"فنّانات معاصرات من اليابان": عقود من التشكيل

"فنّانات معاصرات من اليابان": عقود من التشكيل

16 يناير 2022
(عمل لـ توكو شينودا، من المعرض)
+ الخط -

على الرغم من إعلان اليابان المساواة في الحقوق ما بين الرجل والمرأة بعد الحرب العالمية الثانية، إلّا أن التقارير الحكومية والدولية لا تزال تشير إلى وجود تمييز واضح بينهما على مستوى العمل والوظائف ما يحول دون وصولهنّ إلى مراكز قيادية، خاصّة في القطاع العام، إلى جانب تدنّي مشاركتها السياسية والاقتصادية.

في نيسان/ أبريل من العام الماضي، قدّم مسوؤل ياباني اسقتالته بعد أن أثار ضجّة محلّية وعالمية بسبب تصريحاته التي أشاد فيها بالنساء في فريقه اللواتي لم يتحدّثن لفترة طويلة، وتزامن ذلك مع قرار للحزب الحاكم في البلاد يسمح لأوّل مرّة بمشاركة النساء في الاجتماعات الرئيسية للحزب بشرط عدم تحدّثهنّ خلالها.

واقعٌ يضيئه معرض "فنّانات معاصرات من اليابان: ستّ قصص" الذي افتُتح في "المتحف البريطاني" بلندن في الثاني من الشهر الماضي ويتواصل حتى الثالث عشر من الشهر المقبل، ويضمّ أعمالاً لفنانات يابانيات برزن بين الستينيات والعقد الأول من الألفية الثالثة.

الصورة
(عمل لـ ياماموتو أكاني، من المعرض)
(عمل لـ ياماموتو أكاني، من المعرض)

تتصدّر المعرض أعمال توكو شينودا (1913 -  2021) التي تدمج بين الخطّ التقليدي مع التعبيرية التجريدية الحديثة، باستخدام الرسم والطباعة بواسطة حبر سومي (نوع من الحبر الصيني الصلب الذي يُعَدّ أحد أكثر الأحبار انتشاراً في الفنون الآسيوية الكلاسيكية)، والتي بدأتها في الأربعينيات، قبل انتقالها إلى نيويورك، حيث عُرفت في الخمسينيات كأحد أبرز التجريديين إلى جانب جاكسون بولوك، ومارك روثكو، وروبرت مذرويل.

كما تُعرض مطبوعات خشبية ليوشيدا تشيزوكو (1924 – 2017) التي تعكس أعمالها روح الفن الياباني المعاصر بعد الحرب العالمية الثانية، حيث اهتمّت بدراسة العلاقة بين الحداثة الغربية وعلم الجمال الياباني التقليدي، وتبّنت أشكالاً من التجريد في عملها، لتصبح هذه العلاقة موضوعاً طوال حياتها المِهنية.

أما كوباياشي كيوكو (1947) فتتنوّع أعمالها بين الرسم والطباعة مع تركيزها على البيئة الحضرية وكيفية تمثيل جسد المرأة في استكشاف مفاهيم الحركة والوقت والسرعة في علاقة الفرد مع التصميم الهندسي للمبنى المعاصر وتأثيره عليه.

وتجمع فوروتا ميوكي (1952) بين الشعر والتصوير الفوتوغرافي حيث تعبّر بصراحة أكبر في قصائدها حول مشاعرها تجاه الرجل ورؤيتها للحياة على شكل يوميات تروي سيرتها الذاتية، بينما تبدو أكثر حياداً في صورها التي تعكس مشاهد طبيعية وأخرى من الحياة المعاصرة.

وتقدّم رينكو كاواوتشي (1972) صوراً تستعيد ذكرياتها العائلية بالأبيض والأسود نشرتها في ثلاثة كتب تُبرز فكرة العابر واللحظيّ والمؤقّت في تناول الحدث الذي تسجّله، سواءً خلال إقامتها في طوكيو أو انتقالها إلى الريف بعد ذلك، بينما تقترب ياماموتو أكاني (1977) في أعمالها التي تنفّذها على الزجاح من روح ملحمية تذكّر بالرسوم والأيقونات البوذية في اليابان.
 

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون