العراق: الكشف عن ممرات مائية جديدة لتهريب الممنوعات من إيران

العراق: الكشف عن ممرات مائية جديدة لتهريب الممنوعات من إيران

18 مايو 2021
كثّفت السلطات العراقية نشاطها لضبط المهربين (حسين فالح/ فرانس برس)
+ الخط -

 كشفت مصادر أمنية عراقية في محافظة البصرة، أقصى جنوب العراق، اليوم الثلاثاء، عن العثور على ما وصفته بـ"ممرات جديدة" لتهريب المخدرات ومواد ممنوعة وأسلحة قادمة من إيران إلى المحافظة، تتورط فيها جماعات ومليشيات مسلّحة ساهمت في إغراق البصرة ومدن مجاورة لها بتجارة المخدرات وبيع السلاح الرخيص.

وتعاني محافظة البصرة العراقية، الواقعة على مياه الخليج العربي، والحدودية مع إيران والكويت، من مشاكل أمنية مختلفة، تقول السلطات الأمنية إنها ناجمة عن أنشطة مليشيات وجماعات مسلحة، تحاول فرض هيمنتها على المحافظة الغنية بالنفط، والتي يُصدر العراق منها نحو 80% من إنتاجه النفطي للعالم عبر موانئ ومنصّات عائمة في مياه الخليج.

ووفقاً لمسؤول رفيع في قيادة عمليات البصرة، وهي الجهة المسؤولة عن أمن المحافظة وتضم تشكيلات ووحدات الجيش والشرطة وقوات أمنية أخرى، فإنّ "سلسلة عمليات نفذت أخيراً في مناطق جنوب وشرق البصرة، أسفرت عن اكتشاف ممرّات مائية تستخدم في إدخال المخدرات والممنوعات، وكذلك السلاح، من إيران إلى المحافظة عبر طوافات وقوارب صغيرة".

وأوضح المصدر أن اعترافات لأحد المشتبه فيهم قادت إلى اكتشاف تلك الممرّات، وتفاصيل عمل المتورطين في تجارة المخدرات والسلاح، مع ظهور علاقة مباشرة لشخصيات ترتبط بفصائل مسلحة".

أسفرت العمليات الأمنية في البصرة عن اكتشاف الممّرات المائية التي تستخدم في التهريب من إيران عبر طوافات وقوارب صغيرة

 

وبحسب المسؤول ذاته، فإنّ قوات الأمن العراقية باشرت بعمليات واسعة لقطع الطريق أمام المهربين ونشر قوات إضافية من حرس السواحل" في المنطقة، متحدثاً عن إحباط عملية تهريب ضخمة للمخدرات في الوقت ذاته، كانت ستجرى من خلال محاولة تمريرها عبر مياه شط العرب المحاذي لإيران".

 

ويأتي الكشف هذا، بعد يوم واحد من إعلان قيادة شرطة البصرة عن تفكيك شبكة لترويج وتهريب المخدرات في المحافظة، متحدثة عن مصادرتها ما بحوزة الشبكة من مواد وحبوب مخدرة.

وكان قائد مديرية مكافحة المخدرات في وزارة الداخلية العراقية، اللواء مازن كامل منصور، قد تحدث، يوم الجمعة الماضي، لوكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، عن "ثغرات" يستغلها التجار لتهريب المخدرات إلى العراق، موضحاً "عدم وجود منافذ حدودية محددة لغرض تهريب المخدرات، لكن هناك ثغرات في الحدود العراقية، سواء مع إيران أو سورية، يستغلها التجار لتهريب المخدرات".

وذكّر منصور بأن "المديرية لديها نشاط جيّد في هذا الشأن، وهي قدمت شهداء من أجل الحد من تهريب المخدرات نحو العراق"، كاشفاً عن "وجود خطط استراتيجية ضمن وزارة الداخلية والمديرية العامة لمكافحة المخدرات، لغرض الحد من هذه الظاهرة".

وبشأن عدد الذين ألقي القبض عليهم من تجار ومهربي المخدرات، أكد اللواء منصور أنه "في عام 2020، تمكنت المديرية من إلقاء القبض على أكثر من 7 آلاف شخص، أكثر من 4 آلاف منهم صدرت أحكام بحقهم، أما المتبقون فلا يزالون قيد مراحل التحقيق لغرض إحالتهم للمحاكم المختصة".

وأوضح أن "تجار المخدرات الذين تمّت محاكمتهم بلغت نسبتهم 60 إلى 65 في المائة، أما المتبقون، فهم من متعاطي المخدرات". ولفت إلى أن "نشاطات المديرية خلال الفصل الأول من العام الحالي (الأشهر الثلاثة الأولى من 2021)، أسفرت عن إلقاء القبض على أكثر من 3 آلاف شخص".

في السياق ذاته، كشف قائد عمليات البصرة، اللواء الركن علي الماجدي، أول من أمس الأحد، عن التوجه إلى تشكيل قوة نهرية خاصة في مياه شط العرب، الذي يشهد عبره أنشطة تهريب قادمة من إيران إلى العراق. ولفت الماجدي إلى أن "من أهم واجبات هذه القوة، القيام بعمليات نوعية لمنع تدفق المواد المخدرة إلى داخل الأراضي العراقية".

يستغل التجار ثغرات في الحدود العراقية، سواء مع إيران أو سورية، لتهريب المخدرات

 

وفي هذا الإطار، طالب عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، عبد الخالق العزاوي، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، الحكومة العراقية والجهات المختصة، بـ"الاهتمام بالقوات البحرية والشرطة النهرية، لمنع استخدام مياه العراق معبراً لعمليات تهريب المخدرات والسلاح والممنوعات المختلفة".

وبيّن العزاوي أن "هناك مافيات بحرية مختصة، تستغل الثغرات، لعدم وجود مراقبة وإمساك ببعض الممرات المائية مع بعض دول الجوار، وهي تستخدم تلك الثغرات في عمليات التهريب، سواء المخدرات والسلاح وغيرها".

ورأى النائب العراقي أن "تشكيل قوة نهرية خاصة لسدّ مثل هذه الثغرات أمر في غاية الأهمية، مع وجوب أن يشمل ذلك المحافظات العراقية الأخرى، فبضبط الممرات المائية وشد الثغرات فيها لا يقل خطورة عن الإمساك وضبط الحدود العراقية البرية مع دول الجوار".

المساهمون