استنفار عراقي أمني على الحدود مع سورية تحسباً لتسلل "داعش"

استنفار عراقي أمني على الحدود مع سورية تحسباً لتسلل "داعش"

23 يناير 2022
عززت القوات العراقية انتشارها على الحدود السورية (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -

عززت القوات العراقية وجودها على حدودها الشمالية الغربية المحاذية لمناطق دير الزور والحسكة السورية، وذلك بالتزامن مع هروب العشرات من مسلحي تنظيم "داعش" من سجن في مدينة الحسكة.

وأكدت مصادر عسكرية عراقية وشهود عيان في محافظة نينوى، لـ"العربي الجديد"، أن وحدات عسكرية من الفرقة 20 في الجيش العراقي وصلت، أمس السبت، إلى الشريط الحدودي، وعززت مناطق الانتشار، بالإضافة إلى تحليق طيران مسير ومروحي فوق المنطقة.

لم يستبعد مسؤول عراقي تنفيذ غارات داخل سورية في حال رصد أي تحرك لعناصر داعش

وخلال الفترات الماضية، أجرت القوات العراقية عمليات عسكرية متتابعة لضبط أمن الحدود مع سورية، ضمن محافظتي الأنبار ونينوى. وتضمنت نشر وحدات عسكرية واستبدال أخرى، ونصب أبراج وكاميرات مراقبة، وغير ذلك من الإجراءات. كما نفذت عمليات عسكرية، بإسناد من الطيران العراقي، لمنع عمليات تسلل.

تعزيزات للحدود السورية لمنع تسلل "داعش"

وقال مسؤول عسكري عراقي في قوات حرس الحدود ــ المنطقة الثانية المسؤولة عن الملف الحدودي مع سورية، لـ"العربي الجديد"، إنّ "أوامر عليا صدرت من بغداد لتعزيز الوجود العسكري على الحدود العراقية السورية. ووصلت وحدات عسكرية إضافية إلى المنطقة مع معداتها، بمهمة يرتبط توقيتها الزمني بتطورات الأوضاع الأمنية على الجانب السوري".

وبين أن "هذه الإجراءات اتخذت لمواجهة تداعيات هروب قيادات وعناصر تنظيم داعش من سجن الحسكة. وهناك احتمال كبير لقيامهم بمحاولة التسلل للعراق، إذ إن كثيراً منهم عراقيون، بالإضافة إلى إمكانية تخفيهم داخل التضاريس العراقية".

وأشار إلى أن "حالة الطقس الحالية والضباب والأمطار عامل في صالح عناصر التنظيم، لذا الجهد البشري يبقى عاملاً حاسماً في مواجهة الأزمة الحالية". ولم يستبعد تنفيذ سلاح الجو العراقي عمليات قصف داخل الأراضي السورية المحاذية للعراق في حال رصد أي تحرك لعناصر "داعش".

وأكد شهود عيان، لـ"العربي الجديد"، وصول قوات إضافية إلى ربيعة والبعاج والمعبر ومفرق العيد، ومناطق أخرى قرب فيشخابور، وكلها مناطق حدودية مع سورية تحاذي الحسكة ودير الزور مع محافظة نينوى.

خطط لمنع أي تسلل لعناصر "داعش" إلى العراق

وفي السياق، قال المتحدث باسم قيادة العمليات العراقية المشتركة اللواء الركن تحسين الخفاجي، لـ "العربي الجديد"، إن "القوات العراقية تنتشر على الحدود بشكل مناسب لمواجهة أي محاولات تسلل". وبين أنه بالإضافة إلى الوجود العسكري، فإن الخندق الذي جرى حفره أخيراً يعتبر إنجازاً كبيراً في تأمين الحدود.

وبين الخفاجي أن "قواتنا على الحدود في حيطة وحذر دائم، خصوصاً في ظل الأجواء المناخية الحالية، التي دائماً ما يسعى عناصر تنظيم داعش الإرهابي إلى استغلالها لشن هجماته. ولهذا فإن هناك خططاً وضعت للتعامل مع الظرف الحالي لمنع أي تسلل".

وأكد القيام بـ"عمليات تعزيز للقوات الأمنية العراقية على الحدود مع سورية، لمنع أي خروقات قد تحصل". وحذر من وجود توجيهات باستخدام القوة المميتة لأي تحركات مشتبه بها على الحدود العراقية السورية.

