مخطط مغربي لتجنب العطش

مخطط مغربي لتجنب العطش

20 يناير 2022
مغربيات يحملن الماء إلى منازلهن على عربات جر يدوية (Getty)
+ الخط -

يهدد نقص الموارد المائية بعض مناطق المغرب بنقص في مياه الشرب بسبب التراجع الحاد في مخزون المياه في بعض السدود بشكل خاص وتأخر تساقط الأمطار، وهو ما دفع الحكومة إلى إطلاق "خطة استعجالية" لتفادي العطش في هذه المناطق.

وتظهر بيانات وزارة التجهيز والمياه أنّ مخزون المياه في السدود لم يتجاوز 34.1%، مقابل 44.4% في الفترة نفسها من العام الماضي، حتى نهاية الأسبوع الماضي.

وتأخر تساقط الأمطار منذ بداية العام الحالي، إذ أفاد وزير الفلاحة محمد الصديقي، في تصريحات صحافية أخيراً، بأنّ التساقطات تراجعت بنسبة 61% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.

تراجع مخزون المياه

وتستنفر هذه الوضعية المنذرة بتراجع مخزون المياه خلال العام الجاري وزارة التجهيز والمياه، بهدف تأمين الماء الصالح للشرب لفائدة بعض المناطق، التي يمكن أن تعاني من نقص فيها.

وقررت الوزارة تخصيص حوالي 220 مليون دولار من أجل تأمين الماء الصالح للشرب في تلك المناطق، ومنها المنطقة الشرقية، بينما تشهد المنطقة الشمالية فائضاً على مستوى المياه.

وينتظر أن يتم التوجه نحو البحث عن موارد جوفية وتجهيز الآبار المتوفرة، بالموازاة مع استعمال المياه المخصصة للزراعة لتوفير احتياجات الشرب، مع العمل على تسريع توفير محطة تحلية مياه البحر في الدار البيضاء.

اقتصاد الناس
التحديثات الحية

وينتظر أن يواجه المغرب في الأعوام المقبلة مشكلة الإجهاد المائي في ظل عدم استقرار تساقط الأمطار، إذ ينتظر أن تصل حصة الفرد من المياه التي كانت 3 آلاف متر مكعب في ستينيات القرن الماضي إلى 700 متر مكعب في 2025.

ويقول الخبير الزراعي محمد الهاكش، لـ"العربي الجديد"، إنّ المغرب يشهد طلباً كبيراً على المياه في الزراعة في ظل التعويل على الزراعات التصديرية، إذ إنّ الزراعة تحظى بحوالي 85% من المياه المتوفرة، غير أنّه يتوجب في نظره ترشيد استعمال ذلك المورد في المستقبل.

توفير مياه الشرب

يضيف الهاكش أنّه يفترض توجيه السياسة الزراعية نحو المزروعات التي لا تستهلك المياه بشكل مفرط، والتي يمكن أن تحقق السيادة الغذائية للمملكة، وفي الوقت نفسه يتوجب توفير مياه الشرب لسكان المدن والأرياف عبر السدود.

وكان المغرب قد وضع مخططاً للتزود بالماء الصالح للشرب ومياه السقي يمتد بين 2020 و2027، وينتظر أن تصل كلفة ذلك المخطط إلى 12 مليار دولار، إذ يتضمن إنجاز مشاريع لاستغلال المياه الجوفية في الأرياف، وتزويد سكان تلك المناطق بشاحنات صهريجية، بالإضافة إلى التوجه نحو إنشاء العديد من سدود تخزين المياه في الأعوام المقبلة.

المساهمون