما حدث ويحدث الآن مع الموروث الشعبي، في محاولة لإبراز الصراع الاجتماعي والسياسي الذي يخوضه الشعب الفلسطيني منذ أكثر من ثلاثة وسبعين عاماً من خلال استحضار جملة من الاستعارات ذات الدلالة.
