بايس لازاري.. أن تعيش فناناً بعد الحرب

بايس لازاري.. أن تعيش فناناً بعد الحرب

17 يناير 2022
من المعرض
+ الخط -

درست بايس لازاري الموسيقى قبل أن تنتقل إلى رسم المناظر الطبيعية والموضة في العشرينيات ضمن اهتمامها بالفنون التطبيقية والزخرفية، وقبل أن تتفرّغ للرسم بعد الحرب العالمية الثانية، لكن الموسيقى ظلّ أثرها حاضرا في جميع لوحاتها وأعمال الديكور التي نفّذتها.

وحين انتقلت الفنانة الإيطالية (1900 – 1981) إلى روما بعدما ولدت في البندقية وأقامت في بدايات حياتها الفنية في فلورنسا، وهناك في العاصمة عرضت العديد من الجداريات وتعاونت مع المعماري أتيليو لابادولا في تصميم قطع الأثاث، كما تأثّرت في خطوطها وألوانها برسومات فاسيلي كاندينسكي.

"بايس لازاري: رائدة حداثية" عنوان المعرض الذي افتتح في "مجموعة إستوريك للفن الإيطالي الحديث" بلندن مساء السبت الماضي، ويتواصل حتى الرابع والعشرين من نيسان/ إبريل المقبل. يضمّ المعرض ما سجّلته لازاري من تعليقات توضيحية لرسومها، وجانباً من مذكراتها.

الصورة
(من المعرض)
(من المعرض)

يُعرَض نحو أربعين عملاً بعضها من لوحاتها التي رسمتها بعد منتصف الستينيات، حيث تحوّلت إلى الأكريليك التي وصفتها بأنها "مادة ناكرة للجميل، لكنها قوية وصعبة وقاسية"، ضمن أسلوب ينحو إلى التجريد والذي هيمن على تجارب الفنانين الإيطاليين بعد الحرب العالمية الثانية التي خلّفت الفقر وهشاشة المجتمع وفرضت عزلة عليهم لسنوات عديدة.

في أحد الأعمال، تظهر الممثلة الإيطالية جيوليتا ماسينا، التي كانت نجمة أفلام فيدريكو فلليني في فيلم "الطريق"، بهيئة تقترب من العفاريت، وتعلّق بقولها إنها لم تستطع أن ترى ماسينا بصورة أخرى، حيث رأتها في سياق مضادّ لتصورات الفاشية حول الفن والتي سيطرت قرابة عقدين.

تعبّر لازاري عن مفهومها للحرية بطريقة مغايرة، حين تعود إلى لحظة رحيل والدها عام 1928، قائلة: "كان عليّ أن أواجه الحياة على المستوى العملي، وبدلاً من أن أتجول مع لوحة تحت ذراعي، أخذت نولاً وبدأت في صنع الفن التطبيقي من أجل أن أواصل العيش. في مناخ كان يعشقه كثيراً؛ أي الحرية"، وبالفعل لم تفصل الفن عن العيش في جميع مراحل حياتها.

في هذا السياق، يتضمّن المعرض حقيبة وحزاماً نسجتهما بيديها عام 1929 ولا يزالان يبدوان بحالة جيدة، إلى جانب أعمال أخرى تنتمي إلى فترة عملها في مجال النفط ويغلب عليها اللونان الأبيض والأسود، وكذلك البرتقالي والأحمر، في تقابل بين الأرض والشمس، وفي محاكاة تجريدية لقوارب ترسو بالقرب من البحر حيث تدلّ الأشرعة المتمايلة عليها.

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون