فريق بايدن استبق الإحراج أمام بوتين... 3 نقاط رئيسية من قمة جنيف

فريق بايدن استبق الإحراج أمام بوتين... الصحافة الأميركية تلتقط 3 نقاط رئيسية من قمة جنيف

17 يونيو 2021
لم يعقد الرئيسان مؤتمراً مشتركاً "قد يؤدي إلى لحظات من العفوية" (بيتر كلونزير/Getty)
+ الخط -

على الرغم من أنّ القمة التي كانت منتظرة بين الرئيسين، الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين، والتي انعقدت في جنيف، أمس الأربعاء، لم تفضِ إلى نتائج كبيرة تُذكَر، تماماً كما كان متوقعاً، إلا أنّها احتلّت مساحة واسعة في صفحات الصحف الأميركية، لكونها أوّل قمّة رئاسية يعقدها بايدن وجهاً لوجه مع الرئيس الروسي بعد فوزه في الانتخابات، كذلك فإنّها أتت بعد توتّرات كبيرة بين واشنطن وموسكو، فاقمها وصف بايدن لبوتين قبل أشهر بأنه "قاتل".

ثلاث نقاط رئيسية

وأضاءت مجلة "فورين بوليسي" على ثلاث نقاط رئيسية في القمة، معتبرة أنّها أولاً خروج راديكالي من قمة هلسنكي التي جمعت الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ببوتين عام 2018 في فنلندا. ونقلت عن خبير الحدّ من التسلّح في مركز أبحاث "بي آي آر"، ومقرّه موسكو، أندريه باكليتسكي، قوله إنّه "مرّت فترة منذ أن كان لدينا قمة طبيعية ومشاركة طبيعية، حيث بإمكانك قراءة النص، الاستماع إلى المقابلات، وفهمها".

وتحدثت المجلة ثانياً عن وجود احتمال للتقدّم رغم عدم حدوث أي اختراقات في اللقاء، مشيرة في هذا السياق إلى الاتفاق على عودة سفيري البلدين. ويقول مساعد وزير الخارجية للشؤون الأوروبية والأوراسية الذي خدم خلال إدارتي جورج بوش وباراك أوباما، دان فرايد، إنّه "إذا أردت أن تنجز شيئاً معقّداً مع روسيا، أو أي مكان آخر، فأنت تحتاج إلى فريق سفارة مع طاقم من الموظفين للدخول في القضية، وتقديم المشورة لواشنطن حول الأمور الممكنة وغير الممكنة".

وخلصت المجلة ثالثاً إلى أنّ الوقت كفيل بإظهار نجاح القمة من عدمه. ويقول السفير الأميركي السابق لدى روسيا خلال إدارة أوباما مايكل ماكفول إنّ "العمل الجاد يبدأ في اليوم الذي يلي عقد القمة".

لا مكان للصدف

صحيفة "واشنطن بوست" أضاءت من جهتها على حرص مساعدي بايدن على التخطيط لكلّ خطوة في القمة، وعدم ترك أي مجال للصدف، لافتة إلى أنهم قلّلوا من احتمال تحقيق إنجازات متواضعة حتّى، لتفادي الوقوع في فخ التوقعات، ومن أجل تجنّب ظهور بايدن بموقع الضعيف، "تفاوضوا على وصول بوتين إلى المكان أولاً، للقضاء على فرصه في إبقاء الرئيس الأميركي منتظراً عبر الحضور متأخراً، وهو تكتيك نفسي يكرّره الرئيس الروسي". ومن أجل تجنّب أي مفاجأة، قرّر المساعدون، وفق الصحيفة، عدم عقد مؤتمر صحافي مشترك قد يؤدي إلى لحظات من العفوية والارتجال.

"تفاؤل عنيد"

بدورها، أضاءت صحيفة "نيويورك تايمز" على هدوء بايدن الذي ظهر بعد القمة، لافتة إلى أن بوتين كعادته، خرج إلى الصحافيين ليقدّم شكواه المعتادة إلى المراسلين، نافياً مسؤولية موسكو عن الهجمات الإلكترونية على المصالح الأميركية، مشيرة هنا إلى أنّ رئيساً آخر غير بايدن ربما كان خرج من القمة محبطاً أو حتى غاضباً.

وقالت: "إذا كان بايدن منزعجاً من أداء نظيره، لم تكن هناك أي إشارة إلى ذلك خلال مؤتمره الصحافي اللاحق، أو خلال محادثة لاحقة مع المراسلين تحت جناح طائرة الرئاسة قبل مغادرته سويسرا...".

ورأت أن ردّ بايدن على خصمه الروسي سلّط الضوء على سمة متكررة لرئاسته، وهي "التفاؤل العنيد"، الذي يقول النقاد إنه يقترب من كونه سذاجة مقلقة، في وقت يصرّ فيه الحلفاء على أنّه عنصر أساسي لإحراز تقدّم.

واعتبرت أنّ هذا النوع من الإيجابية المطلقة جعله عرضة لاتهامه بأنّه ساذج، ولا يرغب في رؤية الواقع الذي يحدّق فيه على الطاولة، وهو سيثير أيضاً تساؤلات عما إذا كان ينوي مواجهة التحديات التي تلوح في الأفق، من العدوانية الروسية على الحدود الشرقية لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، إلى الهجمات الإلكترونية المدمّرة من داخل روسيا، وتراجع سجل حقوق الإنسان في البلاد. ورأت الصحيفة أنّ من غير المرجح أن يتغيّر نهج بايدن، فهو حاول تبنّي نبرة متفائلة منذ دخوله البيت الأبيض.