تحسين الخفاجي: توجيهات باستخدام القوة المميتة لأي تحركات مشتبه بها على الحدود العراقية السورية

ومنذ مطلع مايو/ أيار الماضي، بدأت القوات العراقية بحفر خندق، بعرض 3 أمتار وعمق بنفس المسافة، يفصل بين حدود البلدين. كما تم تزويد المنطقة بأبراج وأسلاك شائكة وكاميرات مراقبة، لمنع عمليات التسلل.

وقال القيادي في وحدات "الحشد العشائري"، بمحافظة الأنبار، قطري العبيدي، إنّ "القطعات العسكرية بمختلف صنوفها عززت، منذ فجر السبت، من وجودها قرب الحدود العراقية السورية، خشية من محاولات تسلل لعناصر تنظيم داعش إلى الأراضي العراقية، أو شن هجمات على قواتنا هناك، خصوصاً بعد هروب سجناء من الحسكة، وتصاعد أعمال التنظيم داخل سورية وقرب الحدود".

وبيّن العبيدي أن "التعزيزات العسكرية لم تشمل الحدود العراقية السورية فقط، وإنما شملت جميع قواطع العمليات في الصحراء، التي ما زالت فيها حواضن وخلايا لداعش. كما أن هناك توجيهات جديدة بشن عمليات شبه مستمرة بالصحراء الغربية لتعقب بقايا التنظيم".

وأشار إلى مشاركة "الحشد الشعبي والحشد العشائري، مع الجيش وقوات حرس الحدود في الإجراءات الجديدة على الحدود، بغطاء من الطيران العراقي".

من جهته، وصف كمال الحسناوي، نائب زعيم جماعة "حركة الأبدال"، أحد الفصائل المسلحة الحليفة لإيران في العراق، في حديث مع "العربي الجديد"، الوضع في مدينة الحسكة بأنه "تهديد حقيقي للوضع في العراق".

وبحسب الحسناوي فإن "الحشد الشعبي ينتشر على الشريط الحدودي السوري، لدعم وإسناد القوات العراقية، خصوصاً أن هذا الشريط يحتاج إلى قوات كبيرة لغرض تأمينه بشكل جيد وكامل، لمنع أي تسلل".

أحمد الشريفي: تأمين الحدود بشكل جيد يحتاج إلى تكثيف الطلعات الجوية

وأعرب عن اعتقاده بأنّ "هناك مشروعاً مدعوماً من قبل الولايات المتحدة الأميركية ودول أخرى، يريد إعادة تفعيل وتنشيط تنظيم داعش في سورية والعراق. وتهريب السجناء من الحسكة بداية هذا المشروع، وكذلك تفعيل خلايا داعش في العراق من خلال ارتكاب مجازر بحق القوات العراقية وآخرها في ديالى".

وأضاف الحسناوي: "لهذا يجب التصدي لهذا المشروع الخطير، من خلال تكثيف الوجود العسكري عند الحدود، إضافة إلى تفعيل الجهد الاستخباراتي، واستمرار عمليات ملاحقة خلايا داعش في جميع المدن العراقية".

تأمين الحدود السورية العراقية ليس سهلاً

وقال الخبير في الشأن الأمني العراقي أحمد الشريفي، لـ"العربي الجديد" إنّ "القادة الأمنيين العراقيين يدركون أنّ أيّ تراخٍ على الحدود مع سورية يعني دخول عناصر من تنظيم داعش إلى العمق العراقي. ومع ذلك، فإنّ قضية تأمين الحدود بين الجانبين ليست سهلة، خصوصاً عند الحديث عن توفير قوات على الأرض كافية لتغطية كل هذه المساحات الكبيرة في الصحراء، سواء من الجهة الغربية أو الشمالية".

واعتبر أنّ "تأمين الحدود بشكل جيد، يحتاج الى تكثيف الطلعات الجوية لطيران الجيش والطيران المسير، بهدف مراقبة ما يجري داخل العمق السوري، وإحباط أي تحرك لعناصر التنظيم، قبل وصولهم الجزء العراقي من الحدود". 

وأكد أنّ "التشديد الأمني يجب أن يكون عالي المستوى في الليل. فهذه الأجواء، خصوصاً الضبابية، يستغلها التنظيم في تحركاته، كما حصل في محافظة ديالى أخيراً".

ويُعدّ ملف الحدود العراقية مع سورية، التي تمتد لأكثر من 600 كيلومتر، أحد أبرز الملفات الأمنية التي تواجهها البلاد، إذ تسبب كثيراً في عمليات تسلّل لمسلحي التنظيم، لشنّ عمليات واعتداءات إرهابية يذهب ضحيتها مدنيين وأفراد أمن.

تقارير عربية
التحديثات الحية

المساهمون