إلزا سوارس: البرازيل تودّع "مغنّية الألفية"

إلزا سوارس: البرازيل تودّع "مغنّية الألفية"

22 يناير 2022
إلزا سوارس في 1999 (Getty)
+ الخط -

"مغنّية الألفية"، هكذا تدعى الفنانة إلزا سوارس، التي رحلت عن عالمنا أوّل أمس، في بلدها البرازيل، وهي تسمية تحمل مبالغة بلا شك، لكنها تعبّر عن علاقة خاصة تنشئها الجماهير مع فنانات بعينهنّ، مثل إديت بياف الفرنسية أو أم كلثوم المصرية.

عن 91 عاماً، رحلت سوارس (1930 - 2022) تاركة أكثر من ثلاثين ألبوماً أبرزها: "A Bossa Negra" الذي صدر في 1961، و"Beba-me"، و"Do Cóccix Até O Pescoço"، وتميّزت خصوصاً بحضورها السنوي في كارنفال ريو دي جانيرو، ولعلّه الإطار الذي منحها فرص الانتشار عالمياً.

وُلدت سوارس وعاشت في ريو. عاشت طفولتها في أحد الأحياء القصديرية في زمن قيل فيه بأن مغادرة "الفافيلا" يمرّ عبر كرة القدم بالنسبة إلى الذكور، وبيع الجسد بالنسبة إلى الفتيات. لا أحد كان يفكّر في الفن كمصعد اجتماعي، حتى إلزا ذاتها لم يخطر على بالها أن ترنيماتها وهي تشتغل في مصنع للصابون يمكن أن تتحوّل إلى مادة فنية.

تذكر إلزا، كلما تناولت سيرتها، أن والدها أجبرها على الزواج في عمر الثالثة عشرة. وحين بلغت العشرين كانت قد أنجبت طفلاً كل عام. رحل زوجها كما مات قبله رضيعان لها. اعترفت إلزا مرّة في التلفزيون بأنها كانت مضطرة لسرقة المأكولات كي تعيل صغارها.

خرجت سوارس من هذه الوضعية حين تعرّفت على لاعب كرة القدم الشهير غارينشا، والذي كان ابن الأحياء القصديرية هو الآخر، وحين أُتيح لها الاحتكاك بدوائر اجتماعية أوسع سرعان ما جرى الانتباه لعذوبة صوتها.

في 1960، زار فنان الجاز الأميركي لويس أرمسترونغ البرازيل ووجد في صوت إلزا سوارس مادة جيّدة للتعاون معه. رفضت أن تغادر معه إلى الشمال، ولكن لفتة أرمسترونغ كانت كافية لتحظى باهتمام المنتجين والإعلاميين.

بدأت سوارس من اللون الفني الأكثر انتشاراً في البرازيل؛ السامبا، لكنها انفتحت طوال مسيرتها على مساحات أخرى، ونجحت خصوصاً في خلط السامبا بالجاز والموسيقى الإلكترونية. أما على مستوى الثيمات، فقد كان الاحتفال بالحياة محور معظم كلمات أغانيها، ومن خلالها كانت تمرر انتقادات ضد القمع والتمييز، كما حضرت النبرة النسوية في أعمالها بشكل واضح منذ التسعينيات.

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون