"موعد سري": المرض شرطاً للحضارة

"موعد سري": المرض شرطاً للحضارة

01 اغسطس 2021
(من العرض)
+ الخط -

عندما نشَر كوبو آبي روايته "موعد سري" عام 1977، تعامل معها بعض النقّاد، لا بوصفها سرداً لأحداث خيالية وقعت في أحد المستشفيات، بل باعتبارها رؤية كابوسية للطب ومآلات الحياة الحديثة التي تتضاءل فيها قيمة الحياة مع تعاظم هيمنة العلم ورأس المال في تحالف معادٍ للإنسانية.

بعد نحو ثلاثين عاماً صدرت النسخة العربية من الرواية عن "المؤسسة العربية للدراسات والنشر" بترجمة الكاتب المصري كامل يوسف حسين، حيث أضاء على واحدٍ من أهم أعمال الروائي الياباني (1924 – 1993) الذي نال درجة البكالوريوس في الطب، لكنه اتجه إلى الأدب ليكتب عدّة روايات تعبّر عن اغتراب الإنسان المعاصر واستغراقه في اضطراباته وأزماته التي لا تنتهي.

على خشبة "مسرح آفاق" في القاهرة، قدّم المخرج المصري شريف حمدي العمل مساء الخميس الفائت، الذي سبق عرضه خلال الدورة التاسعة عشرة من "مهرجان الصيف الدولي" في الإسكندرية منتصف الشهر الماضي، كذلك سيُعرَض أيضاً خلال الفترة المقبلة.

يشارك في التمثيل كلّ من محمد الهواري، أحمد سمير، هدير أحمد نشوي مرجان، محمد طارق، أمجد زيتون، أميرة خالد، وصمّم الأداء والتعبير الحركي عبد الباعث الزهيري، ونفّذ الموسيقى محمد طارق، وصمّم الديكور دنيا عزيز، وأشرف على الإضاءة محمد المأموني.

تتناول المسرحية حالة الفساد في واحد من المستشفيات المقامة تحت الأرض

تتناول المسرحية حالة الفساد في واحد من المستشفيات من خلال قصة شخص تحضر سيارة الإسعاف إلى منزله دون أن يطلبها أحد، وتحمل زوجته إلى المستشفى دون أن يعلم ما السبب أو الدافع نحو ذلك، ومن ثم يتوجه هذا الزوج إلى المستشفى الذي أُخذت إليه زوجته، ليعرف من قسم الاستقبال والطوارئ أين زوجته.

تنطلق رحلة الزوج في البحث عن زوجته، لعيش دوامة من التنقّل بين القاعات والحجرات والعيادات وغرف العمليات، ويجد نفسه في دائرة من المرض التي تخنق الإنسان المعاصر في حياته اليومية، كما يحاصر بالكثير من علامات الاستفهام والألغاز حول مصير زوجته.

يقدّم حمدي رواية كوبو آبي الذي تعدّدت اهتماماته بين الكتابة المسرحية والتصوير الفوتوغرافي والرواية، من خلال التركيز على غموض في الأحداث التي تدور في المستشفى المقام تحت الأرض، حيث يعيش الزوج في متاهة لا نهاية لها، ليتمثّل المرض في نهاية العمل بوصفه شرطاً للحضارة الحديثة التي ينسحق الفرد فيها عبر شعوره بالضياع الكامل والوحدة وعدم قدرته على تحديد هويته.

المساهمون