الجزائريون منقسمون إزاء إقامة جنازة رسمية لبوتفليقة

الجزائريون منقسمون إزاء إقامة جنازة رسمية لبوتفليقة

18 سبتمبر 2021
بوتفليقة عام 1978 خلال تشييع الرئيس هواري بومدين (جاك بافلوفسكي/ Getty)
+ الخط -

تباينت المواقف على مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر، بعد إعلان خبر وفاة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة وإقامة جنازة رسمية له. فبينما رأى البعض أنه يجب إقامة وداع رسمي له، رأى آخرون أن ذلك مرفوض، خصوصاً في ظل اتهامات القمع والفساد التي لاحقت فترة حكمه.

الصحافي محمد عصماني قال إن إقامة جنازة رسمية لبوتفليقة ضرورية لأنها تعتبر "سمة التقاليد السامية". وكتب على "فيسبوك":  "باستثناء حادثة مقتل محمد بوضياف التي كانت النقطة السوداء في تاريخ رؤساء الجزائر... حظي رؤساء الجزائر دائما بالتقدير والاحترام من مؤسسات الدولة ومن الشعب بعد خروجهم من قصر المرادية وهي الصورة التي ترسم دائماً الجانب المضيء  والمشرق والتقاليد السامية التي تشرف دائماً الشعب ومؤسسات الجمهورية رغم الاختلافات السياسية التي وصل بعضها لذروته". ورأى عصماني أنه بعد ثورات الربيع العربي، وصور الرؤساء المخلوعين الذين هربوا أو قتلوا "بقيت الجزائر الاستثناء الجميل والراقي فرغم كل الفترات الصعبة والخلافات السياسية... عاش رؤساء الجزائر بين شعبهم وماتوا بين شعبهم... وفي أوج اللحظات الصعبة والتحولات الكبيرة استطاع الشعب أن يضع دائماً خطوطاً حمراء لا يمكن تجاوزها في ممارسة الرفض والمطالبة بالتغيير".

وأقر الصحافي جلال نكار أن المسؤولين في الدولة يواجهون حرجاً كبيراً إزاء طريقة التعامل مع وفاة الرئيس بوتفليقة، بسبب الموقف الشعبي المستاء من فترة حكمه، لكنه رجّح أن تقام له جنازة رسمية، وكتب "في الأعراف السياسية والبروتوكولات الرسمية، كيف يتم التعامل مع جنازة رئيس مطرود من طرف الشعب؟ أظن أن أصحاب القرار أمام وضع محرج بخصوص الحداد والجنازة الرئاسية الرسمية بحضور شخصيات عالمية والدفن في العالية بجانب الرؤساء السابقين ومشاركة شقيقه، لكن اعتقد في نفس الوقت أنهم سيفعلون ذلك، لأنه كان يقيم في الإقامة الرئاسية بزرالدة حتى بعد طرده، وكان يخرج للعلاج في طائرة رئاسية وعلى عاتق الرئاسة وبحرس خاص ومعاملة رئاسية حتى آخر أيامه فلم تبق سوى الجنازة الرسمية".

إلا أن بعض المدوّنين رأوا أن موجة التعاطف مع بوتفليقة هي الترجمة الفعلية لـ"متلازمة استوكهولم" حيث يتعاطف الضحية مع جلاده، على غرار مدير التحرير السابق لصحيفة "الخبر" الذي كتب على صفحته على فيسبوك "الكثير من الجزائريين يعانون من متلازمة استوكهولم، وعند الله تجتمع الخصوم".

من جهته، كان سليم لعزيزي أكثر وضوحاً في موقفه من بوتفليقة فكتب "كان طاعوناً ثم رحل، إذ مكن للوبي اليهودي في الجزائر، وكرس الجهوية في كل القطاعات ووصل إلى حد تعيين أكثر من نصف الوزراء من دشرته، وقاد عملية تحطيم المدرسة الجزائرية، ومكن للحثالات للظهور وتصدر المشهد الثقافي، وكسر قيم العائلة الجزائرية، حارب كل الرجال الوطنيين الذين خالفوا سياسته وانتقم منهم أشد انتقام وصل حتى إلى قوت أبنائهم، وحارب كل الكفاءات الجزائرية النزيهة وقرب كل راش مرتش، وأصبح الفساد في عهده جواز سفر لكل فاسد، وضيع على الجزائر فرصة كبيرة للتطور والازدهار في زمن ارتفعت فيه المداخيل إلى أرقام قياسية، هذا غيض من فيض".

كذلك عبّر الكاتب ورئيس جمعية الفلسفية الجزائر عمر بوساحة عن رفضه إقامة جنازة لبوتفليقة، ونشر تدوينة قال فيها "أن تترحَم عليه فذاك يخصك، أما أن تقام له جنازة رسمية فأمر لا يستحقه من دمَر بلداً وتركه لمصير مجهول".

المساهمون