نافالني على غلاف "تايم": الرجل الذي يخشاه بوتين

نافالني على غلاف "تايم": الرجل الذي يخشاه بوتين

22 يناير 2022
اعتقل نافالني العام الماضي لدى عودته من ألمانيا (ألكسندر نيمينوف/فرانس برس)
+ الخط -

حصلت المعارضة الروسية على دفعة من الدعم المعنوي بنشر صورة المعتقل أليكسي نافالني على غلاف مجلة "تايم" الأميركية تحت عنوان "الرجل الذي يخشاه بوتين"، في مؤشر لتحوله إلى أحد أبرز الوجوه السياسية الروسية على مستوى العالم.

وجاء نشر صورة نافالني على غلاف "تايم" والحوار معه داخل المجلة بالتزامن مع حلول ذكرى مرور عام على عودته إلى روسيا، في 17 يناير/كانون الثاني عام 2021، من ألمانيا، حيث تلقى العلاج من التسميم بغاز أعصاب يشتبه أنه ينتمي إلى مجموعة "نوفيتشوك" سوفييتية المنشأ. اعتقل نافالني لدى وصوله إلى المطار في روسيا، وسجن بذريعة انتهاك نظام أداء الحكم بالسجن مع وقف التنفيذ في قضية "الاختلاس" في شركة "إيف روشيه"، الصادر بحقه عام 2014.

وفي هذا الإطار، يعتبر عضو المجلس الإقليمي لحزب "يابلوكو" الليبرالي المعارض في موسكو، أليكسي كرابوخين، أن نشر صورة نافالني على غلاف مجلة عريقة مثل "تايم" يعكس عودة قضايا المعارضة الروسية وانتهاكات حقوق الإنسان في روسيا إلى الأجندة الدولية، مقللاً في الوقت نفسه من واقعية الإفراج عن نافالني طالما بقي الرئيس الروسي الحالي فلاديمير بوتين على رأس السلطة.

ويقول كرابوخين لـ"العربي الجديد": "يعني نشر صورة نافالني على غلاف تايم أنّه أصبح ثاني أشهر سياسي روسي بعد بوتين، الذي سبق أن وضعت صورته على غلاف المجلة نفسها مراراً. هذه إشارة واضحة للسلطة الروسية، لكنّ أذرعها الدعائية ستستثمرها للترويج لروايتها بأن نافالني عميل غربي. عاد نافالني إلى بلده قبل عام، ومنذ ذلك الحين، تغيرت روسيا كثيراً، إذ شددت قبضة السلطة عبر إعلانها عدداً من وسائل الإعلام المستقلة الرائدة عميلة للخارج، وملاحقة المعارضين وحتى ذويهم، وتشديد لهجة خطاب العسكرة تجاه أوكرانيا".

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by TIME (@time)

مع ذلك، يقلل من فاعلية السياسات الغربية لدعم المعارضة الروسية. ويؤكد: "من الواضح أنّ نافالني سيبقى معتقلاً طالما يتولى بوتين رئاسة روسيا، وتساهل الغرب الذي يستهدف بعقوباته جنرالات غير معروفين لا يسافرون ولا يملكون أرصدة في الخارج، بدلاً من فرض عقوبات على بوتين وطبقة الأوليغارشيا المحيطة به. في حال أقدمت روسيا على التدخل المباشر في أوكرانيا، فستشدد العقوبات الاقتصادية على روسيا، ما سيترجم حتماً بمزيد من تراجع قيمة عملتها، الروبل، وإفقار السكان، بينما يستمر التعامل مع بوتين واستقباله كزعيم عالمي".

من جهته، وصف المحلل السياسي عباس غالياموف نشر حوار نافالني مع المجلة الأميركية بأنّه "حدث مهم"، مشككاً في الوقت نفسه في أنّه سيحدث تغييراً جذرياً في الأجندة السياسية الروسية. وقال غالياموف، في حديث لقناة "دوجد" الروسية ذات التوجهات الليبرالية المعارضة والمصنفة في روسيا "عميلة للخارج": "عموماً، من النادر أن يكسر حدث واحد التوجهات. سيساهم هذا الحدث في استمرار التوجهات التي شهدنا في الفترة الأخيرة نحو تعزيز موقع نافالني، الذي ذكرنا بأن أحداثاً سابقة كثيرة تدل على أنه أصبح شخصية سياسية مخضرمة على هذا النطاق".

ولفت إلى أنّ محاولات الكرملين تقديم نافالني على أنّه شخص "بلا اسم" تبدو ردة فعل غير طبيعية، مضيفاً: "من جانب بوتين، يبدو ذلك وكأنه عناد كبار السن، عندما يخبئ الشخص رأسه في الرمل هرباً من الحقائق المزعجة، ويواصل إنكار ما هو بديهي".

وخلص المحلل السياسي إلى أنّ نافالني قد يصبح أهم ممثل للشعب الروسي على الساحة الدولية في حال استمرار تصاعد النزاع على الحدود مع أوكرانيا، مرجحاً أن المعارض قد يحصل على جائزة نوبل للسلام في العام المقبل.

وفي حال تحققت هذه التوقعات، فستحصل شخصية روسية على جائزة نوبل للسلام للعام الثاني على التوالي، بعد منحها لرئيس تحرير صحيفة "نوفايا غازيتا" الليبرالية المعارضة دميتري موراتوف، العام الماضي.

وكانت مجلة "تايم" نشرت، في وقت سابق من يناير/كانون الثاني الحالي، صورة لنافالني على غلافها وحواراً معه، بمناسبة ذكرى عودته إلى روسيا واعتقاله، ووصفته بـ"الرجل الذي يخشاه بوتين". وعلى مدى بضعة أشهر، استمر الصحافي في "تايم" سيمون شوستر في تلقي الإجابات مكتوبة بخط اليد من نافالني عبر أنصاره، ليخرج بحوار مطول معه يتناول طيفاً واسعاً من القضايا، بما فيها مخاوف بوتين ورؤية المعارض لكيفية زيادة الضغوط على الكرملين من الداخل والخارج لإحداث انقسامات في النخب المحيطة بالرئيس. كما يتناول الحوار تصاعد الوضع على الحدود الروسية الأوكرانية، وسط اعتقاد نافالني، في آخر رسالة إلى المجلة قبل نشر الحوار، أنّ الغرب "يقع في مصائد بوتين البدائية"، مرة تلو الأخرى، بقبول الولايات المتحدة أجندة بوتين وعقد المحادثات مع روسيا حول نشر الأسلحة الأميركية في أوروبا الشرقية وتوسع حلف الناتو، بدلاً من تجاهل دعواته.

المساهمون