الأندية التركية في أوروبا.. تاريخ إنجازات وانكسارات وتفاؤل بالمستقبل

الأندية التركية في أوروبا.. تاريخ إنجازات وانكسارات وتفاؤل بالمستقبل

21 سبتمبر 2021
تألقت الأندية التركية في القرن الماضي بالبطولات الأوروبية (Getty)
+ الخط -

عاشت الأندية التركية عصرها الذهبي في المسابقات الأوروبية خلال القرن العشرين، بعدما شكّلت صداعاً قوياً لمنافسيها في "القارة العجوز"، لكنها غابت عن الساحة القارية، في السنوات الماضية، نتيجة عدة عوامل، نستعرضها معكم.

صحيح أن الأندية التركية الكبيرة، هي غلطة سراي، وبشكتاش، وفنربخشة، لكنها كانت تواجه منافسة حادة في القرن العشرين، من بورصة سبور، وغوزتيبي، اللذين خطفا الأضواء في حقبة السبعينات، ووصلا إلى مراحل متقدمة في بطولة كأس الكؤوس الأوروبية.

بداية رحلة الأندية التركية

يُعد غلطة سراي أول نادٍ تُركي يشارك في كأس الاتحاد الأوروبي (المعروف اليوم بدوري الأبطال) في موسم 1962/1963، ولعب في الجولة الأولى ضد نادي نادي بولونيا بيتوم البولندي، وفاز عليه في مواجهتي الذهاب والإياب بنتيجة (4-2).

لكن غلطة سراي اصطدم بنادي ميلان الإيطالي في ربع النهائي، وتعرض لهزيمة كبيرة في مواجهتي الذهاب والإياب بنتيجة (8-1)، ليغادر كبير مدينة إسطنبول المسابقة القارية، لكنه فتح الباب أمام الأندية التركية، التي أصبح لديها طموح المشاركة في دوري الأبطال.

وفي موسم 1963/1964، لعب نادي فنربخشة التركي في بطولة  كأس الكؤوس الأوروبية، وتفوق في مجموع المواجهتين على فريق بترولول بلويستي الروماني، (4-2)، لينتقل بعدها إلى المرحلة الثانية من المسابقة القارية، التي خاض فيها مباراة الذهاب والإياب ضد فريق لينفيلد الإنكليزي (4-3).

ووصل فنربخشة إلى ربع نهائي كأس الكؤوس الأوروبية، لكنه اصطدم بفريق إم تي كيه بودابست المجري، وخسر باللقاء الأول بهدفين مقابل لا شيء، لكنه في المواجهة الثانية استطاع تحقيق الفوز بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد، ليودع بعدها البطولة، عقب إقامة مباراة فاصلة بينهما، خطف فيها الفريق المجري الانتصار بهدف نظيف، سجله كوتي في الدقيقة الـ(86).

وغاب فنربخشة عن المشاركة في البطولات الأوروبية، بسبب صعود نجم غلطة سراي، الذي شارك في دوري الأبطال في عام 1970، ووصل إلى ربع النهائي، لكن في حقبة السبعينات من القرن الماضي، شهدت بزوغ غوزتيبي، الذي وصل إلى ربع نهائي كأس الكؤوس الأوروبية في عام 1970، وأيضاً بورصة سبور بنفس البطولة والمرحلة في عام 1975.

أما نادي بشكتاش ثالث عمالقة مدينة إسطنبول، فشارك لأول مرة في بطولة دوري أبطال أوروبا في موسم 1986/1987، وتغلب على منافسه دينامو تيرانا الألباني في مواجهتي الذهاب والإياب، بنتيجة (3-0)، لينتقل بعدها إلى المرحلة الثانية، ويبلغ ربع نهائي المسابقة القارية.

وتعرض بشكتاش لهزيمة قاسية بسبعة أهداف مقابل لا شيء، في مواجهتي الذهاب والإياب، بربع نهائي دوري الأبطال، على يد دينامو كييف الأوكراني، ليخرج من المسابقة القارية، ويغيب عنها طويلاً، بعدما ظهر غلطة سراي على الساحة.

الصعود إلى القمة

انفرد نادي غلطة سراي بالمشاركات الأوروبية في حقبة الثمانينات من القرن الماضي، بعدما حقق البطولات في الدوري التركي الممتاز، نتيجة امتلاكه لعدد من أساطير الكرة التركية، وعلى رأسهم سواش ديميريل، وجونيت تانمان، وتانجو جولاك، وأغور توتونكير، وجيفاد بريكازي.

وفي موسم 1988/1989، حقق غلطة سراي المفاجأة الكبرى، بعدما وصل لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا، بعدما تغلب على رابيد فيينا النمساوي في المرحلة الأولى بنتيجة المواجهتين (3-2)، ثم اكتسح كساماكس السويسري، عقب خسارته في اللقاء الأول بثلاثة أهداف نظيفة، لكنه قلب الطاولة عليه في مباراة الإياب، بخمسة أهداف نظيفة، سجل منها تانجو جولاك "هاتريك"، وأغور توتونكير هدفين، ليصعد إلى ربع النهائي.

وتألق تانجو جولاك في مباراة ذهاب ربع النهائي، بعدما سجل الهدف الوحيد في شباك موناكو الفرنسي، ليتكفل زميله جيفاد بريكازي في لقاء الإياب، عقب إحرازه هدف التعادل، ويتأهل غلطة سراي لنصف النهائي، عقب فوزه (2-1).

لكن في نصف النهائي، تعرض غلطة سراي لخسارة في مباراة الذهاب على يد ستيوا بوخارست الروماني بأربعة أهداف نظيفة، إلا أنه حقق التعادل بهدف لمثله، الذي لم يكن كافياً ليصل للمباراة النهائية، التي حسمها ميلان لصالحه بأربعة أهداف نظيفة.

وأصبح غلطة سراي يشارك في المسابقات القارية، دون تحقيق نتائج قوية، ما دفع إدارة الفريق حينها إلى بناء تشكيلة قوية من اللاعبين في فترة التسعينات، وأهمهم الحارس البرازيلي الأسطوري، كلاوديو تافاريل، ومواطنه ماريو جارديل، وأسطورة الكرة الرومانية، جورجي حاجي، و بولنت كوركماز، وحسن ساس، وهاكان شوكور.

وتحسنت نتائج غلطة سراي، حتى شارك في الدوري الأوروبي بموسم 1999/2000، ووصل إلى المواجهة النهائية، التي استطاع فيها هزيمة نادي أرسنال، الذي كان مدججاً بنجومه، بركلات الترجيح (4-1)، ليحقق الفريق التركي أول لقب قاري في تاريخه.

ولم يكتفِ غلطة سراي بلقب الدوري الأوروبي، بل فاجأ العالم في مواجهة كأس السوبر الأوروبي، بعدما انتصر على العملاق الإسباني، ريال مدريد، بهدفين مقابل هدف وحيد، عبر مهاجمه البرازيلي ماريو جارديل، رغم ما كان يمتلكه "الملكي" من نجوم.

الهبوط ونظرة إلى المستقبل

وأعطى تألق غلطة سراي دفعة كبيرة لكرة القدم التركية، التي شكل النادي نواة المنتخب الوطني، الذي حقق نتائج رائعة في مونديال اليابان 2002، ووصل إلى نصف النهائي، لكن كل شيء تراجع بشكل مخيف، وغابت الفرق التركية عن صنع الفارق في المسابقات القارية.

لكن في عام 2018، عادت الأندية التركية مرة أخرى إلى الواجهة، بعدما أصبح لاعبوها مطلوبين للاحتراف في أوروبا، بالإضافة لدفع الإدارات مبالغ مالية كبيرة، ساهمت بجلب أفضل نجوم كرة القدم، وعلى رأسهم مسعود أوزيل وغيرهم، إلا أن السؤال يبقى، هل تعيد الفرق التركية أمجاد الماضي مُستقبلاً؟

المساهمون