الأمم المتحدة تحذّر من توقعات بارتفاع الجوع في 23 بؤرة ساخنة

الأمم المتحدة تحذّر من توقعات بارتفاع الجوع في 23 بؤرة ساخنة 

31 يوليو 2021
155 مليون شخص واجهوا جوعاً حاداً في عام 2020 (مصطفى كيناك/الأناضول)
+ الخط -

من المتوقع أن يرتفع الجوع في 23 بؤرة ساخنة في العالم في الأشهر الثلاثة المقبلة، حيث يزيد التحذير بحالات "كارثية" في إقليم تيغراي المأزوم في إثيوبيا وجنوب مدغشقر واليمن وجنوب السودان وشمال نيجيريا، حسبما حذّرت وكالتان تابعتان للأمم المتحدة، أمس الجمعة.
قالت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي، في تقرير جديد عن "مناطق الجوع الساخنة"، بين أغسطس/ آب ونوفمبر/تشرين الثاني، إنّ "انعدام الأمن الغذائي الحاد من المرجّح أن يتفاقم أكثر".
وضعت الوكالتان إثيوبيا على رأس القائمة، وقالتا إنّ عدد الأشخاص الذين يواجهون الجوع والموت من المتوقع أن يرتفع إلى 401 ألف - وهو أعلى رقم منذ مجاعة 2011 في الصومال - إذا لم يتم تقديم المساعدات الإنسانية بسرعة.
في جنوب مدغشقر، التي تعرّضت لأسوأ موجة جفاف خلال الأربعين عاماً الماضية، والآفات التي أثرت على المحاصيل الأساسية، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، من المتوقع دفع 14 ألف شخص إلى حالة انعدام الأمن الغذائي الحاد "الكارثية" التي تتسم بالمجاعة والموت بحلول سبتمبر/ أيلول.
قالت الوكالتان إنّ هذا العدد من المتوقع أن يتضاعف بحلول نهاية العام، حيث يحتاج 28 ألف شخص إلى مساعدة عاجلة.
في تقرير صدر في مايو/أيار الماضي، قالت 16 منظمة من بينها الفاو وبرنامج الأغذية العالمي إنّ ما لا يقل عن 155 مليون شخص واجهوا جوعاً حاداً في عام 2020، بما في ذلك 133 ألف شخص يحتاجون إلى أغذية عاجلة لمنع انتشار الموت بسبب الجوع، بزيادة قدرها 20 مليوناً عن عام 2019.
قالت الفاو وبرنامج الأغذية العالمي في تقرير، أمس الجمعة: "الجوع الحاد يتزايد ليس فقط من حيث الحجم ولكن أيضاً في شدته. بشكل عام، أكثر من 41 مليون شخص في جميع أنحاء العالم معرّضون الآن لخطر السقوط في المجاعة أو الظروف الشبيهة بالمجاعة، ما لم يتلقوا مساعدة فورية لإنقاذ الحياة والمعيشة".

 

دعت الوكالتان اللتان تتخذان من روما مقراً لهما إلى اتخاذ إجراءات إنسانية عاجلة لإنقاذ الأرواح في 23 نقطة ساخنة، حيث قالتا إنّ المساعدة أمر بالغ الأهمية بشكل خاص في خمسة أماكن تأهب قصوى لمنع المجاعة والموت.
أضافتا: "هذا التدهور مدفوع في الغالب بحركة الصراع، فضلاً عن تأثيرات جائحة كوفيد-19. ويشمل هذا الارتفاعات في أسعار المواد الغذائية، والقيود المفروضة على الحركة التي تحدّ من أنشطة السوق، وارتفاع التضخم، وانخفاض القوة الشرائية، والموسم الضعيف المبكر والممتد للمحاصيل".
قالت الفاو وبرنامج الأغذية العالمي إنّ جنوب السودان واليمن ونيجيريا لا تزال في أعلى مستوى من التحذير، وانضمت إليها إثيوبيا لأول مرة بسبب تيغراي وكذلك جنوب مدغشقر.
في جنوب السودان، قالت الوكالتان "كانت المجاعة على الأرجح تحدث في أجزاء من مقاطعة بيبور بين أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني 2020، وكان من المتوقع أن تستمر في غياب المساعدة الإنسانية المستمرة وفي الوقت المناسب"، بينما لا تزال منطقتان أخريان عرضة لخطر المجاعة.
أضافتا: "في اليمن، ربما تمّ احتواء خطر مواجهة المزيد من الأشخاص لظروف شبيهة بالمجاعة، لكن المكاسب لا تزال هشّة للغاية. أما في نيجيريا، فقد يتعرّض السكان في المناطق المتضرّرة من النزاع في الشمال الشرقي، لخطر الوصول إلى مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي".
قال التقرير إنّ تسعة بلدان أخرى لديها أعداد كبيرة من الأشخاص الذين يواجهون "انعدام الأمن الغذائي الخطير" إلى جانب تفاقم دوافع الجوع، وهي أفغانستان وبوركينا فاسو وجمهورية أفريقيا الوسطى وكولومبيا والكونغو وهايتي وهندوراس والسودان وسورية.
أضاف التقرير أنه تمت إضافة ست دول إلى قائمة النقاط الساخنة منذ تقرير الوكالتين في مارس/آذار وهي تشاد وكولومبيا وكوريا الشمالية وميانمار وكينيا ونيكاراغوا.
أوضح التقرير أنّ ثلاث دول أخرى تواجه أيضاً انعداماً حاداً في الأمن الغذائي هي الصومال وغواتيمالا والنيجر، بينما لم يتم تضمين فنزويلا بسبب نقص البيانات الحديثة.
في أفغانستان، قالت الفاو وبرنامج الأغذية العالمي إنه من المتوقع أن يواجه 3.5 ملايين شخص، ثاني أعلى مستوى من انعدام الأمن الغذائي، والذي يتميز بسوء التغذية الحاد والوفيات، من يونيو/حزيران إلى نوفمبر/ تشرين الثاني.
أضافتا أنّ انسحاب القوات الأميركية وقوات حلف الناتو في أغسطس/آب، قد يؤدي إلى تصاعد العنف ونزوح إضافي وصعوبات في توزيع المساعدات الإنسانية.
في كوريا الشمالية المنعزلة، التي تخضع لعقوبات صارمة من قبل الأمم المتحدة، قالت الوكالتان إنّ "المخاوف تتزايد بشأن حالة الأمن الغذائي بسبب صعوبة الوصول والتأثير المحتمل للقيود التجارية، التي قد تؤدي إلى فجوات غذائية".
على الرغم من أنّ البيانات "محدودة للغاية"، إلاّ أنّ الوكالتين قالتا إنّ الأرقام الأخيرة الصادرة عن المكتب المركزي للبلاد وتحليلات الفاو "تسلط الضوء على العجز في كميات الحبوب بشكل مثير للقلق".
(أسوشييتد برس)

المساهمون