اللاجىء الأفغاني ناصر خان... مصير أولاده يشبه مصيره

اللاجىء الأفغاني ناصر خان... مصير أولاده يشبه مصيره

01 اغسطس 2021
اللاجئ الأفغاني في باكستان ناصر خان (العربي الجديد)
+ الخط -

يؤكد اللاجئ الأفغاني ناصر خان، أنّه لو توفر الأمن والاستقرار في بلاده لما عاش هو وأسرته يوماً واحداً في باكستان. ويقول لـ"العربي الجديد" إنّ "أبناء اللاجئين الأفغان محرومون من كلّ شيء؛ التعليم، والرعاية الصحية، وأدنى مقومات الحياة".
ولد ناصر خان، ونشأ في مخيم "مندا" للاجئين في شمال غرب باكستان، وبدأ منذ نعومة أظافره العمل، مع والده عبد الجبار خان، في مهن مختلفة لتوفير لقمة العيش. لم يتمكن من الدراسة بحكم اللجوء، وبحكم الوضع المعيشي الصعب لأسرته. 
عمل خان خلال شبابه في مصانع الطوب، وكان العمل شاقاً للغاية، قبل أن يتزوج لتكوين أسرة. يقول ناصر إنّه لم يقبل على التعلم لأنّه يعرف صعوبة الحياة في باكستان، وكان همه الأول والأخير تحصيل مصدر دخل: "أبي كان يصر على أن ندرس، لكنّ الأوضاع لم تكن مهيأة. كنت أكبر أبنائه الذكور، وبالتالي كنت مضطراً إلى العمل".

أنجب ناصر ستة أطفال؛ خمسة ذكور هم أصيل خان، وجمالي خان، وياسر خان، ومحمد علي خان، وحضرت علي خان، وابنة تدعى آسيا بي بي، وجميعهم يمضون يومهم بين بقالة والدهم وبين المنزل، باستثناء أكبرهم أصيل خان، الذي يدفع عربة صغيرة في سوق الخضروات لنقل الخضروات والفواكه، ويكسب يومياً ما يكفي لشراء الخضروات التي تكفي أسرته.

وكما حرم ناصر خان من التعليم رغم محاولات والده، فإنّ أبناءه أيضاً يترعرعون من دون دراسة، وذلك بسبب الحالة المعيشية الهشة للعائلة، والأمل الوحيد لهم في أن تنجح عملية السلام في أفغانستان، ليعود ناصر وأسرته إلى بلادهم، حيث يملكون أرضاً زراعية ومنزلاً في مديرية إمام صاحب، بإقليم قندوز، شمالي البلاد.

يقول ناصر إنّ "العيش في أفغانستان نعمة لا تساويها أي نعمة أخرى، بينما العيش في بلاد الغربة له تبعات سلبية كثيرة، منها حرمان الأولاد من التعليم، فكما حرمت من التعليم، يوشك أولادي أن يحرموا منه أيضاً، وسيكون مصيرهم مثل مصيري، لذا أرجو أن تنجح عملية السلام كي نعود إلى بلادنا، ونحاول أن نؤمن لأولادنا مستقبلاً أفضل من مصيرنا".
يعمل اللاجئ الأفغاني منذ الصباح الباكر حتى وقت العشاء في بقالة صغيرة بالقرب من منزله، ويرجع بعد صلاة العشاء إلى المنزل حاملاً الاحتياجات المعيشية اليومية، وما يكسبه يكفي بالكاد لدفع إيجار المنزل، ورسوم الكهرباء، فضلاً عن أن أباه وأمه يحتاجان إلى عناية كبيرة، خصوصاً في توفير الدواء والغذاء، وبالتالي يخصص جزءاً مما يكسبه لنفقات والديه. يقول ناصر: "والدي تعب كثيراً، وقدم التضحيات من أجلنا، لذا أنا أهتم به وبوالدتي".

المساهمون