عاصفة ثلجية تضرب لبنان في ظل تقنين الكهرباء وغياب وسائل التدفئة

عاصفة ثلجية تضرب لبنان في ظل تقنين الكهرباء وغياب وسائل التدفئة

18 يناير 2022
ثلوج تغطي منازل مقامة على مرتفعات في لبنان (جوزيف عيد/فرانس برس)
+ الخط -

تضرب أنحاء لبنان، الثلاثاء، عاصفة محملة بأمطار غزيرة وثلوج على المرتفعات ومصحوبة برياح تصل شدتها إلى نحو 100 كلم في الساعة، بالتزامن مع ارتفاع جديد لأسعار المحروقات اللازمة للتدفئة واستمرار التقنين الكهربائي وعدم جهوزية الطرق لسيول متوقعة.
وتتوقع مصلحة الأرصاد الجوية اللبنانية أن تستمر العاصفة الثلجية حتى ظهر الخميس المقبل، قبل أن تنحسر تدريجياً، وأن تحمل موجة من الصقيع، كما يتكون الجليد في المناطق الجبلية حتى يوم الجمعة، محذرة من سلوك الطرق الجبلية ومن إمكانية تطاير اللوحات الإعلانية، فضلا عن ارتفاع أمواج البحر إلى نحو 5 أمتار.
ويعتبر هذا الشتاء من بين الفصول الأقسى على المواطنين والمقيمين في لبنان، إذ تشهد البلاد أزمة اقتصادية حادة مع ارتفاع معدلات الفقر والبطالة، مع غلاء أسعار المازوت والغاز، وزيادة عدد ساعات التقنين الكهربائي وارتفاع تكاليف المولدات الخاصة.
وقال رئيس نقابة العاملين والموزعين في قطاع الغاز فريد زينون، لـ"العربي الجديد"، إن "استهلاك الغاز خفّ كثيراً عندما ارتفع سعر القارورة، إذ بات سعر قنينتي غاز يتخطى الحد الأدنى للأجور، بيد أن الطلب يزيد في الشتاء، كما أن ارتفاع فاتورة الاشتراك بالمولدات الكهربائية الخاصة دفع الناس إلى تفضيل وسائل التدفئة التي تعمل بالغاز".
وأضاف زينون أن "استهلاك الغاز أكبر في بيروت والمناطق الساحلية، بعكس الجبال التي تستخدم فيها وسائل تدفئة تعتمد على المازوت أو الحطب، وأسعارها أيضاً مرتفعة، والاستهلاك اليومي في فصل الشتاء يصل إلى 1300 طن غاز، ويرتفع أحياناً إلى 1400 طن تبعاً لحالة الطقس".
من جانبه، ترك وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي قرار الفتح أو الإغلاق لمديري المدارس الرسمية والخاصة، حسب موقع المدرسة، مؤكدا على ضرورة الحرص على سلامة الطلاب والمعلمين خلال العواصف الثلجية، مع الإشارة إلى أن المدارس الرسمية مستمرة في إضرابها.
والكثير من مدارس لبنان غير مجهزة بوسائل تدفئة، ومع ارتفاع أسعار المازوت والغاز، قررت مدارس عدة ترشيد استهلاكها، حتى في المناطق الجبلية الباردة.

وعدد كبير من الطرق في لبنان غير صالحة للسير خلال فصل الشتاء، في ظل غياب الصيانة، وتردي البنى التحتية، ويتحول بعضها إلى بحيرات تفيض بالمياه، ما يلحق أضراراً جسيمة بالسيارات، ويعرض سلامة السائقين للخطر.

ودعا محافظ بعلبك– الهرمل بشير خضر الدفاع المدني والقوى الأمنية وغرفة إدارة الكوارث إلى الاستعداد لمواجهة العاصفة الثلجية المتوقعة، كما دعا المواطنين إلى الحذر وعدم سلوك الطرق الجبلية، في حين طالب محافظ البقاع كمال أبو جودة البلديات بالاستعداد لمواجهة موجة الصقيع والجليد، وأكد على ضرورة التزام السكان بإرشادات القوى الأمنية وتجنب سلوك الطرق الجبلية إلا عند الضرورة.
وقال رئيس تجمع مزارعي البقاع إبراهيم ترشيشي، لـ"العربي الجديد"، إن "موجة الصقيع ألحقت أضراراً كبيرة بالبيوت البلاستيكية، ولا سيما في عكار ووادي خالد، الأمر الذي أدى إلى انخفاض كميات المحاصيل".
وضربت العاصفة الجوية خدمات الاتصالات والإنترنت في كثير من المناطق، ولا سيما في المناطق الجبلية، الأمر الذي فاقم المشكلات الموجودة أصلاً بفعل أزمة المحروقات.

المساهمون