ليليان شعيتو ضحية انفجار بيروت تخوض معركة العلاج في الخارج

ليليان شعيتو ضحية انفجار بيروت تخوض معركة العلاج في الخارج

20 يناير 2022
تسعى ليليان للحصول على إذن بالسفر إلى الخارج لمتابعة علاجها (فيسبوك)
+ الخط -

من على سرير المستشفى، تخوض اللبنانية ليليان شعيتو، المنهكة جسدياً ومعنوياً، معركة تلوَ الأخرى منذ إصابتها في انفجار مرفأ بيروت يوم الرابع من أغسطس/آب 2020، أحدثها سعيها للحصول على إذن بالسفر إلى الخارج، بُغية العلاج بعد مواجهة دخول الرأي العام على خطّها لرؤية طفلها الذي أعطي للوالد حق حضانته.

وعادت قضية ليليان إلى الواجهة، اليوم الخميس، من بوابة عدم تجاوب المحكمة الجعفرية حتى الساعة مع طلب العائلة تسلّم جواز سفر ابنتهم ومنحها الإذن بالسفر إلى تركيا مبدئياً للعلاج الفيزيائي، فهناك مركز متخصص بحالات الإصابات الدماغية.

وتعدّ المحكمة الجعفرية القيّم الشرعي على ليليان، بحكم القرار الذي أصدرته في يناير/كانون الثاني 2021، بعدما تفاعلت القضية إعلامياً وشعبياً، وترافق مع منع سفر الطفل علي بعدما كان والده ينوي تسفيره إلى الخارج، والسماح لعائلة الأم برؤيته أربع ساعات يومياً بهدف تقريبه من والدته المريضة.

وتؤكد مصادر من عائلة شعيتو، لـ"العربي الجديد"، أنّ "المحكمة الجعفرية هي الوصية على ليليان وتقرر كل شيء يخصها، وذلك بفعل دعوى الحجر التي سارع زوجها إلى رفعها ضدها بعد إصابتها من جراء الانفجار ودخولها في غيبوبة كاملة، وبالتالي لا يمكنها السفر إلا بموافقة المحكمة، من هنا المطالبة اليوم بمنحها حق العلاج في الخارج، وكذا ورؤية طفلها الذي لم يزرها حتى الساعة في المستشفى، حيث ترقد نتيجة رفض الزوج إحضاره بذريعة كورونا، متجاوزاً قرار المحكمة، الأمر الذي يؤثر عليها كثيراً، حيث بدأت علاجاً نفسياً بسبب ذلك، كونها تجهش بالبكاء وتتأثر جداً كلما شاهدت طفلاً على شاشة التلفزيون".

ولفتت المصادر إلى أن "ليليان رأت ابنها البالغ من العمر سنة وسبعة أشهر فقط عبر تقنية "الفيديو كول"، وذلك بعد سنة على الانفجار، ولم تتفاعل معه جيداً، فهي غير قادرة على الكلام، من هنا أهمية التواصل مع بعضهما ولقائهما مباشرة"، فضلا عن أن "العائلة لم ترَ الطفل علي أيضاً حتى اليوم".

وأكدت أن "حالة ليليان الصحية الجسدية في تحسّن، فهي على الرغم من أنها غير قادرة على الكلام حتى اليوم، لكنها باتت تتفاعل مع ما يجري حولها، وتتناول الطعام، وتحرك يدها ورجلها اليسرى، من هنا أهمية علاجها في الخارج الذي تعول عليه العائلة كثيراً لشفائها".

وتفاعل اللبنانيون كثيراً مع قضية ليليان التي لُقبت بـ"الأميرة النائمة"، التي استعادت وعيها بعد غيبوبة استمرت حوالي خمسة أشهر، لكنها ما تزال أسيرة الفراش، ودعموا قضيتها عندما حاول الزوج أخذ ابنه إلى أفريقيا حيث يعمل، وحرمان والدته من رؤيته، ولم يقف إلى جانبها عند إصابتها وخلال فترة علاجها، وهم اليوم يرفعون الصوت عالياً لمنحها جواز سفرها وتمكينها من السفر للعلاج.

وضجّت وسائل التواصل الاجتماعي بقصة ليليان العشرينية، التي أتت من أفريقيا حيث تعيش مع زوجها إلى لبنان في صيف 2020، وكانت تشتري له هدية عيد ميلاده في أحد أسواق بيروت التجارية لحظة وقوع الانفجار، الذي أودى بحياة أكثر من 200 شخص وجرح ما يزيد عن 6 آلاف شخص، ودمر جزءاً كبيراً من العاصمة، وهجّر أبناءها الذين خسروا منازلهم وأعمالهم.

وتقول الناشطة النسوية عليا عواضة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "ما يحصل مع ليليان نموذج لكيفية تعاطي المحاكم الجعفرية مع كل قضية تتعلق بالنساء، إذ لا تجارب إيجابية تسجل في هذا الإطار، وأنا أطلق عليها تسمية "مسلخ" من حيث طريقة تعاطيها مع القضايا، خصوصاً الطلاق والحضانة، حيث إن قراراتها لا تنمّ إلا عن تحيّز كبير للرجال وظلم تلحقه بالنساء".

وتشير عواضة إلى أن "ليليان هي ضحية تفجير وقع في بيروت وضحية إجرام السلطة، وبدل التعاطي مع قضيتها على أساس وطني باعتبارها مواطنة تعرضت لأبشع أنواع الظلم، ونجت بأعجوبة من الموت، وما تزال تصارع وتكافح لاستعادة عافيتها، نلحقها بظلم إضافي ونحاسبها على آثار إصابتها ووضعها الصحي وحرمانها وعائلتها أيضاً من رؤية الطفل علي، مع العلم أن هذا الحرمان لا ينعكس سلباً فقط على الوالدة، لأهمية وجوده إلى جانبها في علاجه، كما أكد الأطباء، بل أيضاً له تأثيرات سلبية كبيرة على الطفل ونفسيته، وهو بحاجة للتعرف على أمه".

المرأة
التحديثات الحية

وتلفت إلى أن "قرارات المحكمة الجعفرية دائماً ما كانت مجحفة بحق النساء، وهي تؤخذ بناء على قانون أحوال شخصية ظالم وقمعي قائم على التحيّز ضد المرأة، ويكرس بأحكامه السلطة الأبوية والتسلط الأبوي ضد النساء، وما يحصل مع ليليان لا يقبله أي ضمير إنساني، ويجب فوراً منحها جواز سفرها لمتابعة علاجها في الخارج وكذلك رؤية ولدها".

في المقابل، تنفي عائلة الزوج تقصيره بحق زوجته أو حرمانها وعائلتها من رؤية ابنها، رابطة سبب عدم اصطحابه إلى المستشفى للقائها بأسباب متصلة بكورونا.

في حين تعتبر كلام عائلة ليليان بمثابة ضغط إعلامي يمارس على المحكمة لإصدار قرار خاطئ متسرع، وفق ما نقلت وكالة "أخبار اليوم" عن لسان أحد أفراد عائلة الزوج.

المساهمون