بنك معطيات الرواية.. التعويل على الجهد الجماعي
باتت المعطيات الإحصائية والموثّقة في قواعد البيانات من ضرورات المشهد الإبداعي، فمع تضخّم المادة الأدبية بات من غير الممكن تناولها ومعالجتها بالطرق التقليدية، خصوصاً حين يتعلّق الأمر بالبحث العلمي في الأدب.
لمثل هذه الإشكاليات قدّمت مؤسسة "بيت الرواية" في تونس مؤخراً مشروعاً بإنشاء "بنك معطيات للرواية والروائيين" في تونس، بحسب بلاغ جرى نشره على صفحة المؤسسة في فيسبوك. ويهدف هذا المشروع إلى أن "يكون مرجعاً للباحثين والناقدين والدارسين لتاريخ حركة الرواية في تونس".
لكن مثل هذه المشاريع تستدعي عادة إنشاء لجان وفرق تهتم بالجمع والتوثيق، وأيضاً بالانتقاء، وهو ما لا نجده في المشروع التونسي حيث دعت إدارة "بيت الرواية" الروائيين التونسيين للإسهام في إثراء هذه المبادرة من خلال مدها بسيرهم الذاتية، أما بالنسبة للروائيين التونسيين الذين فارقوا الحياة، فقد دعت إدارة "بيت الرواية" عائلاتهم وكذلك النقاد والكتّاب والمثقفين إلى مدها بكل ما توفر لديهم من وثائق.
هكذا يبدو أن المشروع يعوّل أساساً على جهود الآخرين، ولا يقوم على أسس منهجية تتيح له التطوّر وخصوصاً إفادة المشهد الثقافي منه، إلا إذا كان تجميع السير الذاتية هدفاً في حدّ ذاته، ومن المعلوم أن محرّكات البحث يمكنها أن تقدّم في ثوان ما يتوفر من معلومات عن هذا المؤلف أو ذاك.
