"إساءة" فيلم "أميرة" تطغى على فعاليات "مهرجان كرامة"

"إساءة" فيلم "أميرة" تطغى على فعاليات "مهرجان كرامة" لأفلام حقوق الإنسان

08 ديسمبر 2021
قد يتعرض المشاركون لعقوبات (يوتيوب)
+ الخط -

طغى الحديث عن تداعيات عرض فيلم "أميرة" وإساءته للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، على نقاش ندوة "المهرجانات السينمائية والتغطية الإعلامية بين النقد، الواقع والبروباغندا".

ونُظمت الندوة ضمن فعاليات "مهرجان كرامة الدولي لأفلام حقوق الإنسان" في دورته الـ12 صباح اليوم الأربعاء بالمركز الثقافي الملكي بعمّان.

وتعرض الفيلم الذي عرضه المهرجان في يومه الأول إلى هجوم شنه ناشطون أردنيون وفلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب ما اعتبروه مغالطاً للحقائق وما يحمله من تضليل بحق الأسرى وعائلاتهم.

وأطلق الناشطون وسم #اسحبوا_فيلم_أميرة الذي لاقى تفاعلاً كبيراً بين المغردين.

ويأتي هذا وسط مطالبات هيئات حقوقية وإنسانية فلسطينية، منها هيئة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، بمنع عرض الفيلم وتداوله في الأردن.

وصرّح رئيس هيئة شؤون الأسرى، قدري أبوبكر، بأن الهيئة خاطبت وزارة الثقافة الأردنية والهيئة الملكية للأفلام بشأن فيلم "أميرة" للوقوف على "الإساءة العميقة الموجهة للأسرى وعائلاتهم".

لكن قال أمين عام وزارة الثقافة الأردنية، الروائي هزاع البراري، إن الوزارة ليست جهة اختصاص بالموافقة أو منع عرض أي مادة فيلمية أو سمعية في الأردن.

وقال البراري لـ"العربي الجديد": "ليس لدينا معلومات أساساً عن الفيلم، وليست من صلاحيات الوزارة إتاحة عرضه أو الموافقة على إنتاجه، فصُنّاع الأفلام لا يأخذون موافقة الوزارة على الإنتاج والتصوير والعرض، والأمر منوط بهيئة الإعلام المرئي والمسموع".

بدوره قال مدير "هيئة الإعلام المرئي والمسموع"، طارق أبو الراغب، إنهم لم يتسلموا طلباً بخصوص عرض فيلم "أميرة" تجارياً، و"بناءً على ذلك نحن لم نرفض ولم نوافق على عرض الفيلم، وحين وصول طلب العرض، سيتم تشكيل لجنة مشاهدة لأخذ القرار بخصوصه".

من جهتها، قالت الهيئة الملكية للأفلام، وهي الجهة التي رشحت الفيلم لتمثيل الأردن في الدورة الـ94 لجوائز الأوسكار للتنافس عن فئة الأفلام الطويلة الدولية لسنة 2022، إن "الفيلم هو خيالي وليس توثيقياً واختيار أسلوب رواية القصة وسرد الأحداث هو من اختصاص فريق العمل".

وأكدت في بيان توضيحي بشأن اختيارها للفيلم لتمثيل الأردن في جوائز الأوسكار أن "الهيئة دورها تنظيمي من حيث الإعلان عن فتح باب التقديم للأفلام الطويلة المرشحة للأوسكار، وتشكيل لجنة مستقلة من خبراء ومعنيين بقطاع المرئي والمسموع لاختيار الفيلم المرشح، وهو ما تم".

من جهته، رفض نقيب الفنانين الأردنيين، حسين الخطيب، المساس بالثوابت الوطنية للأسرى الفلسطينيين، معتبراً ما تضمنه الفيلم تشويهاً لصورة نضال الأسرى وصمودهم.

وأضاف أن "مهمة الفن وهدفه تجسيد الواقع الذي تعيشه الشعوب، لكن الفيلم خالف الواقع النضالي للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي".

وأكد الخطيب أن مجلس النقابة سيدرس أثر مشاركة الفنانين الأردنيين في فيلم "أميرة"، مشيراً إلى إمكانية إيقاع إجراءات تأديبية وفقاً لقانون النقابة بحق المشاركين فيه من أعضاء النقابة.

فيما اعتبرت مديرة "مهرجان كرامة"، المخرجة سوسن دروزة، أن المهرجانات تسعى لإثارة الجدل والتساؤلات من خلال الأفلام التي تعرضها للجمهور، وأن المهرجان لا يتبنى بالضرورة الأفكار التي يقدمها فيلم "أميرة".

وأشارت إلى نية المهرجان إقامة جلسة نقاشية بين مخرج الفيلم المصري، محمد دياب، وبعض المشاركين فيه مع وسائل الإعلام لشرح أهداف الفيلم ورسالته، معتبرةً أن ما يجري على مواقع التواصل الاجتماعي من نقاش حول الفيلم، سببه "سوء فهم وصول فكرة العمل للجمهور".

  

 توصيات ندوة المهرجانات والإعلام

إلى ذلك، أوصى نقاد وصانعو أفلام وصحافيون شاركوا في الندوة النقاشية "المهرجانات السينمائية والتغطية الإعلامية بين النقد، الواقع والبروباغندا" التي أقيمت على هامش عروض "مهرجان  كرامة الدولي لأفلام حقوق الإنسان"، بتقريب وجهات النظر بين منظمي المهرجانات ووسائل الإعلام والجمهور، بعد أن تحولت معظم التغطيات الصحافية جذرياً من الاهتمام بمحتوى المادة الفيلمية المقدمة إلى تغطية ترفيهية تخص غالباً حضور المشاهير على "ريد كاربت" المهرجانات. 

وطالب المناقشون في توصياتهم بوضع مدونة سلوك حقوقية بما يخص صانع الأفلام ووسائل الإعلام، بما يتوافق مع عدم تعزيز نمطية المرفوض ومعالجة ما يرفض اجتماعياً، وأن يكون النقد الموجه للأعمال فنياً بحتاً ويحمل رسالة، فضلاً عن تشكيل لجان مشاهدة للأفلام من نقاد متخصصين.

وأجمعت التوصيات على ضرورة إشراك المؤثرين في مواقع التواصل وتحديد جلسات عروض أفلام خاصة لهم، للمشاركة في توصيل الأفكار التي تحملها الأعمال للجمهور، فضلاً عن إعادة "هيبة السجادة الحمراء" إلى مكانها الطبيعي، مكاناً لعرض منتج فني حقيقي بعيداً عن المبالغة بعروض الأزياء.

وأكد المنتدون على ضرورة تشجيع النقد المهني المحترف، من خلال ورشات عمل استباقية تنظم للصحافيين الموكل لهم تغطية المهرجان، عدا عن تكثيف لقاءات إدارات المهرجانات مع وسائل الإعلام لشرح أهداف ورسائل الأعمال المشاركة، إضافة إلى حوكمة اختيار الأفلام المشاركة وشرح سبب عرضها في المهرجان وفق رسالته واستراتيجيته وأهدافه.

المساهمون