صراع القيود يمحو 1.1 تريليون دولار من أسهم الشركات الصينية في أميركا

صراع القيود يمحو 1.1 تريليون دولار من أسهم الشركات الصينية المدرجة في أميركا

05 ديسمبر 2021
لا يبدو أن هناك أي مؤشرات على حدوث انفراجة (Getty)
+ الخط -

تتعرض الشركات الصينية المدرجة في سوق المال الأميركية لمزيد من الضغوط بفعل صراع القيود المتبادل بين أكبر اقتصادين في العالم، إذ أسفر هبوط قاسٍ للأسهم الصينية المتداولة في وول ستريت منذ فبراير/ شباط الماضي، عن محو ما يزيد عن تريليون دولار من قيمتها، بينما لا يبدو أن هناك أي مؤشرات على حدوث انفراجة.

وهبط مؤشر "ناسداك غولدن دراغون لشركات الصين"، الذي يتعقب أداء الشركات التي تستثمر في الصين والمدرجة في ذات الوقت بالبورصة في الولايات المتحدة بنسبة 43% خلال العام الحالي، مسجلا أسوأ أداء سنوي منذ الأزمة المالية العالمية في 2008.

وعمق تراجع المؤشر بنسبة 9.1%، يوم الجمعة الماضي، من ندوب الأسهم الصينية، وهو أكبر نسبة خسائر يومية منذ 12 عاماً، وذلك في أعقاب إعلان شركة "ديدي غلوبال" الصينية العاملة في مجال تطبيقات نقل الركاب، اعتزامها شطب أسهمها المدرجة في بورصة نيويورك.

وتحملت أسهم شركات التكنولوجيا العبء الأكبر من الهبوط. وجاء إعلان "ديدي" بمثابة صدمة حادة للسوق وترسيخ لحالة عدم اليقين إزاء مستقبل الشركات الصينية الأخرى المدرجة في سوق المال الأميركية، إذ لم يمض على الاكتتاب العام للشركة في بورصة نيويورك نحو خمسة أشهر، وجمعت من خلاله 4.4 مليارات دولار.

وهوت أسهم "ديدي" بنسبة 23% لتسجل أضعف مستوى لها يوم الجمعة الماضي، ليستمر تراجع عملاق خدمات استدعاء الركاب لسيارات الأجرة إلى أكثر من 50 %، وهو ما يعد أقل من سعر الطرح العام العام الذي بلغ 14 دولاراً.

وقالت إديث يونغ، الشريك المتضامن في شركة "ريس كابيتال"، خلال مقابلة على تلفزيون "بلومبيرغ": "يصيبنا الحزن مما نشاهده يحدث لشركة ديدي".

وأضافت: "عند التفكير في أنه يوجد شركات كثيرة تخطو بحذر شديد من أجل الوصول لإرضاء الحكومة الصينية، أو من أجل بلوغ رضا الحكومة الأميركية، فسيكون من المتوقع أن يلقى المزيد نفس مصير شركة ديدي".

وتسببت موجة صارمة من حملة الإجراءات التنظيمية السياسية من قبل كل من واشنطن وبكين في حدوث هبوط حاد لأسهم الشركات الصينية.

وأسفر الهبوط الهائل الذي سجلته أسهم الشركات الصينية المتداولة في بورصة نيويورك خلال العام الحالي إلى اكتواء المستثمرين الذين كافحوا من أجل انتشال الأسهم من أعماق الهبوط الناجم عن تفشي جائحة فيروس كورونا في عام 2020، لتحقق مستوى قياسيا في فبراير/ شباط الماضي.

وفي غضون الأشهر التسعة الماضية، تم محو نحو 1.1 تريليون دولار من قيمة أسهم الشركات في مؤشر "ناسداك غولدن دراغون لشركات الصين"، إذ تتصدر مجموعة "علي بابا القابضة" التراجع، حيث تقهقرت قيمتها السوقية إلى حوالي 430 مليار دولار، خاسرة نحو 60% من قيمتها.

المساهمون